خطبة عن (الحقوق) (لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
مارس 10, 2016خطبة عن (فَأَعْطِ كُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّهُ)
مارس 10, 2016الخطبة الأولى (الحقوق: حق المسلم على المسلم )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في صحيح البخاري أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: « حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلاَمِ ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ »
إخوة الإسلام
( فَأَعْطِ كُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّهُ ) : حق المسلم على أخيه المسلم: ففي صحيح البخاري أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ« حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلاَمِ ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ »، وعند الامام مسلم (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ »..قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ ».. وننتقل إلى حق الزوج على زوجته وحق الزوجة على زوجها ،روى الترمذي أن رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم قال : ( أَلاَ إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ أَلاَّ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلاَ يَأْذَنَّ فِى بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ أَلاَ وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِى كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ »، ومن حق الزوج على زوجته الطاعة في غير معصية فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِى الْجَنَّةَ مِنْ أَىِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ » ،ومن حق الزوج على زوجته أن لا تخرج من بيتها إلا بإذنه ، وألا تبدي زينتها لغيره. وأن تحافظ على سمعته وكرامته وعرضه ، وأن تكون أمينة على ماله ، ولا تأخذ منه إلا بالمعروف.. ومن حق الزوج على زوجته أن ترعى شعوره.. فتبتعد عما يؤذيه من قول أو فعل .. وأن تراعي ظروفه المالية ، ومكانته الاجتماعية ، وأن تقدر مسؤولياته في العمل خارج البيت فلا تضيق من ذلك ، ولا تكلفه من النفقات ما لا يطيقه ، وأن لا تستكثر من الطلب لئلا يلجئ إلى الكسب الحرام .. ومن حق الزوجةعلى زوجها النفقة والسكن ويوفر لها الطعام والشراب والكسوة وأن يعلمها أمور دينها وألا يضرب الوجه ولا يقبح وأن يعطيها حقها في المعاشرة الزوجية وأن يصبر عليها وعلى أذاها, وأن يتحمل ويتغافل عما يصدر عنها من قول أو عمل رحمة بها وشفقة عليها وعملاً بوصية الرسول : (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا).. وأن يكون الزوج طلق الوجه يحسن اختيار الكلمة الطيبة الحلوة وأن لا يهجرها على أمر دنيوي فوق ثلاث ليال.. أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الحقوق: حق الجار على جاره )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ثم ننتقل الى حق آخر ألا وهو حق الجار على جاره …فحق الجار على جاره أن يكون له في الشدائد عونا، وفي الرخاء أخاً.. يَحزن لما يؤذيه، ويفرح لما يسره ويرضيه، ويأخذ بيده إذا أظلمت في وجهه الحياة، ويرشده إذا ضل أو أخطأ الطريق، ويهنئه إذا أصابه خير، ويصبره إذا أصابه مكروه، ويدفع عنه الأذى.. من حق جارك عليك :”إِنْ مَرِضَ عُدْتَهُ، وَإِنْ مَاتَ شَيَّعْتَهُ، وَإِنِ اسْتَقْرَضَكَ أَقْرَضْتَهُ، وَإِنْ أَعْوَزَ سَتَرْتَهُ، وَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّأْتَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ عَزَّيْتَهُ، وَلا تَرْفَعْ بناءَكَ فَوْقَ بنائِهِ فَتَسُدَّ عَلَيْهِ الرِّيحَ، وَلا تُؤْذِهِ بِرِيحِ قِدْرِكَ إِلا أَنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا”.. والإحسان إلى الجار برهان قوي على صدق الإيمان بالله لقوله صلى الله عليه وسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ يَأْخُذُ مِنْ أُمَّتِى خَمْسَ خِصَالٍ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ». قَالَ قُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا ثُمَّ قَالَ « اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِناً وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِماً) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة.. ولشدة عناية الرسول بحق الجار قال كما في صحيح البخاري (عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضى الله عنهما – قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ » .. ونستكمل الحقوق في لقاء قادم ان شاء الله ..
الدعاء