خطبة عن ( الصحابي عبد الله بن مسعود )
مارس 9, 2016خطبة عن (الحقوق: حق المسلم على المسلم )
مارس 10, 2016الخطبة الأولى (الحقوق) (لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الامام مسلم في صحيحه : ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ ».
إخوة الإسلام
(فَأَعْطِ كُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّهُ)، ومن الحقوق: حقوق كبار السن على الصغار فمن حق الكبار على الصغار :أن يحترموهم ويوقروهم عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الأدب المفرد وسنن ابي داود والبيهقي وغيرهم (عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ مِنْ إِجْلاَلِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ ». فإذا رأيت الكبير فارحم ضعفه, وأكبر شيبَهُ, وقدِّر منزلته, وارفع درجته, وفرج بإذن الله كربته ..يعظم لك الثواب, ويجزل الله لك به الحسنى في المرجع والمآب.وهذا هو سيدنا موسي عليه السلام يكرم البنتين لأن أباهما شيخ كبير (قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ .. فَسَقَى لَهُمَا)..وإذا كان للإنسان على أخيه الإنسان حقوق .. فإن للحيوان علينا حقوق ..فما حق الحيوان على الانسان أولاً: الإحسان اليه حتى حال ذبحه، ففي صحيح مسلم (عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ». كما لا يجوز تعذيب الحيوان، أخرج الشيخان عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِفِتْيَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَهُ وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِ الطَّيْرِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِنْ نَبْلِهِمْ فَلَمَّا رَأَوُا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ مَنْ فَعَلَ هَذَا لَعَنَ اللَّهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ( لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا.)، وما نراه في القرن العشرين أن يتلذذ الناس بمشاهدة مصارعة الثيران أو مصارعة الديكة، أو ما يقدم في بعض مطاعم اليابان من السمك المقلي أو المشوي وهو لايزال يتقلب حياً في الصحفة فكل ذلك حرام .كما يحرم حبس الحيوان والتضييق عليه، ففي الصحيحين(“إِنَّ امْرَأَةً دَخَلْتِ النَّارَ فِي هِرَّةٍ لَهَا، كَانَتْ رَبَطَتْهَا فَلا تُطْعِمُهَا وَلا تُخَلِّيهَا تَأْكُلُ مِنْ حَشَائِشِ الأَرْضِ) ومن حقوق الحيوان على الانسان ..عدم إرهاقه في العمل، فهذا حق للحيوان سوف تحاسب عنه يوم القيامة اذا حملته مالا يطيق، تأمل معي قصة الجمل الذي اشتكى ما يلاقيه من تعب وجوع الى المبعوث رحمة للعالمين صلوات ربي وسلامه عليه، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ أَرْدَفَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ فَأَسَرَّ إِلَىَّ حَدِيثاً لاَ أُخْبِرُ بِهِ أَحَداً أَبَداً وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ فِى حَاجَتِهِ هَدَفٌ أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ فَدَخَلَ يَوْماً حَائِطاً مِنْ حِيطَانِ الأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ قَدْ أَتَاهُ فَجَرْجَرَ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ – قَالَ بَهْزٌ وَعَفَّانُ فَلَمَّا رَأَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ – فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَرَاتَهُ وَذِفْرَاهُ فَسَكَنَ فَقَالَ « مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ ».فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ هُوَ لِى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ « أَمَا تَتَّقِى اللَّهَ فِى هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِى مَلَّكَكَهَا اللَّهُ إِنَّهُ شَكَا إِلَىَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ » رواه أحمد
اقول قولي واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الحقوق )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن حقوق الحيوان استخدامه فيما خلق له، وعدم استخدامه في غير ما سخّر له، وفي الصحيحين عن ابيهُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « بَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً لَهُ قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ فَقَالَتْ إِنِّى لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا وَلَكِنِّى إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ ». فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ. تَعَجُّبًا وَفَزَعًا. أَبَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَإِنِّي أُومِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ».ومن حقوق الحيوان احترام مشاعره فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يحد السكين بحضرة الحيوان الذي يذبح، فمرة مر على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها، فقال: ((أفلا قبل هذا! أتريد أن تميتها موتتين؟) ..وفي سنن أبي داود ومسند أحمد وغيره (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرُشُ فَجَاءَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا ». وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ « مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ ». قُلْنَا نَحْنُ. قَالَ « إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ ».
إخوة الاسلام
ثم ننتقل إلى حق الطريق ..ففي البخاري ومسلم (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ قَالُوا وَمَا حَقُّهُ قَالَ« غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلاَمِ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ )، وأخرج الطبراني من حديث حذيفة بن أسيد – رضي الله عنه أن النبي قال:(من آذى المسلمين في طرقهم؛ وجبت عليه لعنتهم)
أيها المسلمون
إذا أردتم الفوز بالجنة والنجاة من النار (فَأَعْطِ كُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّهُ) ..وحذركم ونفسي من التهاون في هذه الحقوق لأن أصحابها سوف يطالبونكم بها يوم القيامة ..يوم القصاص ..يوم رد المظالم .. يوم ترد الودائع ويقضى في المظالم …
الدعاء