الخطبة الأولى (الذبيح إسماعيل)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى عن نبيه إبراهيم عليه السلام: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (101): (107) الصافات.
إخوة الإسلام
لقد ذكر الله تبارك وتعالى قصص أنبيائه ورسله في القرآن الكريم، لنأخذ منها الدروس والعبر، فقال تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) يوسف(111)، ومن أبرز هذه القصص، قصَّة نبي الله إبراهيم، مع ابنه إسماعيل، عليهما السَّلام، فلما هاجر نبي الله إبراهيم من بلاد قومه ببابل بالعراق، إلى الأرض المباركة بالشام، سأل إبراهيم ربه أن يهب له ولدا صالحا، فبشره الله تعالى بغلام حليم، وهو إسماعيل عليه السلام; لأنه أول من ولد له، على رأس ست وثمانين سنة من عمره، ثم أمره الله أن يسكنه وأمه في بلاد قفر، وواد ليس به أنيس، ولا زرع ولا ضرع، ففي صحيح البخاري: (ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ (هاجر)، وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهْىَ تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ الْبَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ، فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَ وَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ، وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ نَعَمْ. قَالَتْ إِذًا لاَ يُضَيِّعُنَا..)، فامتثل إبراهيم أمر ربه في ذلك، وتركهما هناك، ثقة بالله، وتوكلا عليه، فجعل الله لهما فرجا ومخرجا، ورزقهما من حيث لا يحتسبان، ففي الحديث المتقدم للبخاري: (حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِي السِّقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا، وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى – أَوْ قَالَ يَتَلَبَّطُ – فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الأَرْضِ يَلِيهَا، فَقَامَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الْوَادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَ، الصَّفَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا، ثُمَّ سَعَتْ سَعْىَ الإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ، حَتَّى جَاوَزَتِ الْوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ الْمَرْوَةَ، فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا، فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ – قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – «فَذَلِكَ سَعْىُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا». – فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى الْمَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا، فَقَالَتْ صَهٍ. تُرِيدَ نَفْسَهَا، ثُمَّ تَسَمَّعَتْ، فَسَمِعَتْ أَيْضًا، فَقَالَتْ قَدْ أَسْمَعْتَ، إِنْ كَانَ عِنْدَكَ غِوَاثٌ. فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ، عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ – أَوْ قَالَ بِجَنَاحِهِ – حَتَّى ظَهَرَ الْمَاءُ ،فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا، وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ الْمَاءِ فِي سِقَائِهَا، وَهْوَ يَفُورُ بَعْدَ مَا تَغْرِفُ … قَالَ فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا، فَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ لاَ تَخَافُوا الضَّيْعَةَ، فَإِنَّ هَا هُنَا بَيْتَ اللَّهِ، يَبْنِى هَذَا الْغُلاَمُ، وَأَبُوهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَهْلَهُ..)
فلما شب وصار يسعى في مصالحه، رأى إبراهيم (عليه السلام) في المنام أنه يؤمر بذبح ولده هذا، وفي صحيح البخاري: (إِنَّ رُؤْيَا الأَنْبِيَاءِ وَحْىٌ)، فبعد أن أقرّ الله عينه بإجابة دعائه، وترعرع ولده، أمره بأن يذبحه، وذلك أعظم الابتلاء، فقابَل أمر ربه بالامتثال، قال تعالى:{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ} (106) الصافات. وهنا تتجلَّى الحكمةُ من القصَّة؛ وذلك أنَّ أَصْلَ التَّوحيدِ هو محبّةُ اللهِ تعالى، فابتَلَى الله تعالى إبراهيمَ في محبَّتِه له سبحانه، وإيثارِها وتقدِيمِها على محبَّةِ ابنِهِ، فأمره بذَبْحِه ليختبر محبَّته لله تعالى، حتَّى يكونَ اللهُ أحبَّ إليه من ابنِه، ويبلغَ كمالَ المحبَّةِ ومرتبةَ الخَلّة، فلمَّا حصَلَ المطْلُوبُ فَداهُ الله بذِبْحٍ عظيمٍ. ثم عرض إبراهيم ذلك على ولده؛ ليكون أطيب لقلبه، وأهون عليه، من أن يأخذه قسرا، ويذبحه قهرا: {قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى}؟، فبادر الغلام الحليم: {قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}، قال الله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}، أي استسلما لأمر الله، وعزما على ذلك، فعند ذلك نودي من الله عز وجل: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}، أي: قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك، ومبادرتك إلى أمر ربك، وبذلت ولدك للقربان، كما سمحت ببدنك للنيران، وكما مالك مبذول للضيفان، ولهذا قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ}، أي الاختبار الظاهر البين. {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}، أي: وجعلنا فداء ذبح ولده، ما يسره الله تعالى له من العوض عنه، وقد ورد في الحديث أنه كان كبشا.
أيها المسلمون
ومن أهم الدروس والعبر التي نستلهمها من قصة الذبيح إسماعيل عليه وعلى أبيه الصلاة والسلام: السمع والطاعة: فقد استسلم إسماعيل لطلب والده على الرغم من صعوبته {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات:103]، وجاء في تفسير القرطبي: (أن الذبيح قال لإبراهيم عليه السلام حين أراد ذبحه: يا أبت، اشدُد رباطي حتى لا أضطرب، واكفُف ثيابك؛ لئلا ينتضح عليها شيء من دمي، فتراه أمي فتحزن، وأسرع مَرَّ السكين على حلقي؛ ليكون الموت أهونَ عليَّ، واقذفني للوجه، لئلا تنظر إلى وجهي فترحمني، ولئلا أنظر إلى الشفرة فأجزَع، وإذا أتيتَ إلى أمي فأقرئها مني السلام…”، فانظر إلى الأدب الجَمّ، والتسليم المطلق، والإذعان التامّ لله، ورقة الأدب، وكمال الخلق بين الأب وابنه، وكذلك الإخبات التام لله، والتسليم المطلق لعظمته، والإذعان الكامل لمشيئته ـ جلَّ وعلا ـ والمسارعة بتنفيذ أمره، والتفاني بطاعته: والدًا، وولدًا،
ومن الدروس والعبر: الصبر على الأوامر: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}، فإسماعيل عليه السلام لم يتجاوز عمره (15) سنة، ومع ذلك يعرف معنى الصبر، ويعيشه عمليًا، ويستعين بربه ليعينه عليه.
ومن الدروس والعبر: الفرج بعد الشدة: {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} وهذه هي سنة الحياة، بأن العاقبة للمتقين، وأن النصر يأتي مع الصبر، والفرج بعد الشدة، وأن مع العسر يسرا، فبعد المحن والشدائد، تأتي المنح والعطايا والهبات من ربِّ الأرض والسماء، فعندما يطيع الإنسان ربه؛ فإن الله يعوضه خيرًا، فحين امتثل إسماعيل لأمر الله، وطلب أبيه مع شدته عليه؛ جاء الفرج: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).
ومن الدروس والعبر: أن كرم الله عظيم: فمن يصبر على أوامر الله، فإن الله يغدق عليه بكرمه أكثر مما يطلبه، فكان من كرم الله تعالي أن رزقه بولد آخر، نتيجة صبره وطاعته، قال تعالى: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ) (112)، (113) الصافات.
ومن الدروس والعبر: وجوب عصيان أكبر عدو وهو الشيطان، الذي كان يحاول منع تنفيذ الذبح، حتى يسقط إبراهيم عليه السلام في الاختبار، ولكنه رجمه، وعصى أمره، ففاز وصار خليل الرحمن، ففي سنن البيهقي: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الشَّيْطَانَ تَرْجُمُونَ وَمِّلةَ أَبِيكُمْ تَتَّبِعُونَ).
ومن الدروس والعبر: أن الحوار الذي دار بين إبراهيم الخليل وولده إسماعيل عليهما السلام؛ إنما ينبئ عن العلاقة القوية، ومدى الحب والألفة، بين الأب وابنه، وأن الابتلاء يكون على قدر الإيمان.
ومن الدروس والعبر: امتثال الأمر الإلهي، وإن كان في ظاهره كُرْها للعبد، فهو خير له في الدنيا والآخرة، وكان الله بكم رحيمًا.
ومن الدروس والعبر: حنان الوالد على ولده، ففي مقدور إبراهيم عليه السلام أن يأخذ الابن بشدة، ويذبحه بقهر، لكنها لفتات تربوية يغرسها القرآن للمربّين؛ لتكون نبتًا يافعًا يقطفون ثماره، (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى).
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الذبيح إسماعيل)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
ومن الدروس والعبر في قصة الذبيح إسماعيل: إن التربية الصالحة والتدين الصحيح غرستا في ضمير إسماعيل عليه السلام معنى الأمر الإلهي، وأنه لا محيد عن تحقيق إرادة الله، وفي خطاب الأب لابنه بقوله: (يَا بُنَيَّ)، وقول الابن لأبيه: (يَا أَبَتِ)، إشارة إلى أدب التخاطب بين أفراد الأسرة، بأن تكون ألفاظ الوالد ليّنة هيّنة، وألفاظ الأولاد ألفاظ أدب واحترام.
ومن الدروس والعبر: طاعة أمر الله تعالى، فالله سبحانه إنما أمرنا بفرائض وأوامر، لينظر هل نأتمر بها أم لا؟ ونهانا عن المحرمات والذنوب، لينظر صدقنا في حقيقة انقيادنا وتصديقنا .. ومن الدروس والعبر: إن الله سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة المطيع، ولا تضره معصية العصاة، إنما هذه دار اختبار وممر، لا دار حبور ومقر، وعلى قدر الطاعة أو المعصية تكون درجة العبد عند ربه. ومن الدروس والعبر: عظم درجة سيدنا إبراهيم وابنه الذبيح إسماعيل عليهما الصلاة والسلام، وسنة الذبح التي سنها لنا عليه السلام.
أيها المسلمون
إن الله عز وجل غنيٌّ عن عباداتنا وطاعاتنا، ولكنه يختبر ليمحص، ويبتلي ليغفر، ويمتحن ليرفع الدرجات، فإذا رأى سبحانه الصدق من عبده رحمه، واستجاب له، ثم قربه واصطفاه، لقد استجاب الله دعوة إبراهيم فرزقه “إسماعيل وإسحاق”، ورحم ضَعفه، فعفا عن الذبيح، ونجَّا إسماعيل لأبيه، ثم اصطفى هذا الذبيح؛ ليكون نبيًّا فتقر به عينُ أُمه الصابرة المضحية ،ويخلد ذكرُها مع ذِكر نبيين كريمين، ولتُصبح تلك الأماكن منسكًا يتعبَّد الحجاج والمعتمرون به إلى يوم القيامة.
إننا بحاجة للوقوف مع القرآن الكريم، ومع قصصه، تدبرًا واستخلاصًا للعبر والعظات، لنحياها واقعًا، فنفيد منها في حياتنا، ونعلمها النشء؛ ليشبوا وقد تشبَّعت قلوبهم بمعاني الإيمان، فلا نخشى عليهم تقلبات الزمان، ولا عوادي الفتن؛ لأنهم قد تحصَّنوا بأشد الحصون، ولاذوا بركنٍ من الإيمان ركين.
الدعاء