الجهاد في سبيل الله وأحكامه وحديث (اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ)
أكتوبر 14, 2023خطبة عن ( القدس عربية إسلامية وستبقى )
أكتوبر 14, 2023الخطبة الأولى ( بيت المقدس والمسجد الأقصى)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الاسراء 1 ، وروى الإمام أحمد في مسنده (عَنْ أَبِى عِمْرَانَ عَنْ ذِي الأَصَابِعِ قَالَ قُلْتُ َا رَسُولَ اللَّهِ إِنِ ابْتُلِينَا بَعْدَكَ بِالْبَقَاءِ أَيْنَ تَأْمُرُنَا قَالَ « عَلَيْكَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَنْشَأَ لَكَ ذُرِّيَّةٌ يَغْدُونَ إِلَى ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَيَرُوحُونَ »
أيها المؤمنون
من المعلوم أن رحلة الإسراء والمعراج كانت من بيت الله الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى وبيت المقدس بفلسطين ، وهذا إن دل فإنما يدل على أن بيت المقدس داخل في المقدسات الاسلامية ، وكيف لا ، وهو أول القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن والقلب يعصره الألم ، فقد احتل اليهود الغاصبون بيت المقدس ، فدنسوه بأقدامهم ، ونشروا فيه الفزع والرعب بين المصلين فيه ، فكم سالت فيه دماء ، وزهقت فيه أرواح ، وتناثرت بين جدرانه أجساد الشهداء ، من الراكعين والساجدين والعاكفين والذاكرين ، وتنقل لنا وسائل الإعلام صورهم ، فتدمع العين ، ويحزن القلب ، ولكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، يحدث ذلك كله على مرأى ومسمع من المسلمين في كافة بقاع الأرض ، ولكن ، لا سميع ولا مجيب ، فأين هم المسلمون ؟ لقد فقدوا هيبتهم ، وطمع فيهم عدوهم ، وسلط الله عليهم من يذيقهم سوء العذاب والهوان ولا يرحمهم ،وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو القائل كما في سنن أبي داود (عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ». فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ « بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ». فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ « حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ » ، والسؤال لماذا ؟ ، لماذا أصبح حال المسلمين كذلك ؟ لماذا لا يستطيعون الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم ورضوا بعبارات الشجب والإدانة والأقوال دون الأفعال ؟ ،الإجابة ، لأنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، لأنهم أخلدوا إلى الأرض ، ورضوا بالحياة الدنيا ، واتبعوا شهواتهم ، لأنهم عبدوا الدنيا ، وغفلوا عن الآخرة ، لأنهم باعوا دينهم بدنياهم ، لذلك تخلت عنهم نصرة السماء ، وحرموا تأييد رب العالمين ، فالله سبحانه وتعالى ينصر من نصره ، ويخذل من خذله ، ويذكر من ذكره ، وينسى من نساه ، ويذل من ابتغى العزة من سواه، قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد 7
أيها الموحدون
لقد أصبح المسلمون أمما شتى وجماعات ودويلات متناثرة ، تفرقت كلمتهم ، وضعفت شوكتهم ، وقست قلوبهم ، (فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) الروم 32، فأي هوان بعد هذا ؟ وأي ذل بعد ذلك ؟ وأذكركم بقول القائل :
تطالعنا الأحداث في كل ساعة ونلقى من الصهيون غدرا مجسما
نسيتم رسول الله والرسل خلفه يحيون من أضحى الإمام المكرما
وإنا سألنا الله تطير أرضنا وإنا سنفدي الأرض بالرح والدما
أتباع خير الخلق ماذا أصابنا لنترك أرض القدس للبغي مغنما
وسبحان من أسرى نسيتم نزولها نسيتم حبيبا فيه صلى وسلما
بني العرب ، دين العرب عز وثورة وكل ذليل لا أسميه مسلما
حلفت بمولانا قديرا ناصرا بأنا سنأتي القدس وعدا محتما
أيها المسلمون
ليت هذا الواقع الأليم يوقظ الضمائر ، ويحيي القلوب ، ليتنا نصحوا من رقدتنا ، ونفيق من غفلتنا ، ليت هذه الصور المزعجة والمفزعة تحرك القلب الغافل والضمير الساكن :
أما هذي نساء القدس تبكي مكشفة وما أرخين سترا
أما الأطفال قد سلبوا كراها وقد فقدوا ابتسام العمر قسرا
وااا معتصماه ما عادت نداء يحرك ساكنا ويشق صدرا
فأين جنودنا للهول تسعى بلا وجل ترى في الموت ذكرا
وأين صوارم الإسلام غضبى ومن ذا باعث عمرا وعمرا
وأين صلاحنا المغوار تغدوا به ضبحا خيول النصر تترا
يفك الأسر عن يافا وحيفا ويمحو العار عن قدس ومسرى
بلى يا قدس من تفديك نفسي وأنت العرس من أغليت مهرا
طريق واحد للقدس يهوى مشته قبلنا الأحرار طرا
جهاد الشر من شرق وغرب وإيمان بنور الحق أحرى
وبذل النفس والأموال تغلو وإخلاص فيضحي الأسر ذكرى
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( بيت المقدس والمسجد الإقصى
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ما هو المخرج ؟ وكيف السبيل ؟ فأقول : إنه طريق واحد لا ثاني له ، ألا وهو العودة والرجوع إلى الله ، العودة والرجوع إلى دين الله ، فلا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه ، ولن ينصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، فلنرجع إلى الله ، ولنتمسك بدينه وشرعه وكتابه وسنة رسوله ، لنقيم الدين فينا عبادة وسلوكا وعملا وأخلاقا ، لنعد العدة للقاء عدونا ، عندها ، نكون حقا جندا من جنود الله المستحقين لنصره وتأييده ، فيهابنا عدونا مهما بلغت قوته ، قال تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) البقرة 152، نعم ، أذكروني بالطاعة ، أذكركم بالنصر ، اذكروني بإقامة دين الله ، أذكركم بالتمكين في أرض الله ، وقال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) النور 55
الدعاء