خطبة عن ( مخططات أعداء الإسلام لتدمير الإسلام والمسلمين)
يوليو 7, 2016خطبة عن ( وجوب تحكيم شرع الله )
يوليو 7, 2016الخطبة الأولى ( مخططات أعداء الإسلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. وصفيه من خلقه وحبيبه .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ) البقرة 217 ، ويقول سبحانه : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) البقرة 120 ،
أيها المسلمون
منذ أن بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، وأعداء الإسلام يخططون ،ويمكرون للقضاء علي الإسلام وأهله ، فالشرك يريد أن يدمر التوحيد ، والمعصية تريد أن تدمر الطاعة ، والشيطان وحزبه يريدون أن يدمروا حزب الرحمن ، فهدف أهل الكفر والضلال واضح جلي ، فلما لم يستطيعوا القضاء على الإسلام والمسلمين ، راحوا يجردون المسلمين من دينهم ، حتى يصبح المسلمون صورة وشكلا بلا مضمون ، أو قل مسلمين بلا إسلام ، ومن الواضح أن أعداء الإسلام في العصر الحاضر ،قد فشلوا في تحقيق أهدافهم عن طرق احتلال البلاد الإسلامية ، لذا ، فقد غيروا خططهم في القضاء على الإسلام والمسلمين ، وذلك عن طريق المسلمين أنفسهم ، من خلال دعاوى مغرضة ، وشعارات براقة ( كالحرية – والتقدم –والحضارة- والعولمة ، وغيرها) ، ومن المؤسف أن الكثير من المسلمين قد بلعوا هذا الطعم ، وفتنتهم هذه الشعارات ، فراحوا بقصد أو بدون قصد ينفذوا خطط الأعداء ، ويحققوا أهدافهم ، في تدمير الإسلام والمسلمين ، لذا كان من الواجب علينا ، نحن المسلمين ، أن نتعرف على مخططاتهم ،لنفسدها عليهم ، ونحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم ، والباحث والمتأمل في ذلك ، يتبين له أن خطط أعدائنا لمحاربة الإسلام والمسلمين ، بدأوها بالمرأة ، نعم ، لأنهم يعلمون جيدا أن فساد المرأة يعني فساد المجتمع كله ، فالمرأة هي نصف المجتمع وهي التي تربي النصف الآخر ، فراحوا يدعون أن المرأة المسلمة مظلومة ، ولا بد لها أن تتحرر من هذا الظلم ، وذلك عن طريق :(خلع الحجاب – وتتحرر من سيطرة الرجل فتصبح المرأة حرة ) ومعنى حرة أن تلبس ما تشاء، وتخرج من بيتها متى تشاء، وتصادق من تشاء، وتجالس من الرجال من تشاء ، فالحرية تعني أن تتحرر المرأة من الشرف والفضيلة ، ومن العفة والحياء ، وأن تظهر مفاتنها للرجال ، ليغازلها أصحاب القلوب المريضة ، هذا هو أول المخططات ، وللأسف فقد نجحوا في ذلك ، واستجابت الكثير من النساء لنداء الشيطان ، تحت دعاوى الحرية والنهضة والتقدم ، والحضارة، ووصل الأمر أن تطعن امرأة تدعي الإسلام في القرآن وأحكامه ، فطالبت بمساواتها بالرجل في الميراث ، وفي الشهادة أمام المحاكم ، بل وصل الأمر بالمفسدات منهن بالمطالبة بأن يكون لها الحق في الزواج من رجلين أو أكثر ، كما يتزوج الرجل أكثر من زوجة ، فتحت دعاوى الحرية ، خلعت المرأة المسلمة كل ملابسها وجلست على شواطئ البحار، فخلع منها العفة والوقار والحشمة والأمومة ، لذا ، فقد أنجبت للمجتمع المسلم الطفل المتحلل أخلاقيا ، المتشبه بالنساء ، أنجبت الشاب المسلم الذي يخون المسلمين ، فيغش في تجارته ، ويكذب في حديثه ، ولا يفي بوعده ، لأنه لا يعلم شيئا عن أخلاق الإسلام، ولا مكارم الأخلاق ، وبذلك تحقق لأعداء الإسلام والمسلمين ما أرادوا ، ونجحوا فيما خططوا ، أما المجال الثاني الذي خطط الأعداء من خلاله لتدمير الإسلام والمسلمين فهو مجال الثقافة ومجال الفكر والعقيدة ،فقد عمل الأعداء على هدم العقيدة الإسلامية ، والفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية وذلك من خلال طق متعددة ، منها : نشر فكر الإلحاد بين الشباب المسلم ، فظهرت فرق ملحدة ، لا تؤمن بإله ، ولا تعتقد في دين ، ، كما عملوا على إحياء فرق ذات عقائد فاسدة ومارقة من الدين (كالبهائية وغيرها ) ، وشجعوا على نشر الخرافات والأباطيل ، وابعاد المسلمين عن صحيح الدين ، فأصبح الدين رقصا على الأنغام ،ومواسم وموالد وأعلاما ورايات، واختلاط بين الرجال والنساء ، وحلوى ومأكولات ،، وكل ذلك لا يقيم اسلاما ، ولا ينهض بأمة ، فالإسلام ، فالإسلام عقيدة وعمل وسلوك وأخلاق ،ومن مخططاتهم الفكرية أيضا أن يتبنى المسلمون فكر الكفار وعاداتهم وسلوكهم ، فنتشيه بهم في كل شيء ، ( مثلا : في التحية ،ونترك تحية الإسلام ، وفي الأعياد ، وفي القص والغناء ، وفي الملايس وفي الموضة حتى في تسريحة الشعر ) ، وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم آياته (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ ) المائدة 52 ،53 ، وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) المائدة 57 وفي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ – رضى الله عنه – أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ » . قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مخطط أعداء الإسلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. وصفيه من خلقه وحبيبه .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ثم نأتي إلى المجال الثالث من مخططات أعداء الإسلام للقضاء على الإسلام والمسلمين ، وهو : تفريق وحدة المسلمين شعوبا وحكاما وذلك من خلال : ( 1) إحياء العنصرية بين الشعوب الإسلامية فكل منهم يتعصب لعنصره وبلده فيختلفوا فيما بينهم ويخالفوا بذلك قوله تعالى (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) الحجرات 13، وقوله صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِىٍّ عَلَى أَعْجَمِىٍّ وَلاَ لِعَجَمِىٍّ عَلَى عَرَبِىٍّ وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ ». (2) نزاعات الحدود بين الدول الإسلامية ونزاعات المياه ،ونزاعات الثروات ، وبذلك تقوم الخلافات والحروب فيما بينهم ، ولتظهر الصورة أمامكم واضحة ، انظروا ماذا يقول الأعداء في كتبهم ، يقول لويس التاسع ملك فرنسا السابق، في وثيقة محفوظة 🙁 لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال الحرب ، وإنما بإشاعة الفرقة بين قادة المسلمين ، وعدم تمكين المسلمين من قيام حكم صالح ، وافسادهم بالرشوة والفساد و .. ) ويقول الكاتب ( مور بيجر ) يجب محاربة الإسلام بالحيلولة دون وحدة العرب التي تؤدي إلى قوتهم ، لأن قوة العرب تتصاحب مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره ) ، هكذا يقولون ، وهكذا يخططون ، ونحن (المسلمين) في ثبات نائمون ،وماذا أيضا عن مخططاتهم ، ذلك ما نستكمله في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء