MinbarLogMinbarLogMinbarLogMinbarLog
  • الرئيسية
  • خطب منبرية مكتوبة
    • خطبة الاسبوع
    • موسوعة الخطب المنبرية
    • خطب منبرية بصيغة ” وورد – Word “
  • خطب منبرية صوتية
  • دروس وندوات
  • أخترنا لكم
    • القرأن الكريم – فلاش
    • القرأن الكريم – إستماع
    • تفسير القرآن الكريم – الشيخ نشأت أحمد
    • تفسير القرأن الكريم -الشيخ الشعراوى
    • شرح صحيح البخارى – الشيخ هتلان
    • المكتبة الشاملة – تحميل
    • إذاعة القرآن الكريم
    • شرح زاد المستقنع – الشنقيطي
    • سلسلة السيرة النبوية – راغب السرجانى
    • أحداث النهاية – محمد حسان
      • صوتى
      • فيديو
    • موقع الشيخ محمد حسين يعقوب
    • نونية ابن القيم في وصف الجنة
      • عبدالواحد المغربى
      • فارس عبّاد
  • الخطب القادمة
  • إتصل بنا
    • سياسة الخصوصية
  • من نحن؟
  • English Friday Sermons
خطبة عن ( التَبْصِرَة ) مختصرة
19 أكتوبر، 2022
خطبة عن حديث ( عَبْدِي امْشِ إِلَيَّ أُهَرْوِلْ إِلَيْكَ) 
19 أكتوبر، 2022

خطبة عن (السمعة الحسنة والسيرة الطيبة ) 

19 أكتوبر، 2022

                الخطبة الأولى ( السمعة الحسنة والسيرة الطيبة ) 

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

                                    أما بعد  أيها المسلمون    

روى الامام الترمذي في سننه بسند صحيح: (عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَمَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ عُمَرُ وَجَبَتْ. فَقُلْتُ لِعُمَرَ وَمَا وَجَبَتْ قَالَ أَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ لَهُ ثَلاَثَةٌ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ». قَالَ قُلْنَا وَاثْنَانِ قَالَ «وَاثْنَانِ». قَالَ وَلَمْ نَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْوَاحِدِ. وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ ». وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ ». قَالَ عُمَرُ فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ. وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ ».

إخوة الإسلام

فمن الواجب على المؤمن أن يجتهد في البعد عن الشر ،وارتكاب المعاصي والموبقات، وأن يجتهد في الأعمال الصالحات، وأن يتَّخلق بالأخلاق الكريمة ،التي شرعها الله تعالى، ورغب فيها رسوله صلى الله عليه وسلم ،حتى يشهد له إخوانه في حياته وبعد مماته بالخير، فإخوانه من أهل الصلاح والتقوى هم شهداء الله في الأرض، فينبغي للمؤمن أن يجتهد ،وأن يحرص على العمل الطيب، والخلق الكريم الفاضل فيما بينه وبين الله تعالى، وفيما بينه وبين العباد، وأن يحذر جميع الأخلاق الرَّذيلة، والصّفات الذميمة، فيما يتعلّق بحقِّ الله تعالى، وفيما يتعلّق بحقِّ العباد. ولذا كان من دعاء نبي الله إبراهيم (عليه السلام): ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآَخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84] أي: ثناء حسنا، وذكرا جميلا، وقبولا عاما في الأمم التي تجيء بعدي، وهو يطلب من ربه أن يجعل له فيمن يأتون أخيرًا ،لسان صدق، يدعوهم إلى الحق، ويردهم إلى الحنيفية السمحة، دين إبراهيم عليه السلام، ولعلها هي دعوته في موضع آخر، إذ يرفع قواعد البيت الحرام هو وابنه إسماعيل عليهما السلام : {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [البقرة: 128 ـ 129].

فالسيرة الحسنة كشجرة الزيتون لا تنمو سريعًا ،لكنها تعيش طويلاً، والسيرة الحسنة هي رأس مال المسلم الذي يعيش به بين الناس، ويظل يبنيها بأخلاقه وسلوكه الطيب ،ومعاملاته الصادقة، والسيرة الحسنة هي الميراث الحقيقي الذي يخلفه المرء من بعده، وهي ثروة أعظم من كل كنوز الدنيا، فمن ربحها فقد ربح شهادة ستبقى في صحائفه، وهي من الدلائل والبشريات على حسن العمل، وحسن الخاتمة، إذ لا يجتمع الناس على حسن سيرة أحد، إلا ويكون كذلك. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَيْبَانَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مَعْدُودًا فِي الْأَحْرَارِ، مَذْكُورًا عِنْدَ الْأَبْرَارِ، فَلْيُخْلِصْ عِبَادَةَ رَبِّهِ، فَإِنَّ الْمُتَحَقِّقَ فِي الْعُبُودِيَّةِ مُسَلَّمٌ مِنَ الْأَغْيَارِ».  وما أن تأتي سيرة صاحب السيرة الحسنة في مكان، إلا وعطّرت رائحته ألسنة المتحدثين عنه، لا ينكرها حتى الأعداء، فمع ما كانت تفعله قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنها لم تنكر عليه سمعته الحسنة، وسيرته الطيبة بينها، فهو الذي جعل سادة قريش يحتكمون إليه في نقل الحجر الأسود، عندما اختصمت القبائل على شرف حمله. وقد حرص نبينا صلى الله عليه وسلم على تربية أصحابه على الحفاظ على السمعة الحسنة، والبُعد عن كل ما يخدشها في حق الإسلام، وأهل الإسلام، فقال لهم حين أشار بعضُهم بقتل أحد المنافقين، قال: (لا، حتى لا يتحدَّث الناس أن محمداً يقتل أصحابه)؛ وذلك حرصاً منه عليه الصلاة والسلام على سمعة الدعوة ،وسمعة الدين، الذي أشرقت بنوره مشارق الأرض ومغاربها، وفي قصة زوجته أم المؤمنين صفية رضي الله عنها شاهد على ذلك ،ففي صحيح البخاري: (عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ – رضي الله عنهما – أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ ، فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ ، فَقَامَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – مَعَهَا يَقْلِبُهَا ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ » . فَقَالاَ سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ . وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا . فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنَ الإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا»، قال أهل العلم: (وفيه التحرز من التعرض لسوء الظن، والاحتفاظ من كيد الشيطان، والاعتذار متأكَّد في حق كل من يُقتدى به من أهل العلم والفضل والجاه، فلا ينبغي أن يفعلوا شيئاً يدعو إلى سوء الظن بهم، وإن كان لهم فيه مخلص؛ لأن ذلك سبب لإبطال الانتفاع بهم).

فالسمعة الحسنة والذِّكْر الطيب هي رأس مال المرء، وهي عُمره الثاني، يبنيه في حياته القصيرة؛ ليكون عمره المديد لسان الصدق في الآخِرين ونعمة من الله عظيمة، ومِنَّة من المولى كبيرةٌ، وهو سبحانه يختصُّ بها مَنْ يشاء من عباده، ممَّن آمَنوا، وصدَقوا، وأخلَصوا، وبذَلوا، ونفَعُوا الخلق ونشروا الإحسانَ في العالَمينَ ، فالسمعة الحسنة نعمة يضعها الله للعبد في نفوس الناس ،ويُجرِيها على ألسنة الخَلْق ،والذِّكْرُ الطيبُ معيارٌ من معايير القِيَم والأخلاق، يَرجِع إليه الناسُ، ويَزِنُونَ بها أقدارَ الأفراد. فالإنسان يحيا حين يحيا بين الناس بأمرين اثنين هما غاية في الأهمية، ومنتهى ً في الطلب، وأقصى المقصد والرغب ، دينِه ، وحسنِ سيرته بين الناس ، فالأول لا بد منه ، والثاني أمر مطلوب شرعاً ومحضوض عليه؛ لأن السمعة الحسنة والاسم الحسن والسلوك المنضبط بضوابط الشريعة وأعراف الناس من صلب هدي الإسلام .  فعلى الإنسان أن يحتاط لنفسه، ويحترز لسمعته، ويحفظ كرامته، ويكرم اسمه، ويحذر أن يلطخه بأية شائبة؛ حتى يحيا بين الناس كريماً؛

أيها المسلمون

أما ما جاء في هذا الحديث المتصدر لهذه الخطبة: فقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ لَهُ ثَلَاثَةٌ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ): ‏قَالَ الدَّاوُدِيُّ: الْمُعْتَبَرُ فِي ذَلِكَ شَهَادَةُ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالصِّدْقِ لَا الْفَسَقَةُ لِأَنَّهُمْ قَدْ يَثْنُونَ عَلَى مَنْ يَكُونُ مِثْلَهُمْ , وَلَا مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَيِّتِ عَدَاوَةٌ ; لِأَنَّ شَهَادَةَ الْعَدُوِّ لَا تُقْبَلُ. وقَالَ النَّوَوِيُّ : ( أَنَّ الثَّنَاءَ بِالْخَيْرِ لِمَنْ أَثْنَى عَلَيْهِ أَهْلُ الْفَضْلِ وَكَانَ ذَلِكَ مُطَابِقًا لِلْوَاقِعِ , فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُطَابِقٍ فَلَا وَكَذَا عَكْسُهُ). فمَنْ مَاتَ من المسلمين وَأَلْهَمَ اللَّهُ تَعَالَى النَّاسَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ بِخَيْرٍ, كَانَ ذلك دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , سَوَاءٌ كَانَتْ أَفْعَالُهُ تَقْتَضِي ذَلِكَ أَمْ لَا ,فَإِنَّ الْأَعْمَالَ دَاخِلَةٌ تَحْتَ الْمَشِيئَةِ وَهَذَا إِلْهَامٌ يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى تَعْيِينِهَا, وَبِهَذَا تَظْهَرُ فَائِدَةُ الثَّنَاءِ، وقَالَ الْحَافِظُ اِبْنُ حَجَرٍ: (وَهَذَا فِي جَانِبِ الْخَيْرِ وَاضِحٌ , وَيُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ , وَالْحَاكِمُ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا : ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةٌ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مِنْهُ إِلَّا خَيْرًا , إِلَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : قَدْ قَبِلْت قَوْلَكُمْ , وَغَفَرْت لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ “. وروى ابن عدي في (الكامل) من رواية فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد سيرزق الثناء والستر والحب من الناس حتى تقول الحفظة: ربنا إنك تعلم ونعلم غير ما يقولون، فيقول: أشهدكم أني قد غفرت له ما لا يعلمون، وقبلت شهادتهم على ما يقولون) “، وَأَمَّا جَانِبُ الشَّرِّ فَظَاهِرُ الْحَدِيثِ كَذَلِكَ. لَكِنْ إِنَّمَا يَقَعُ ذَلِكَ فِي حَقِّ مَنْ غَلَبَ شَرُّهُ عَلَى خَيْرِهِ , ففِي رِوَايَةِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ عِنْدَ الْحَاكِمِ : (إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةٌ تَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَةِ بَنِي آدَمَ بِمَا فِي الْمَرْءِ مِنْ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ )، والمسلم لا يركن إلى أحاديث الرجاء فقط، ويترك أحاديث الوعيد؛ لأنه لا يدري هل يحصل ذلك في حقه، أو يوجد مانع، فيتخلف مقتضى هذا الوعد بسبب مانع قام به، وإنما يجتهد في طاعة الله.

                             أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

            الخطبة الثانية ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ لَهُ ثَلاَثَةٌ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) 

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

                                    أما بعد  أيها المسلمون    

وفي هذا الحديث النبوي الكريم الحثّ والتّحريض على الاستقامة على طاعة الله، وإظهار الخير، والحذر من الشر، وأن الناس ليس لهم إلا الظاهر، وهم شهداء الله في أرضه، فمَن شُهِدَ له بالخير فهو عدلٌ مَرْضِيٌّ عند الله وعند الناس -عند أهل الإيمان- في شهادته، وفي أحكامه، ومَن أُثني عليه شرًّا فهو عند الله وعند الناس شرٌّ، إذا أثنى عليه أهلُ الخير شرًّا، فهم شُهداء الله في الأرض. وفيه الدّلالة على قبول التزكية من اثنين، ومن ثلاثة، ومن أكثر إذا كانوا عُدولًا، وأنَّ المُزَكَّى تُقْبَل شهادته، فإذا أثنى  عليه أهلُ الخير -وأقلّهم اثنان- خيرًا فإنه تُقْبَل شهادته، وإذا أثنى عليه أهلُ الخير شرًّا فيكون مُعتبرًا من أهل الشر، لا تُقْبَل شهادته، ويُعامل معاملة أهل الشر. ومن فوائد الحديث : جواز الثناء على الميت بخلاف الحي؛ لأن فيه شهادة له عند الله تعالى، بخلاف الحي فإنه قد يكون سبباً في الرياء أو الكبر، وغير ذلك من أمراض النفوس . والمُعتبر في مثل هذه الشهادة أهل الفضل والصدق دون غيرهم من الفسقة والمنافقين، فإن شهادتهم مردودة عليهم . وفيه جواز ذكر المرء بما فيه من خَير أو شَرٍّ ولا يكون ذلك من الغِيبة . والمؤمنون لا يختلفون في تقييم الرجال؛ لأنهم ينطلقون من أصل ثابت، وهو اعتبار أعمال الناس بالكتاب والسنة لا العكس .

                                                   الدعاء

Print Friendly, PDF & Email
مشاركة
0

Related posts

19 مارس، 2023

خطبة عن ( رَغِمَ أَنْفُهُ ) مختصرة


Read more
19 مارس، 2023

خطبة عن (الانتصار على أعداء الانسان في شهر رمضان)


Read more
19 مارس، 2023

خطبة عن (رمضان شهر الانتصار على أعداء الانسان)


Read more

أحدث الخطب

  • خطبة عن ( رَغِمَ أَنْفُهُ ) مختصرة
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (الانتصار على أعداء الانسان في شهر رمضان)
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (رمضان شهر الانتصار على أعداء الانسان)
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (رَمَضَانُ شَهْرُ الصَّبْر)
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن ( شهر رمضان شهر القرآن )
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (شهر رمضان نعمة)
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (أفضل الأعمال في شهر رمضان)
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (خير الأعمال في شهر رمضان)
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (كيف تحقق التقوى من الصيام؟)
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (الانتصارات والتمكين في شهر رمضان)
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن(رمضان شهر الانتصارات والتمكين)
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (رمضان شهر الخير)
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (مع شهر رمضان)
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (صوم رمضان من أسباب العتق من النار)
    19 مارس، 2023
  • خطبة حول (علاقة رمضان بالقرآن) مختصرة
    19 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (رمضان شهر التغيير) مختصرة
    19 مارس، 2023
  • خطبة عن (مرحبا شهر رمضان مرحبا)
    12 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (عقوبة المفطرين في شهر رمضان بغير عذر)
    11 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن(مع الصحابة في رمضان)
    11 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (رمضان شهر القرآن)
    11 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن(الصحابة في رمضان)
    11 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (شهر رمضان شهر القرآن)
    11 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (مع القرآن في رمضان)
    11 مارس، 2023
  • خطبة عن الصوم (إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا) مختصرة
    11 مارس، 2023
  • خطبة عن ( في رحاب شهر رمضان )
    11 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (من مقاصد الصيام وحكمته) 1
    11 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (من فضائل شهر رمضان)
    11 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (رمضان شهر التوبة والغفران)
    11 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (رمضان شهر التغيير)
    11 مارس، 2023
  • 0
    خطبة عن (فضائل شهر رمضان)
    11 مارس، 2023

ادعم الموقع

ساهم في دعم الموقع علي باتريون
iSpace | Dezone
© 2019 All Rights Reserved. iSpace