MinbarLogMinbarLogMinbarLogMinbarLog
  • الرئيسية
  • خطب منبرية مكتوبة
    • خطبة الاسبوع
    • موسوعة الخطب المنبرية
    • خطب منبرية بصيغة ” وورد – Word “
  • خطب منبرية صوتية
  • دروس وندوات
  • أخترنا لكم
    • القرأن الكريم – فلاش
    • القرأن الكريم – إستماع
    • تفسير القرآن الكريم – الشيخ نشأت أحمد
    • تفسير القرأن الكريم -الشيخ الشعراوى
    • شرح صحيح البخارى – الشيخ هتلان
    • المكتبة الشاملة – تحميل
    • إذاعة القرآن الكريم
    • شرح زاد المستقنع – الشنقيطي
    • سلسلة السيرة النبوية – راغب السرجانى
    • أحداث النهاية – محمد حسان
      • صوتى
      • فيديو
    • موقع الشيخ محمد حسين يعقوب
    • نونية ابن القيم في وصف الجنة
      • عبدالواحد المغربى
      • فارس عبّاد
  • الخطب القادمة
  • إتصل بنا
    • سياسة الخصوصية
  • من نحن؟
  • English Friday Sermons
خطبة عن قوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)
10 أغسطس، 2019
خطبة عن شكر الله وشكر الناس (مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ)
17 أغسطس، 2019

خطبة حول قوله تعالى (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ)

10 أغسطس، 2019

                   الخطبة الأولى ( وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا)  

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين                                     

                                                أما بعد  أيها المسلمون    

يقول الله تعالى في محكم آياته : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (32)  الزخرف

إخوة الإسلام

القرآن الكريم: أساس رسالة التوحيد، والمصدر القويم للتشريع، ومنهل الحكمة والهداية، والرحمة المسداة للناس، والنور المبين للأمة، والمحجة البيضاء التي لا يزغ عنها إلا هالك ،وموعدنا اليوم إن شاء الله مع آية من كتاب الله ، نتلوها ، ونتفهم معانيها ، ونسبح في بحار مراميها ، ونعمل إن شاء الله بما جاء فيها ، مع قوله تعالى : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (32) الزخرف ،فقد جاء في تفسيرها للعلماء أقوال متعددة ، ففي (التفسير الوسيط لطنطاوي) ، قال : معنى الآية : أي: نحن قسمنا بينهم أرزاقهم في هذه الدنيا، ولم نترك تقسيمها لأحد منهم، ونحن الذين- بحكمتنا- تولينا تدبير أسبابها ولم نكلها إليهم لعلمنا بعجزهم وقصورهم. ونحن الذين رفعنا بعضهم فوق بعض درجات في الدنيا، فهذا غنى وذاك فقير، وهذا مخدوم، وذاك خادم، وهذا قوى، وذاك ضعيف. ثم ذكر- سبحانه- الحكمة من هذا التفاوت في الأرزاق فقال: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا) أي: فعلنا ذلك ليستخدم بعضهم بعضا في حوائجهم، ويعاون بعضهم بعضا في مصالحهم، وبذلك تنتظم الحياة، وينهض العمران. ويعم الخير بين الناس، ويصل كل واحد إلى مطلوبه على حسب ما قدر الله- تعالى- له من رزق واستعداد.. ولو أنا تركنا أمر تقسيم الأرزاق إليهم لتهارجوا وتقاتلوا، وعم الخراب في الأرض، لأن كل واحد منهم يريد أن يأخذ ما ليس من حقه، لأن الحرص والطمع من طبيعته. وإذا كان هذا هو حالهم بالنسبة لأمور دنياهم فكيف أباحوا لأنفسهم التحكم في منصب النبوة، وهو بلا شك أعلى شأنا، وأبعد شأوا من أمور الدنيا. وقال الجمل ما ملخصه: قوله: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا ) أي: ليستخدم بعضهم بعضا، فيسخر الأغنياء بأموالهم، الأجراء الفقراء بالعمل، فيكون بعضهم سببا لمعاش بعض، هذا بماله، وهذا بأعماله، فيلتئم قوام العالم، لأن الأرزاق لو تساوت لتعطلت المعايش، فلم يقدر أحد منهم أن ينفك عما جعلناه إليه من هذا الأمر الدنيء، فكيف يطمعون في الاعتراض في أمر النبوة، أيتصور عاقل أن نتولى قسم الناقص، ونكل العالي إلى غيرنا..؟ . والمتأمل في هذه الآية الكريمة يراها تقرر سنة من سنن الله- تعالى- التي لا تغيير لها ولا تبديل، والتي تؤيدها المشاهدة في كل زمان ومكان، فحتى الدول التي تدعى المساواة في كل شيء.. ترى سمة التفاوت في الأرزاق وفي غيرها واضحة جلية،  وفي تفسير ابن كثير : (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ  ) أي : فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق ، والمحاسن والمساوئ ، والمناظر والأشكال والألوان ، وله الحكمة في ذلك ،وقال السعدى :  فإذا كانت معايش العباد وأرزاقهم الدنيوية بيد اللّه تعالى، وهو الذي يقسمها بين عباده، فيبسط الرزق على من يشاء، ويضيقه على من يشاء، بحسب حكمته، فرحمته الدينية، التي أعلاها النبوة والرسالة، أولى وأحرى أن تكون بيد اللّه تعالى، فاللّه أعلم حيث يجعل رسالته ، فعلم أن اقتراحهم ساقط لاغ، وأن التدبير للأمور كلها، دينيها ودنيويها، بيد اللّه وحده، وهذا إقناع لهم، من جهة غلطهم في الاقتراح، الذي ليس في أيديهم منه شيء، إن هو إلا ظلم منهم ورد للحق.

أيها المسلمون

وهكذا تبين لنا هذه الآية الكريمة من كتاب الله ،أن لله سبحانه وتعالى حكمة بالغة في التفاوت بين الناس في الحظوظ، بل يعتبر هذا التفاوت نعمة، فقد اقتضت حكمة المولى عز وجل أن يتفاوت الناس ،وأن تكون بينهم فروق في قدراتهم ،وطريقة تفكيرهم ،وفي بسطة العيش وضيقه ،وفي القوة والضعف ، والصحة والمرض. والعاقل الحكيم هو الذي يعتقد أنه لا راد لقضاء الله ،ويصبر ويحتسب رجاء ما هو أبقى وأنفع، ولا يجب أن يحزن لما يهوى وليس بكائن ،ولما لا يهوى وهو لا محالة كائن. فالحق سبحانه وتعالى يعطي بلا حساب لحكمة، ويمنع لحكمة وكل شيء عنده بمقدار فالطامعون في أرزاق الآخرين لا يعلمون أن إقبال الدنيا قد يكون شراً، قال الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (216) البقرة ، فهم لجهلهم بهذه الحقيقة ،فإنهم ينظرون إلى ما في يد الغير نظرة حسد وحقد ،وقد نهى الإسلام عن ذلك ، فالقانع الكريم أراح قلبه وبدنه، والشَرِه اللئيم أتعب قلبه وجسمه،  فعَلَى كُلِّ فَردٍ مسلم أَن يَلزَمَ ثَغرَهُ الَّذِي قَضَى اللهُ أَن يَكُونَ فِيهِ، وَأن يلتَزِمَ بِعَمَلِهِ الَّذِي كُلِّفَ بِهِ صَغُرَ أَو كَبُرَ، وَأَلاَّ يَتَطَلَّعَ أَحَدٌ إِلى مَا فُضِّلَ بِهِ الآخَرُ في الظَّاهِرِ، أَو يَتَشَهَّى أَن يَكُونَ مَكَانَهُ، فَلَيسَ ثَمَّةَ عَمَلٌ يُمكِنُ أَن يُقَالَ إِنَّهُ صَغِيرٌ أَو حَقِيرٌ، وَلا مُهِمَّةٌ قَد تُوصَفُ بِأَنَّهَا وَضِيعَةٌ دَنِيئَةٌ، مَا دَامَ كُلُّ ذَلِكَ في مُحِيطِ النِّظَامِ القَائِمِ عَلَى التَّعَاوُنِ وَالإِتقَانِ، بَل عَلَى المُسلِمِينَ أَلاَّ يُفَرِّطُوا في عَمَلٍ ،أَو يُضِيعُوا ثَغرًا، أَو يَحِيدُوا قِيدَ أَنمُلَةٍ عَن طَرِيقٍ فِيهِ عِزُّهُم وَتَقَدُّمُهُم، فالإِسلامَ حَرِيصٌ عَلَى انتِظَامِ أَمرِ الجَمَاعَةِ ،وَحُصُولِ الائتِلافِ، وَوَأدِ الفُرقَةِ وَإِبعَادِ الاختِلافِ، وَهُوَ لِذَلِكَ يُؤَكِّدُ عَلَى أَن يَرضَى كُلُّ فَردٍ بما قَسَمَهُ اللهُ لَهُ، وَيَعرِفَ مَكَانَتَهُ وَيَعِيَ مُهِمَّتَهُ، فَلا يَنتَهِكَ مَكَانَةَ غَيرِهِ، وَلا يَتَعَدَّى عَلَى حَقِّ مِن سِوَاهُ ،فالله تعالى خَلَقَ الخَلقَ وَمَيَّزَ بَينَهُم، وَلَم يَجعَلْهُم سَوَاءً أَو في دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ، وَفي ذَلِكَ مِنَ الحِكَمِ مَا لا تُدرِكُهُ كَثِيرٌ  فالمقصود من قوله تعالى : ﴿ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ﴾ [الزخرف: 32] ، فَلَيسَ التَّسخِيرُ هُوَ استِعلاءَ طَبَقَةٍ عَلَى طَبَقَةٍ، أَو استِعلاءَ فَردٍ عَلَى فَردٍ، أَو ظُهُورَ قَوِيٍّ عَلَى ضَعِيفٍ، أَوِ احتِقَارَ كَبِيرٍ لِصَغِيرٍ، وَلَكِنَّهُ تَسخِيرُ خِدمَةٍ مِن بَعضِهِم لِبَعضٍ، وَتَبَادُلِ مَنَافِعَ وَحَاجَاتٍ، وَلَو كَانُوا كُلُّهُم سَوَاءً وَعَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ القُوَّةِ، مَا خَدَمَ أَحَدٌ أَحَدًا، وَلَو كَانُوا عَلَى مُستَوًى وَاحِدٍ مِنَ الضَّعفِ، مَا حَمَلَ أَحَدٌ أَحَدًا وَلا نَفَعَهُ بِشَيءٍ، وَاللهُ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدٌ عَمَلاً أَن يُتقِنَهُ، وَيَرضَى لِعِبَادِهِ أَن يَعبُدُوهُ وَلا يُشرِكُوا بِهِ شَيئًا، وَأَن يَعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا يَتَفَرَّقُوا ،وكل مسلم جَعَلَهُ اللهُ عَلَى ثَغرٍ، فَلْيَسُدَّ ثَغرَهُ، وَلْيَحفَظْ أَمَانَتَهُ، وَلْيَرعَ مَسؤُولِيَّتَهُ، وَلْيَقنَعْ بما قَسَمَهُ اللهُ لَهُ، وْلَيَحذَرْ مِن حَسَدِ غَيرِهِ على خَيرٍ أَعطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ، أَوِ التَّطَلُّعِ لِمَا في أَيدِي النَّاسِ وَمُنَازَعَةِ اللهِ في قَدَرِهِ، وليس المقصود من هذا أن يُقَالُ لِلنَّاسِ: ارضَوا بِالدُّونِ أَوِ اقضُوا حَيَاتَكُم في ذِلَّةٍ وَهَوَانٍ، بَلْ لا بَأسَ بِتَطَلُّعِ المَرءِ إِلى أَن يَكُونَ في مَكَانَةٍ فَوقَ مَا هُوَ عَلَيهِ، وَأَن يَحمِلَ بَينَ جَنبَيهِ نَفسًا تَوَّاقَةً لِلمَعَالي، مُتَرَفِّعَةً عَنِ السَّفَاسِفِ، مُتَرَقِّيَةً في دَرَجَاتِ العِزِّ، وَلَكِنَّ هَذَا يُطلَبُ مِن أَبوَابِهِ المَشرُوعَةِ، المَقبُولَةِ دِينًا وَعَقلاً، المُمكِنَةِ وَاقِعًا، وَأَمَّا العَيشُ في أَوهَامِ التَّصَدُّرِ وَالزَّعَامَةِ وَإِبرَازِ الذَّاتِ، وَالتَّفَرُّدِ بِالرَّأيِ وَحُبِّ التَّمَرُّدِ، فَهُوَ ضَربٌ مِن جُنُونِ العَظَمَةِ الكَاذِبَةِ، وَمَا لم يُفلِحِ المَرءُ في وَاقِعِهِ الَّذِي يَعِيشُهُ وَيَنجَحْ في عَمَلِهِ الَّذِي تَحتَ يَدِهِ،

                                          أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

           الخطبة الثانية ( وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا)  

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين                                     

                                                 أما بعد  أيها المسلمون    

وهكذا يتضح لنا من خلال هذه الآية الكريمة من كتاب الله بعض المبادئ الأساسية ، ومنها : أولا : ضرورة البعد عن تقليد الآخرين والسعي لما في أيديهم: فإن ما في يد الناس هو عطاء إلهى خاص ، يريد به تعظيمهم أو إهانتهم ، فلا تأخذك ولا تخدعك ظواهر الأمور ، ثانيا : أن الأرزاق والمنح والعطايا ليست عشوائية، بل هي قسمة مقسومة ،بإرادة إلهية، وعلم إلهى ، كما في قوله تعالى : (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ،فبوضوح تام ، فكل ما تراه عندك ، أو عند غيرك ، هو قسمة مقسومة ،بحساب دقيق ، فلا تسأل ،ولا تحسد ، فلن تأخذ أكثر مما قسم لك . ثالثا :  أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية صنعة إلهية ،طبقا لإرادته سبحانه وتعالى ، رابعا :  أن العلة الأساس في هذا التغاير والتفاوت هي :(ليَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا) ، أي ليسخر بعضهم بعضا، والتسخير هو «الإكراه الذاتي» على إنجاز وإتمام شيء محدد. وأما «رفع الدرجات» في هذه الآية ، فهو رفع مادى ، مثلما تضع «الترس في الدوران» ترى هذا التسخير الذى تكلمت عنه الآية، فكل سنة من أسنان الترس ،تدور مع غيرها دورة كاملة ،فتأتى مرة في الأعلى ،ومرات في الوسط ، ومرة في الأسفل، ولولا أن كل سنة من الأسنان تدور في هذه الدورة ،ما تمت الحركة ،ولا حدث المقصود ،وهكذا يتفاوت مكان الأشخاص في المجتمع ،لكن كل واحد منهم يقوم بوظيفة هو مسخر فيها لخدمة غيره ، فترى الحارس مسخرا مستيقظا لحراسة هؤلاء الذين يذهبون للحقول لزرع الطعام، والذين يذهبون إلى المصانع لإنتاج متطلبات المجتمع، كما ترى الطبيب والممرض كليهما مسخر لجميع الناس ساعة المرض والتعب، وترى عمال النظافة يتابعون المرافق لخدمة هؤلاء الذين يخدمون المجتمع في سائر المهن والحرف. وإذا كان المريض لا يرى الطبيب إلا في لحظات المرض لمدة دقائق، فلا يحسبن أنه لم يأخذ من الطبيب إلا هذه الدقائق، فإن الطبيب قد بقى مسخرا أعواما طويلة يدرس ويستذكر ويتعرض للفشل والنجاح ،فها هو يقضى قرابة ربع قرن من عمره مسخرا تسخيرا تاما ليستطيع إسعافك ،وعلاج مرضك . هذا هو التسخير الذى بينته الآية الكريمة: (لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا)

                                                           الدعاء

 

 

Print Friendly, PDF & Email
مشاركة
3

Related posts

25 يونيو، 2022

خطبة عن (يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ التبَاهِي) 


Read more
25 يونيو، 2022

خطبة عن (العشر من ذي الحجة) مختصرة


Read more
25 يونيو، 2022

خطبة عن ( أيام العشر من ذي الحجة ويوم عرفة )


Read more

أحدث الخطب

  • خطبة عن (يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ التبَاهِي) 
    25 يونيو، 2022
  • خطبة عن (العشر من ذي الحجة) مختصرة
    25 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن ( أيام العشر من ذي الحجة ويوم عرفة )
    25 يونيو، 2022
  • خطبة عن ( منزلة الحج ويوم عرفة) مختصرة
    25 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن ( أفضل الأيام يوم عرفة )
    25 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن ( يوم عرفة ) 1
    25 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن ( يوم عرفة وفضائله )
    25 يونيو، 2022
  • خطبة عن (أيام العشر أقبلت فاغتنموها)
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن ( الحج رحلة إيمانية )
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن (ترك فريضة الحج مع الاستطاعة من كبائر الذنوب)
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن نداء التوحيد (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ)
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن (الحج دروس وعبر)
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن (فضائل العشر من ذي الحجة)
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن (في مدرسة الحج نتعلم)
    11 يونيو، 2022
  • خطبة عن الحج (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن (في الحج وحدة وتوحيد)
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن (الحج: حقائق وأسرار ومعاني)
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن (من أهداف الحج ومقاصده)
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة حول حديث (الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ فِي الْمَرْأَةِ وَالْمَسْكَنِ وَالدَّابَّةِ)
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن النجوى وحديث (إِذَا كَانَ ثَلاَثَةٌ فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ)
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة حول قوله تعالى (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
    11 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة عن (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ)
    4 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة حول حديث (الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ)
    4 يونيو، 2022
  • 0
    خطبة حول حديث (إِنَّ اللَّهَ يُحِبَّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ)
    4 يونيو، 2022
  • خطبة عن (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)
    30 مايو، 2022
  • خطبة عن (الْجَهْلُ والْجَاهِلُونَ)
    29 مايو، 2022
  • 0
    خطبة عن الحق وكلمة الحق (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ)
    28 مايو، 2022
  • 0
    خطبة عن النبي أَحْسَنُ مِنَ الْقَمَرِ وحديث (فَإِذَا هُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنَ الْقَمَرِ)
    28 مايو، 2022
  • 0
    خطبة عن هداية القرآن (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)
    28 مايو، 2022
  • خطبة عن (حقيقة الموت)
    22 مايو، 2022

ادعم الموقع

ساهم في دعم الموقع علي باتريون
iSpace | Dezone
© 2019 All Rights Reserved. iSpace