خطبة عن ( مكائد الشيطان)
فبراير 8, 2016خطبة عن (آداب الزيارة والاستئذان )
فبراير 8, 2016الخطبة الأولى ( آداب الزيارة والاستئذان )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (27) النور ،
إخوة الإسلام
ونواصل حديثنا عن آداب الزيارة والاستئذان ، فمن آداب الزيارة ، تطهير الزيارة من دواعي الشر والفتنة: كالاختلاط مثلاً، فقد تفشت ظاهرة الاختلاط في بعض الزيارات العائلية، حتى أصبحت عُرفًا وعادة بين الأزواج وأقربائهم، وهذه لا شك تؤدي إلى الفتنة والفساد، وتفتح أبوابًا واسعة للشيطان .ومن آدابها وسننها أن تكون خالصة لوجه الله ، فقد روى مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- :« أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لاَ غَيْرَ أَنِّى أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ». ، ومن آداب الزيارة أن لا يؤم الزائر صاحب البيت في صلاة ، ولا يجلس على فراشه إلا بإذنه، وذلك لأن الرجل في بيته أحق من غيره، فكانت إمامة الصلاة، والجلوس على فراشه المعد له، لا يكون إلا بإذنه. جاء ذلك في حديث أبي مسعود الأنصاري يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يؤُم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء، فأقدمهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سلمًا، ولا يؤمن الرجلُ الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه ) ، ومن آداب الزيارة ، الاستئناس ، والاستئذان ، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) النور 27 ، أما الاستئناس : فهو أن تشعر بالأنس ، والترحيب ، والقبول ، ممن قصدت زيارتهم ، وذلك من خلال حديثهم معك ، أو نظراتهم إليك ، وتهيؤهم لمقابلتك ، فقد تزور إنسانا في بيته ، وتجده متهيئا هو وأولاده للخروج مثلا ، أو تجدهم في جلسة خاصة في بيتهم ، أو غير ذلك ، هذا كله دليل على أنهم غير مستأنسين بك ، وزيارتك غير مرحب بها ، وهم في وضع لا يسمح لهم باستقبالك ولكنهم في حرج من إظهار ذلك لك بالقول ، هنا يجب عليك أن تنسحب وتلغي الزيارة بطريقة لبقة لتزيل عنهم الحرج ، أما الاستئذان : فهو طلب الإذن بالزيارة والدخول ، ويكون الاستئذان بوسائل تختلف باختلاف البيئات والعصور، كطرق الباب بالإصبع أو بالضغط على زر الناقوس الكهربائي أو بالتنحنح أو الكلام ، أو إلقاء السلام أو غير ذلك. وكانت وسيلة الاستئذان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم هي قول: «السلام عليكم، أأدخل». والحكمة من الاستئذان ، أن في الاستئذان صيانة لحرمات البيوت وعدم هتك أستارها. وللاستئذان آداب على الزائر أن يراعيها : ومنها : عدم النظر بداخل البيت ، ففي الحديث المتفق عليه (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجَرِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – وَمَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ فَقَالَ « لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ ، إِنَّمَا جُعِلَ الاِسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ » ، ومنها عدم استقبال الباب ) فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الأَيْمَنِ أَوِ الأَيْسَرِ وَيَقُولُ « السَّلاَمُ عَلَيْكُمُ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ». وَذَلِكَ أَنَّ الدُّورَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ سُتُورٌ. )رواه أبو داود وصححه الألباني ، ومنها الاستئذان ثلاثا (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلاَثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ » متفق عليه. ومنها إلقاء السلام على أهل البيت قال تعالى : { فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } النور (61) ، ومنها المصافحة (عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا » رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني ، ومن السنة أن يجلس الزائر في المكان الذي يختاره له صاحب البيت ، فولا يتمسك بمكان معين قد يطلع منه على بعض ما لا يحب صاحب البيت أن يطلع عليه أحد! ، ومن آداب الزيارة أمانة المجلس (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « الْمَجَالِسُ بِالأَمَانَةِ إِلاَّ ثَلاَثَةَ مَجَالِسَ مَجْلِسٌ يُسْفَكُ فِيهِ دَمٌ حَرَامٌ وَمَجْلِسٌ يُسْتَحَلُّ فِيهِ فَرْجٌ حَرَامٌ وَمَجْلِسٌ يُسْتَحَلُّ فِيهِ مَالٌ مِنْ غَيْرِ حَقٍّ » أحمد في مسنده
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( آداب الزيارة والاستئذان ) 2
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن آداب الزيارة ألا يتناجى اثنان دون الثالث (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – رضى الله عنه – قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – : « إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى رَجُلاَنِ دُونَ الآخَرِ ، حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ ، أَجْلَ أَنْ يُحْزِنَهُ » متفق عليه ، وقال الخطابي : وإنما قال ليحزنه لأنه قد يتوهم أن نجواهما إنما هي سوء رأيهما فيه أو لدسيسة غائلة له. ومن آداب الزيارة ذكر الله في المجلس (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « مَا قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَداً لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ ») رواه الامام أحمد وقال صلى الله عليه وسلم « لاَ يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ». رواه مسلم ، ومن آداب الزيارة حفظ اللسان قال تعالى { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ق (18) ، و(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رضى الله عنهما – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : « أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا ، أَوْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ » متفق عليه ، و(عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً يَنِمُّ الْحَدِيثَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ». رواه مسلم: (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « مَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ بُنِىَ لَهُ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ بُنِىَ لَهُ فِي وَسَطِهَا وَمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ بُنِىَ لَهُ فِي أَعْلاَهَا ». رواه الترمذي وحسنه ، ومن آداب الزيارة كفارة المجلس فعن أبي برزه رضي الله عنه قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بآخره إذا أراد أن يقوم من المجلس سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك » رواه أبو داود ، ومن آداب الزيارة السلام في نهاية المجلس فعَنْ أَبِى بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ بِأَخَرَةٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ الْمَجْلِسِ « سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ». فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلاً مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا مَضَى. قَالَ « كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ » رواه أبو داود وصححه الألباني، إخوة الإسلام : هذه هي آداب الزيارة والاستئذان ، ألا فكونوا بها متأدبين ، ولسنة نبيكم متبعين
الدعاء