خطبة عن ( العبادات القلبية ) مختصرة
أغسطس 23, 2021خطبة حول حديث (مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلاَثَا) مختصرة
أغسطس 23, 2021الخطبة الأولى (خطبة النساء) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رُوي في سنن ابن ماجة والبيهقي وصححه الألباني : (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ خَطَبْتُ امْرَأَةً فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهَا فِي نَخْلٍ لَهَا فَقِيلَ لَهُ أَتَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِذَا أَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ فَلاَ بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا ».
إخوة الإسلام
الزواج في الإسلام ليس قضية شخصية، بل هو قضية اجتماعية كبرى، وقد حَرَص الإسلامُ على دَوامِ الوُدِّ والمحبَّةِ بينَ الزَّوجينِ، وشَرَع لِذَلك أسبابًا مِن بادئِ الأمرِ في الخُطوبةِ، حتَّى يَكونَ أَحْرى لِدَوامِ العِشْرةِ بينَهما ،قال الله تعالى 🙁وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ) البقرة (235) ،وفي سنن النسائي وغيره 🙁عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ خَطَبْتُ امْرَأَةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا ». قُلْتُ لاَ. قَالَ « فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا ». فالإسلام شرع الخطبة لتكون معبرا إلى الزواج؛ بحيث يتم خلالها تعرف كل من الخاطبين على بعضهما بعضا –حسب الضوابط الشرعية- حتى لا يجتمعا تحت سقف بيت واحد فجأة ،ودون تعارف أو تفاهم بينهما؛ فيحدث النفور، وربما يكتشف أحد الطرفين أثناء الخطبة بعض الصفات التي لم يكن يعرفها في الطرف الآخر؛ فتكون سببا في تغيير وجهة نظره في إتمام الزواج؛ فيتم ذلك دون ضرر كبير لأي منهما.
أيها المسلمون
وفي هذا الحديثِ الذي بين أيدينا اليوم يَقولُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: « إِذَا أَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ فَلاَ بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا ». وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم :“إذا خَطَب أحدُكم المرأةَ، فإنِ استَطاع أن يَنظُرَ إلى ما يَدْعوه إلى نِكاحِها فلْيَفعَلْ”، والمعنى: إذا أراد الرَّجلُ أن يتزوَّجَ امرأةً فلْيَنظُرْ إلى ما يَدْعوه إلى نِكاحِها ،وإلى ما يَحْصُلُ له المَقصودُ بالنَّظَرِ إليه، كوَجهِها ،وكفَّيْها؛ وذلك لأنَّ الوجهَ يُعرَفُ مِنه جَمالُها، واليَدَينِ يُعرَفُ مِنهُما خُصوبةُ بدَنِها، وقال بعض الفقهاء : أنه لا يشترط في جواز هذا النظر رضاها ، بل له ذلك في غفلتها ومن غير تقدم إعلام ، وفي صحيح مسلم 🙁عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا ». قَالَ لاَ. قَالَ « فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الأَنْصَارِ شَيْئًا ».أي: من الصغر ،فقد كانت أعينهم صغيرة فإذا رآها فإنه يعلم حقيقة الأمر،
أيها المسلمون
ولكن ماذا عن العلاقة بين الخاطب والمخطوبة؟ ،وبداية نقول : إن الخطبة هي وعد بالزواج ،وليست زواجا، ومن الخطأ أن يقدم فيها مهر، لأن المهر من أركان عقد الزواج ،والخطبة لا تُحِل حرامًا: كالخلوة أو اللمس أو النظر إلى محرَّم، فالمخطوبة بالنسبة للخاطب أجنبية، وبالتالي لا يجوز لها أن تكشف له شيئًا من جسدها ،باستثناء الوجه والكفين؛ ولا يجوز للخاطب أن يمسك يد خطيبته ليبسها خاتما، يصافحها، ولا أن تلتقط لهما صورة ،وكذلك لا يحل لهما الاختلاط دون وجود محرم ،ففي الصحيحين 🙁عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ »، قَالَ « لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ » رواه الترمذي، وما يفعله كثير من الناس اليوم مخالف للشرع، بالسماح لهما بالخروج معاً إلى الأماكن العامة والجلوس على انفراد فكل ذلك حرام شرعاً، ولا يجوز لها أن تلبس الملابس القصيرة أو البنطال أمامه، بل يجب عليها لبس الجلباب وغطاء الرأس، ويجوز للخاطب التحدث مع مخطوبته بالهاتف وغيره من وسائل الاتصال, على أن يكون الكلام جاداً مجرداً عن معاني الهوى والرذيلة، وكلمات الحب والهيام ،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (خطبة النساء)
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وهناك بعض الأحكام العامة المتعلقة بالخطبة ومنها: أولا– يحرم خطبة المسلم على خطبة أخيه، ففي صحيح البخاري : (أَنَّ ابْنَ عُمَرَ – رضي الله عنهما – كَانَ يَقُولُ نَهَى النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – أَنْ يَبِيعَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ ،وَلاَ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ ، حَتَّى يَتْرُكَ الْخَاطِبُ قَبْلَهُ ،أَوْ يَأْذَنَ لَهُ الْخَاطِبُ ) ثانيا– يحرم التصريح بخطبة المعتدة في الطلاق البائن كمن توفي عنها زوجها ؛ ويجوز له التعريض، أما الطلاق الرجعي فيحرم مطلقا ،ثالثا– من استشير في خاطب أو مخطوبة وجب عليه أن يذكر ما فيهما من محاسن ومساوئ، ولا يكون ذلك من الغيبة، بل من النصيحة المرغب فيها شرعاً. رابعا : على الخاطب أن يعلم أنه ليس له على مخطوبته أي سلطة، وأن طاعتها له لا تجب عليها إلا بعد العقد. خامسا :ومن آداب الخطبة : بيان الأمور كلّها: فلا بُدّ للخاطب والمخطوبة من بيان الأمور كلّها، وإيضاحها ،والحرص على عدم إخفاء أيّ عيبٍ قد يؤثّر في العلاقة بينهما. سادسا :ومن آداب الخطبة : الحرص على الدين والخُلُق: فعلى كلٍّ من الخاطب والمخطوبة الحرص على الارتباط بالشخص السويّ الطيّب المعروف بأخلاقه، ودينه؛ ففي الصحيحين : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ » ،وفي سنن ابن ماجة : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ».
الدعاء