MinbarLogMinbarLogMinbarLogMinbarLog
  • الرئيسية
  • خطب منبرية مكتوبة
    • خطبة الاسبوع
    • موسوعة الخطب المنبرية
    • خطب منبرية بصيغة ” وورد – Word “
  • خطب منبرية صوتية
  • دروس وندوات
  • أخترنا لكم
    • القرأن الكريم – فلاش
    • القرأن الكريم – إستماع
    • تفسير القرآن الكريم – الشيخ نشأت أحمد
    • تفسير القرأن الكريم -الشيخ الشعراوى
    • شرح صحيح البخارى – الشيخ هتلان
    • المكتبة الشاملة – تحميل
    • إذاعة القرآن الكريم
    • شرح زاد المستقنع – الشنقيطي
    • سلسلة السيرة النبوية – راغب السرجانى
    • أحداث النهاية – محمد حسان
      • صوتى
      • فيديو
    • موقع الشيخ محمد حسين يعقوب
    • نونية ابن القيم في وصف الجنة
      • عبدالواحد المغربى
      • فارس عبّاد
  • الخطب القادمة
  • إتصل بنا
    • سياسة الخصوصية
  • من نحن؟
  • English Friday Sermons
خطبة عن حديث : ( بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ )
22 ديسمبر، 2018
خطبة عن ( فضائل يوم الجمعة ومقاصده )
29 ديسمبر، 2018

خطبة عن حديث : (فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ)

29 ديسمبر، 2018

     الخطبة الأولى عن حديث 🙁فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ) 

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

                                   

                                    أما بعد  أيها المسلمون    

روى الامام مسلم في صحيحه : ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- :

« أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لاَ غَيْرَ أَنِّى أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ».

إخوة الإسلام

 

موعدنا اليوم إن شاء الله مع هذا الحديث النبوي الشريف ، والذي يبين لنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضل زيارة الإخوان ، والحب في الله ،

فملخص هذا الحديث :  أنّ رجلاً زار أخاه بسبب أنه يحبه في الله ، فأرسل الله إليه ملكاً ليخبره بأن الله يحبه كما أحبّ أخاه فيه.

وهذا الحديث مشتمل على فوائدَ عديدةٍ ، ودروسٍ كثيرة ، وعبرٍ غزيرة .

فنتعلم من قصة هذا الحديث فضل زيارة الاخوان في الله، والزيارة في الإسلام كما تعلمون لها أنواع عديدة :

فهناك زيارة الله ، وزيارة رسول الله ، وزيارة بيت الله ، وزيارة المشاعر المقدسة ، وزيارة الرحم ، وزيارة القبور ، وزيارة المريض، وزيارة الجيران ، وزيارة الإخوان .. وغيرها

 

وزيارة الإخوان في الله ، جعلها النبي صلى الله عليه وسلم من موجبات الجنة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم:

« ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة ؟ النبي في الجنة ، والصديق في الجنة ، والشهيد في الجنة ، والمولود في الجنة ، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله عز وجل» [أخرجه الطبراني في معاجمه] .

وثبت عند الترمذي وابن ماجة أنّ نبينا صلى الله عليه وسلم قال :

« مَنْ عَادَ مَرِيضًا ، أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ ، نَادَاهُ مُنَادٍ : أَنْ طِبْتَ ، وَطَابَ مَمْشَاكَ ، وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا» .

 فزيارة الإخوان في الله من جواهر عبادة الله ، وفيها القربة إلى الله ، مع ما فيها من ضروب الفوائد وصلاح القلوب .

وقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى القيام بهذه الزيارات ، وقام صلى الله عليه وسلم بذلك بين أصحابه ، ففي المعجم الكبير للإمام الطبراني عن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ رضي الله عنه  قَالَ :

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لأَصْحَابِهِ : «اذْهَبُوا بنا إِلَى بني وَاقِفٍ ، نَزُورُ الْبَصِيرَ» ،

قَالَ سُفْيَانُ : بنو واقف : حَيٌّ مِنَ الأَنْصَارِ ، وَكَانَ الْبَصِيرُ ضَرِيرَ الْبَصَرِ.

أيها المسلمون

ومما نتعلمه من قصة هذا الحديث : فضلَ الحب في الله ، فذاك الرجل كان الحاملُ له على هذه الزيارة : هو الحب في الله .

والحب في الله من أجل الأعمال وأفضلها ، فمن أحب أخاه في الله ، فقد وجبت له محبة الله تعالى ،  فقد روى الإمام أحمد وغيره :

( عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ رحمه الله قَالَ : دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ ، فَإِذَا فَتًى شَابٌّ بَرَّاقُ الثَّنَايَا ، وَإِذَا النَّاسُ مَعَهُ ، إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوا إِلَيْهِ وَصَدَرُوا عَنْ قَوْلِهِ ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ ، فَقِيلَ : هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ . فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ ، وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي ، قَالَ : فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ ، ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِلَّهِ . فَقَالَ : أَاللَّهِ ؟ فَقُلْتُ : أَاللَّهِ . فَقَالَ : أَاللَّهِ ؟ فَقُلْتُ : أَاللَّهِ . فَقَالَ : أَاللَّهِ ؟ فَقُلْتُ : أَاللَّهِ . قَالَ : فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي فَجَبَذَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ : أَبْشِرْ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :«قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ» .

فبالحب في الله ، وبزيارة الاخوان والأصدقاء والخلان ، ينال المرء محبة الله ، وإذا أحب الله عبداً كان سمعه فلا يسمع حراماً .. وكان بصره فلا تقعُ دائرة بصره على حرامٍ ، وكان رجله فلا يمشي إلى حرام ، وإذا سأل الله استجاب دعاءه ، وإن استعاذ به أعاذه :

ففي الحديث القدسي الذي يرويه الامام البخاري ، قال الله تعالى :

(وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ ..)

فالحبّ في الله شجرة راسخة ،أصلها ثابت وفرعها في السماء ، وهي لا تنبت إلا في القلوب الطاهرة ، ومادة بقائها : إحسان الظن ، وورقها : الزيارة وحسن المعاملة ، وثمرتها : محبة الله ،ورضاه ، والجنة .

ومن ثمرات الحب في الله : أن يتذوق المرء حلاة الإيمان وطعم الإيمان ، ففي الصحيحين :« ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ»  

 

بل إنّ الله تعالى ينادي يوم القيامة في أهل الموقف :

(أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي ؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي) [رواه مسلم] .

 

ولما عدّد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخصال الموجبة للظلال ، كما في الصحيحين ، قال :

« سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ »

وذكر منهم  : (وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِى اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ  )

فاملأ قلبك أيها المسلم بحب إخوانك ، واطرد عنه آثار الشيطان من البغض والحقد والكراهة والغل، فتلك رذائل وقاذورات لا ينبغي أن يكون قلب المؤمن متصفا بها .. واملأ قلبك بحب إخوانك من المسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم في معجم الطبراني الصغير :

« ما تحاب رجلان في الله ، إلا كان أحبُّهما إلى الله عز وجل أشدَّهما حباً لصاحبه» .

وروى أحمد في مسنده أنه صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ أَقْبَلَ إِلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ

« يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ ».

فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِىِّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ انْعَتْهُمْ لَنَا – يَعْنِى صِفْهُمْ لَنَا – فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِسُؤَالِ الأَعْرَابِىِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-

« هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ تَحَابُّوا فِى اللَّهِ وَتَصَافَوْا يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُوراً وَثِيَابَهُمْ نُوراً يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يَفْزَعُونَ وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ».

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم 

     الخطبة الثانية عن حديث : (فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ) 

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

                                   

                                    أما بعد  أيها المسلمون    

يقول محمد بن المنكدر – كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية – لما سئل :

ما بقي من لذةٍ في هذه الحياة ؟ قال :”التقاء الإخوان ، وإدخال السرور عليهم”،

وقال الحسن: “إخواننا أحب إلينا من أهلينا؛ إخواننا يذكرونا بالآخرة، وأهلونا يذكرونا بالدنيا”.

واعلموا إخوة الإيمان : أنه لا سبيل للإبقاء على هذه الأخوة ، ولا سبيل إلى أن تبقى شجرة الحب في الله خضراء يانعة تسر الناظرين إلا بالعفو ، والتجاوز ، وإحسان الظن .

واعلموا أيضا ، أن للزيارة في الله بكل أنواعها أحكاما شرعية و آدابا رفيعة عليَّة ينبغي أن يتحلى بها الزائر، ومن أهم ذلك :

– أن لا يكون في الزيارة مخالفات الشرعية كالاختلاط و مصافحة غير المحارم أو أن لا تكون فرصةً للغيبة و النميمة و الكلام في أعراض الناس و الله المستعان .

– أن تُستغل الزيارة فيما ينفع من الأمر بالمعروف كالحث على المحافظة على الصلوات وسار الأركان و الواجبات ، و التمسك بالسنة و الرجوع إلى العلماء الربانين عند النوازل ، وكذلك النهي عن المنكر بالحث عن الكف عن سائر البدع والمعاصي و المحرمات .

– أن يراعي الزائر الوقت المناسب الذي ليس فيه إحراج ولا مشقة على المزار، و ليستأذنه بالزيارة قبل المجيء ، و إذا جاء فعليه بعد أن يُسلِّم على من قصده أن يسمع كلامه ويجلس في المكان الذي دلَّه عليه .

يقول الإمام ابن مفلح – رحمه الله- : ” وحاصل ذلك وتحقيقه أنه إن أمره صاحب المنزل بالجلوس في مكان منه لم يجز أن يتعداه، لأنه ملكه وسلطانه وتَكرمته –الموضع الخاص بالجلوس- ولهذا لو لم يأذن في الدخول لم يجز ولو أمره بالخروج لم يجز له المقام فيه “.

-وكذلك من الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها أن لا يقترح طعاما بعينه إذا لم يُخير ، أما إذا خُيِّر فالأولى أن يراعي حال صاحب البيت و يختار الأيسر عليه ، قال ابن الجوزي –رحمه الله-:” ومن آداب الزائر أن لا يقترح طعاما بعينه، وإن خير بين طعامين اختار الأيسر، إلا أن يعلم أن مضيفه يسر باقتراحه ولا يَقصر عن تحصيل ذلك”.

-وإذا كان من يريد زيارته مريضا فلا ينبغي أن يطيل عنده وليستغل وقته معه بمواساته وتذكيره أن ما أصابه لم يخطئه وهو بقضاء الله وقدره، وأن عليه التوبة وكثرة الاستغفار فالذي ألم به هو مطهرة له بإذن الله، و ليحرص على عدم زيارته في وقت نومه وراحته .

قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- : ” واعلم أن العلماء – رحمهم الله – ذكروا لعيادة المريض آداباً منها: ألا يكثر العائد لمريض محادثته بالسؤال عن حاله وعن نومه وأكله وشربه وما أشبه ذلك، إلا إذا كان يأنس بهذا ويُسر به، أما إذا كان يتضجر ولا يحب أن يكثر أحد الكلام معه كما هو حال بعض المرضى، فإنك لا تتبع مع الكلام ولا تضجره بالمساءلات.

لذلك قالوا: ينبغي أن لا يكثر المقام عنده ويطيل؛ لأنه قد يكون له حاجة مع أهله أو في نفسه، ولا يحب أن يطيل الجلوس عنده أحد، لكن إذا علمت أنه يستأنس بهذا ويفرح، فإنك تنظر ما فيه المصلحة.

وقالوا: ينبغي أيضاً أن لا يزوره في الأوقات التي يكون الغالب فيها النوم والراحة؛ كالقيلولة والليل وما أشبه هذا؛ لأن ذلك يضجره وينكد عليه، بل يكون بكره وعشيا حسب ما تقتضيه الحال “.  

فهذه أيها الأحبة الأفاضل أهم الضوابط و الأخلاق التي ينبغي للزائر لأهله و إخوانه وأصدقائه أن يتحلى بها ويراعيها عند زيارته، لتتآلف القلوب وتتوثق المودة، و تزداد المحبة بإذن الله.

                                                الدعاء

Print Friendly, PDF & Email
مشاركة
0

Related posts

16 يناير، 2021

خطبة عن ( البطولة في الإسلام )


Read more
16 يناير، 2021

خطبة عن ( أعمال تمنحك رضا الله )


Read more
16 يناير، 2021

خطبة عن ( الصحابة يسألون والنبي صلى الله عليه وسلم يجيب )


Read more

أحدث الخطب

  • 0
    خطبة عن ( البطولة في الإسلام )
    16 يناير، 2021
  • 0
    خطبة عن ( أعمال تمنحك رضا الله )
    16 يناير، 2021
  • خطبة عن ( الصحابة يسألون والنبي صلى الله عليه وسلم يجيب )
    16 يناير، 2021
  • خطبة حول :الاعتراف بمزايا الآخرين ومواهبهم وأفضليتهم (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا)
    9 يناير، 2021
  • 0
    خطبة عن : الاستعانة بالصبر والصلاة ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ )
    9 يناير، 2021
  • 0
    خطبة عن حديث ( ثَلاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ وَيَسْتَبْشِرُ بِهِمْ )
    9 يناير، 2021
  • خطبة عن (من السنن الربانية: (سنة التداول) (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)
    4 يناير، 2021
  • خطبة حول ( الإسلام ومبدأ المساواة بين الناس ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ)
    2 يناير، 2021
  • خطبة عن ( كورونا آيَةٌ مُبْصِرَة: ( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا )
    27 ديسمبر، 2020
  • خطبة عن : اصبروا أيها المستضعفون ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ )
    26 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن أحوال يوم القيامة ، وعقوبة الظلم ( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )
    26 ديسمبر، 2020
  • خطبة عن ( الْمُؤْمِنُ المستقيمُ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ )
    21 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة حول قوله تعالى ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا)
    19 ديسمبر، 2020
  • خطبة عن (من علامات الموت ،ونذر النهاية : بَيَاضَ شَعْرِكَ بَعْدَ سَوَادِه ،وَضَعْفَ بَدَنِكَ بَعْدَ قُوَّتِه، وَانحِنَاءَ ظَهْرِكَ بَعْدَ اسْتِقَامَتِه)
    16 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن (الوقت والزمن والعمر هي رأس مال المسلم )
    16 ديسمبر، 2020
  • خطبة عن( قيمة الوقت والزمن في حياة المسلم )
    16 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن ( احتفالات نهاية العام أو ( رأس السنة ) ليست من الاسلام )
    16 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن مراقبة الله ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا )
    12 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن ( خَيْرِ النَّاسِ )
    12 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن : الله يخلق ويملك ويختار ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ )
    12 ديسمبر، 2020
  • خطبة عن ( الإسلام والتغيير للأفضل )
    7 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن فتنة الدنيا وقوله تعالى ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا )
    5 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن ( عند الشدائد تُعرف الإخوان )
    5 ديسمبر، 2020
  • خطبة عن ( الإحسان للآخرين ،وصوره وثمراته)
    3 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن أصناف الناس ( النَّاسُ ثَلاثَةٌ : فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ)
    28 نوفمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن مجاهدة النفس ،وحديث(الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ لِلَّهِ)
    28 نوفمبر، 2020
  • خطبة عن ( العمل التطوعي ومنزلته في الإسلام )
    26 نوفمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن مبدأ العدالة والمساواة ( إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ )
    21 نوفمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن السعي للرزق ( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ )
    21 نوفمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن ( هلموا نبايع الله ورسوله )
    21 نوفمبر، 2020

ادعم الموقع

ساهم في دعم الموقع علي باتريون
© 2019 All Rights Reserved. iSpace