خطبة عن (جزاء المحافظ علي الصلاة)
أبريل 17, 2016خطبة عن (من محظورات الصلاة، وعقوبة تاركها)
أبريل 17, 2016الخطبة الأولى (عقوبة تارك الصلاة ، وبشرى المحافظ عليها )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 42 – 48].
إخوة الإسلام
ترْك الصلاة كبيرة من أعظم الكبائر التي تُؤدِّي بصاحبها إلى النار – فقد روى الترمذيُّ بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْعَهْدُ الَّذِى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) ، وما رواه أحمد بسندٍ جيِّد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاَةَ يَوْماً فَقَالَ « مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُوراً وَبُرْهَاناً وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلاَ بُرْهَانٌ وَلاَ نَجَاةٌ وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَىِّ بْنِ خَلَفٍ ) وما رواه مسلمٌ عَنْ أَبِى سُفْيَانَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاَةِ ». وقال النوويُّ في شرح الحديث ما مختصره:“ومعنى “بينه وبين الشرك ترْك الصلاة”: أنَّ الذي يمنع مِن كفره كونه لم يترُكِ الصلاة، فإذا ترَكها لم يبق بينه وبين الشِّرْك حائل، بل دخَل فيه، وأمَّا تارك الصلاة فإنْ كان منكرًا لوجوبها فهو كافرٌ بإجماع المسلمين، خارج مِن ملَّة الإسلام، إلا أن يكون قريبَ عهد بالإسلام، ولم يخالِطِ المسلمين مدَّةً يبلغه فيها وجوبُ الصلاة عليه، وإن كان تركه تكاسلاً مع اعتقاده وجوبَها كما هو حالُ كثيرٍ مِنَ الناس فقدِ اختلف العلماء فيه؛ فذهب مالكٌ والشافعي – رحمهما الله – والجماهيرُ مِن السلف والخلَف إلى أنه لا يكْفُر، بل يفسق ويُستتاب، فإن تاب وإلا قتلْناه حدًّا كالزاني المحصَن، ولكنَّه يُقتل بالسيف، وذهب جماعةٌ مِن السلف إلى أنَّه يكفُر..” ،والسؤال : كيف تُحصِّن نفسك مِن هذه الكبيرة ومِن العقوبة التي تنتظر تاركَها عندَ الله تعالى؟ ، الجواب: لا يكون ذلك إلا بأداء الصَّلاة في أوقاتها، وعلى الوجه الأكْمَل، وما أغنانا عن كلِّ ما سبَق ذكرُه بطاعتنا لله تعالى، والوقوف بيْن يديه نادمين مستغفِرين، وهو سبحانه غافرُ الذنب، قابِل التَّوْب شديد العقاب.
أيها المسلمون
وبعد أن تعرفنا على عقوبة تارك الصلاة والمتهاون فيها ، تعالوا بنا نتعرف على جزاء من حافظ على الصلوات ، فقد بشر الله المصلين بالأجر العظيم وبولايته لهم ، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} البقرة 277. ،وذُكر في الآية أن الأجر من عند الله لفائدتين: الأولى: ليُعلم أنه كبير، والثانية: ليُعلم أنه لا يضيع. أما دلالة الآية على ولاية الله للمصلين ففي قوله تعالى: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} .. لا خوف عليهم فيما يستقبلون من أمر الآخرة، ولا هم يحزنون على الدنيا ولا على أزواجهم وذرياتهم فإن الله يتولى أمرهم بسبب صلاحهم وصلاتهم.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( بشرى المحافظ علي الصلاة )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
فمن ثواب الصلاة وفضلها أنها طهارة للعبد من خطاياه، فهي تمحو هذه الخطايا وتغسلها، ففي الصحيحين (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ ، يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا ، مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِى مِنْ دَرَنِهِ » . قَالُوا لاَ يُبْقِى مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا . قَالَ « فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، يَمْحُو اللَّهُ بِهَا الْخَطَايَا » ، فالصلوات الخمس محطات إيمانية وفرص يومية، منحها الله سبحانه وتعالى لعباده ليطهروا بها أنفسهم من الذنوب والخطايا التي يرتكبونها، وليذكروا أنفسهم بخالقهم وبواجبهم نحو هذا الإله، فكلما سها العبد وأخطأ أتى وقت صلاة من الصلوات ووجد نفسه بين يدي الله سبحانه وتعالي، فيندم ويتوب ويستغفر مما أصاب من ذنوب، فيغفر الله سبحانه وتعالى له، يقول فيما أخرجه مسلم والترمذي من حديث أبي هريرة: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ». فانظروا إلى هذا الفضل العميم وهذه الرحمات المنشورة التي يرفض الكثير من الناس التعرض إليها والغنيمة منها، وانظروا إلى هذا الرب الكريم الرحيم الذي يغفر لعبده ويطهره من ذنوبه مهما كثرت ما دام العبد محافظا على الصلاة وعالما أن له ربا يغفر الذنوب ويعفو عن السيئات.
الدعاء