MinbarLogMinbarLogMinbarLogMinbarLog
  • الرئيسية
  • خطب منبرية مكتوبة
    • خطبة الاسبوع
    • موسوعة الخطب المنبرية
    • خطب منبرية بصيغة ” وورد – Word “
  • خطب منبرية صوتية
  • دروس وندوات
  • أخترنا لكم
    • القرأن الكريم – فلاش
    • القرأن الكريم – إستماع
    • تفسير القرآن الكريم – الشيخ نشأت أحمد
    • تفسير القرأن الكريم -الشيخ الشعراوى
    • شرح صحيح البخارى – الشيخ هتلان
    • المكتبة الشاملة – تحميل
    • إذاعة القرآن الكريم
    • شرح زاد المستقنع – الشنقيطي
    • سلسلة السيرة النبوية – راغب السرجانى
    • أحداث النهاية – محمد حسان
      • صوتى
      • فيديو
    • موقع الشيخ محمد حسين يعقوب
    • نونية ابن القيم في وصف الجنة
      • عبدالواحد المغربى
      • فارس عبّاد
  • الخطب القادمة
  • إتصل بنا
    • سياسة الخصوصية
  • من نحن؟
  • English Friday Sermons
خطبة عن صحوة هذه الأمة ،وحديث ( لاَ يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ )
7 أكتوبر، 2020
خطبة عن حرمة الخمر وعقوبتها ، وحديث ( مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاَةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا )
10 أكتوبر، 2020

خطبة عن الحديث (أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ(الصَّلاَةُ عَلَى مِيقَاتِهَا، ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، والْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)

10 أكتوبر، 2020

الخطبة الأولى (أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ(الصَّلاَةُ عَلَى مِيقَاتِهَا، ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، والْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) 

الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

                                     أما بعد  أيها المسلمون    

روى البخاري في صحيحه : (عَنْ أَبِى عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ – رضى الله عنه – سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ قَالَ « الصَّلاَةُ عَلَى مِيقَاتِهَا » . قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ . قَالَ « ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ » . قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ « الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ » . فَسَكَتُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي )

إخوة الاسلام

إن الله تعالى يحب العبدَ الذي يسابق الآخرين إليه، ويكون في مقدمتهم في كل طاعة ، أو عبادة تقربه من ربه ، فقال الله تعالى :”وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّات النَّعِيم” (الواقعة:12). ولقد كان الصَّحابَةُ ( رضي الله عنهم ) لشدة حِرْصِهم على ما يُقَرِّبُهم مِنْ رِضا اللهِ عَزَّ وجلَّ؛ كانوا كثيرًا ما يَسألونَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم عن أفضَلِ الأعمالِ، وأكثَرِها قُربةً إلى الله تعالى، فكانتْ إجاباتُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم تَختلِفُ باختلافِ أشخاصِهم وأحوالِهم، وما هو أكثَرُ نفعًا لكُلِّ واحدٍ منهم ، ولذا فقد تعدَّدت الروايات الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في بيان أحب الأعمال، وأفضلها، عند الله، ما بين: الصلاة على وقتها، والإيمان بالله، وبر الوالدين، والجهاد، والذكر، والنهي عن المنكر، وسلامة الصدر، وعدم إيذاء المسلمين، وقول كلمة الحق.. إلخ. وهكذا  كان المصطفى صلى الله عليه وسلم  يذكر لأصحابه أعمالاً جليلة من فضائل الأعمال، و بأنها أحب الأعمال إلى الله تعالى وأفضلها، ومثل هذه الأعمال جديرة بالاهتمام والإكثار منها، لأن عطاء الله تعالى فيها سيكون جزيلاً بلا شك، ليس لأنها أعمال يحبها الله عز وجل فحسب، وإنما لأنها من أحب الأعمال إليه جل وعلا، ولذلك سيكون ثوابها في الميزان ثقيلاً، وفي هذا الحديثِ الذي تلوته عليكم في المقدمة، يَسْأَلُ الصحابي الجليل عبدُ الله بنُ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فيقول: أيُّ العَمَلِ أحبُّ إلى اللهِ؟ فأجابَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بقولِه: الصَّلاةُ على وَقْتِها، أي: أحبُّ الأعمالِ إلى الله تعالى المَرْضِيَّةِ لديه الصَّلاةُ في أوَّلِ وقتِها، وفي قول النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( الصلاة على وقتها – أو على مواقيتها) دليل على فضل أول الوقت للصلاة ، فالصلاة عبادة تربط بين العبد وربه ، ففيها يناجي ربه ،ويستمع أوامره جلَ وعلا ، ليعتقدها ويعمل بها ، وقد روى مسلم في صحيحه : (عن  ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ، أنه قَالَ له: “عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً”.  وروى البخاري ومسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن النَّبِيَّ قَالَ لِبِلاَلٍ: “يَا بِلاَلُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلاَمِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ”. قَالَ: “مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا، فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ”. 

فالصلاة هي شعار المؤمن ،وفيها شهادة بالإيمان ، وهي أول ما يحاسب عليه المؤمن يوم القيامة ، ففي سنن الترمذي :« إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَىْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِى مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ ».والصلاة في الأصل هي الدعاء ، ولذا كان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، فقد روى احمد (قَالَ حُذَيْفَةُ :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى) وفيه : (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « يَا بِلاَلُ أَرِحْنَا بِالصَّلاَةِ ». وروى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ ». وفي سنن النسائي : (عَنْ أَنَسٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-  :  « حُبِّبَ إِلَىَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ ».

  أيها المسلمون

ثم يستزيد الصحابي الجليل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول : (قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ . قَالَ « ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ » . فقد ذكر صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ أولا لأنها حَقُّ اللهِ، ثم قَالَ « ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ » . فحقُّ الوالدينِ يأتي بعدَ حَقِّ اللهِ عَزَّ وجَلَّ؛ كما قال تعالى: { أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].  فالإسلام عني بالوالدين عناية بالغة، وحض الأبناء على حسن معاملتهما ،وألزمهم بالبر بهما ،وطاعتهما، وفعل كل ما يرضيهما ،إذ أن برهما حق واجب ،إلا في ما حرم الله – عز وجل – أو نهى عنه ،فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، قال الله وتعالى : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (36) النساء  ،فقد قرن الله تعالى بر الوالدين بتوحيده وعبادته – جل وعلا ، وفي هذا تأكيد من الله – عز وجل – على ما بين : (العبادة لله ، وبر الوالدين ) من تلازم وارتباط،

والوالدان باب من أبواب الجنة ، ففي سنن الترمذي وغيره : (عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَجُلاً أَتَاهُ فَقَالَ إِنَّ لِي امْرَأَةً وَإِنَّ أُمِّي تَأْمُرُنِي بِطَلاَقِهَا. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوِ احْفَظْهُ ».  ويكفي في فضل بر الوالدين أنه من الأعمال الصالحات التي يُتقرّب بها إلى رب الأرض والسماوات ، وأنه تُفرّج به الأزمات ، وينجو به العبد من الورطات ، كما في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار ، والقصة في الصحيحين . وبر الوالدين مما يبلغ معه العبد المنزلة العالية عند الله، بحيث لو أقسم على الله لأبرّ الله قسمه ، وذلك كما في قصة أويس القرني ، فقد روى مسلم في صحيحه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :« يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ ».  . وبـرّ الوالدين  يبلغ بصاحبه الدرجات العُلى ، فقد روى البخاري: (أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهْىَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَلاَ تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ ، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ ، صَبَرْتُ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ . قَالَ « يَا أُمَّ حَارِثَةَ ، إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى »  وفي مسند أحمد : (عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- « دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةً قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ كَذَاكُمُ الْبِرُّ كَذَاكُمُ الْبِرُّ ».

وقد يظن بعض الأبناء ،أنهم قد أدوا كافة الحقوق الواجبة عليهم لأمهاتهم وآبائهم ، وذلك بكفالتهم مادياً ،أو بمعاملتهم معاملة حسنة، وهذا الاعتقاد خاطئ فقد رأى عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – رجلاً قد حمل على رقبته أمه ،وهو يطوف بها حول الكعبة ، فقال: يا ابن عمر، أتراني جازيتها؟ قال ابن عمر: “ولا بطلقة واحدة من طلقاتها ،ولكن قد أحسنت ،والله يثبك على القليل كثيراً” وليس الأمر بالإحسان إلى الوالدين وبرهما خاصاً بالمسلمين وحدهم ،بل هو أمر لكافة الناس ،على اختلاف أجناسهم وعقائدهم وألسنتهم ، وعلى مر العصور ، ولا ينقطع بر الوالدين بموتهما، فبر الوالدين دائم لا ينقطع ، والولد الصالح عليه أن يتحرى ذلك ،ويداوم عليه ويلزمه، ففي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ». وروى الإمام أحمد في مسنده : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ يَارَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ فَيَقُولُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ ». ومن أبر البر بعد موت الوالدين ،أن يبر الابن صديق الأب ،ويحسن ضيافته ويكرمه، وأن يوفي بعهد والديه، ويصل الرحم التي لا توصل إلا بهما في حياتهما الدنيا، ففي سنن أبي داود : (عَنْ أَبِى أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ قَالَ بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِى سَلِمَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِىَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا قَالَ « نَعَمِ الصَّلاَةُ عَلَيْهِمَا وَالاِسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لاَ تُوصَلُ إِلاَّ بِهِمَا وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا ».

                            أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية (أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ(الصَّلاَةُ عَلَى مِيقَاتِهَا، ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، والْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) 

الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

                                     أما بعد  أيها المسلمون    

ثم يستزيد الصحابي عبد الله بن مسعود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول : قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ « الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ » .فالجهاد أحد الأركان الثلاثة التي لا يقوم الدين إلا بها ،وهي الكتاب ،والميزان، والحديد ، فالكتاب : به العلم والدين ،والميزان : به الحقوق في العقود والقبوض ، والحديد : به الجهاد ،قال ابن القيم : ” وبعثه الله بالكتاب الهادي ،والسيف الناصر ،بين يدي الساعة ، حتى يُعبد سبحانه وحده لا شريك له ، وجعل رزقه تحت ظل رمحه ” . ويقول : ” فإن الله سبحانه أقام دين الإسلام بالحجة والبرهان ،والسيف والعنان ،فكلاهما في نصره أخوان شقيقان “فالجهاد في سبيل الله لا يعدله شيء ، فقد روى البخاري:( أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – حَدَّثَهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ . قَالَ « لاَ أَجِدُهُ – قَالَ – هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلاَ تَفْتُرَ وَتَصُومَ وَلاَ تُفْطِرَ » . قَالَ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ ) ، وفي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قِيلَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ « لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ ». قَالَ فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ : « لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ ». وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ « مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ لاَ يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلاَ صَلاَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى ». ولذا كان الصحابة رضي الله عنهم يرون الجهاد في سبيل الله أفضل العمل ، فعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ – رضى الله عنها – أَنَّهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ ، أَفَلاَ نُجَاهِدُ قَالَ « لاَ ، لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ »  رواه البخاري .  وفي صحيح البخاري : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّهُ قَالَ « مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ » . قَالُوا وَلاَ الْجِهَادُ قَالَ « وَلاَ الْجِهَادُ ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ » .

وحسب الجهاد في الفضل أنه ذروة سنام هذا الدّين ، كما قال عليه الصلاة والسلام ، كما في سسن البيهقي وغيره : (عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ تُحَدِّثُنِي بِعَمَلٍ أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ؟ قَالَ :« إِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ أَمَّا رَأْسُ الأَمْرِ فَالإِسْلاَمُ مَنْ أَسْلَمَ سَلِمَ وَأَمَّا عَمُودُهُ فَالصَّلاَةُ وَأَمَّا ذُرْوَةُ سَنَامِهِ فَالْجِهَادُ »، فالجهاد فيه دلالة صدق الإيمان ، ومحبة الله عز وجل ، فهو متضمن لكمال المحبة لما أمر الله به ، وكمال بغض ما نهى الله عنه ،قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلاً على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه ، ومعلوم أن المحبوبات لا تنال غالباً إلا باحتمال المكروهات ”  ،ولما كانت الصلاة تلازم المسلم كل يومه ، كان الجهاد حادياً لحياة المؤمن يحيا يحدث نفسه به ، فكانت التهنئة بلباس الثوب الجديد : ” البس جديداً وعش سعيداً ومت شهيداً ”   وكانت المواساة في عيادة المريض المؤمن : ” اللهم اشف عبدك فلاناً ينكأ لك عدواً ويمشي لك إلى صلاة ” . ولهذا وصِفَ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم : ” رهبان الليل فرسان النهار ” فلا فرق بين تسوية الصفوف للصلاة ،وبين تسويتها للقتال ، إذ أن العبادتين من أجلّ العبادات وأفضل الأعمال ، قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (4) الصف، وقد قال الفاروق رضي الله عنه ” والله إني لا أحب الدنيا لولا ثلاث أمور: أحدها أن أسجد وأصلي لله رب العالمين ، ولولا أني أحمل في سبيل الله ، وأني أجالس أقواماً يلتقطون أطايب الكلام كما يلتقط أطايب الثمر ” .                                                                      الدعاء

Print Friendly, PDF & Email
مشاركة
2

Related posts

17 مايو، 2022

خطبة عن (يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) مختصرة


Read more
17 مايو، 2022

خطبة عن (وصية إبراهيم لأمة محمد) مختصرة


Read more
17 مايو، 2022

خطبة عن (نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا) مختصرة


Read more

أحدث الخطب

  • خطبة عن (يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (وصية إبراهيم لأمة محمد) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (نعلم كثيرا، ونعمل قليلا) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (مفهوم النعمة والنقمة) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (محبوبات الرحمن)1مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (محبوبات الرحمن) 2 مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (كيف تفتح قلبا مغلقا) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (فتح القلوب) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (من صور الأَمَانَةَ) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (صور الأَمَانَةَ) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن حديث (دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (الله الحفيظ والحافظ) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (الْعَبْدَ التَّقِىَّ الْغَنِىَّ الْخَفِيَّ) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (الشعور بالملل والضيق) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (التعاون على البر والتقوى) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن ( البركة ) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (الاسلام هو الدِّينُ الْقَيِّمُ) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • خطبة عن (أَصْحابُ النّارِ وأَصْحابُ الجَنَّةِ) مختصرة
    17 مايو، 2022
  • 0
    خطبة عن حديث (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ)
    14 مايو، 2022
  • 0
    خطبة عن (من لم يؤمن بالقرآن والرسول محمد فهو كافر)
    14 مايو، 2022
  • 0
    خطبة عن ( الدليل على أن من مات يهوديا أو نصرانيا فهو كافر)
    14 مايو، 2022
  • 0
    خطبة عن (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ)
    7 مايو، 2022
  • 0
    خطبة حول حديث (لَنْ يَشْبَعَ الْمُؤْمِنُ مِنْ خَيْرٍ يَسْمَعُهُ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةُ)
    7 مايو، 2022
  • 0
    خطبة عن حديث (احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا ( اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي)
    7 مايو، 2022
  • 0
    خطبة عن (الاسلام ولغة الآخرين وحكم تعلمها)
    7 مايو، 2022
  • 0
    خطبة عن (بَشَريةُ الْمَسِيح عِيسَى ابْن مَرْيَمَ من خلال القرآن الكريم)
    7 مايو، 2022
  • 0
    خطبة عن (ما ينبغي على المؤمن فعله)
    7 مايو، 2022

ادعم الموقع

ساهم في دعم الموقع علي باتريون
iSpace | Dezone
© 2019 All Rights Reserved. iSpace