خطبة عن (أم المؤمنين : أم سلمة )
يوليو 16, 2016خطبة عن (أم المؤمنين: حفصة بنت عمر بن الخطاب)
يوليو 16, 2016الخطبة الأولى ( أم المؤمنين: جويرية بنت الحارث )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) الاحزاب 6 ، وقال تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) ) الاحزاب
إخوة الإسلام
حديثنا اليوم -إن شاء الله- عن واحدة من أمهات المؤمنين ،إنها 🙁 أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها ) ،وأما عن نسبها : فهي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك ابن جذيمة، وجذيمة هو المصطلق من خزاعة، سباها رسول الله فِى غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ، وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس من الهجرة، وقيل: في سنة ست، ولم يختلفوا أنه أصابها في تلك الغزوة، وكانت قبله تحت مسافع بن صفوان المصطلقي. وفي المستدرك عن زينب بنت أبي سلمة عن جويرية بنت الحارث أن اسمها كان برة وغيّره فسماها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة. وكانت جويرية بنت الحارث في الجاهلية سيدة نساء قومها، وكان أبوها قائد بني المصطلق الذين كانوا يجمعون للنبي : ففي المعجم للطبراني ( بلغ رسول الله أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج النبي ، فلما سمع بهم رسول الله خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له “المريسيع” من ناحية قديد إلى الساحل، فتزاحم الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق، وقتل الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية، وقتل من قتل منهم ونفل الله رسوله أبناءهم ونساءهم، وكان رسول الله أصاب منهم سبيًا كثيرًا قسمه في المسلمين، وكان فيما أصاب يومئذ من النساء جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيدة نساء قومها ). وفي المستدرك للحاكم تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (فبينا النبي صلى الله عليه و سلم عندي إذ دخلت جويرية تسأله في كتابتها فو الله ما هو إلا أن رأيتها حتى كرهت دخولها على النبي صلى الله عليه و سلم و عرفت أن سيرى فيها مثل الذي رأيت، فقالت : يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من الأمر ما قد علمت فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على تسع أواق في فكاكي فقال : أو خيرا من ذلك ؟ قالت : ما هو ؟ قال : أؤدي عنك كتابتك و أتزوجك ؟ قالت : نعم يا رسول الله قال : فقد فعلت ،فخرج الخبر إلى الناس فقالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه و سلم يسترقون فأعتقوا من كان في أيديهم من سبي المصطلق ،فبلغ عتقهم مائة أهل بيت بتزوجه إياها ،قالت عائشة : فلا أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها و ذلك منصرفه من غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ) ،وأسلمت وحسن إسلامها. وقالت: تزوجني رسول الله وأنا ابنة عشرين سنة، وفي المستدرك للحاكم قال ابن عمر: وحدثني حزام بن هشام عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث: رأيت قبل قدوم النبي بثلاث ليال كأن القمر أقبل يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبر بها أحدًا من الناس حتى قدم رسول الله ،فلما سبينا رجوت الرؤيا، فلما أعتقني وتزوجني, والله ما كلمته في قومي حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم، وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني الخبر فحمدت الله .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أم المؤمنين : جويرية بنت الحارث )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وكان لزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أثر كبير في تربيتها، فتأثرت به رضي الله عنها في عبادتها، فكانت تصوم من النوافل الكثير، حتى صامت يوم جمعة منفردا وأمرها الرسول بأن تفطر، وكانت تظل تذكر الله بعد الفجر حتى الشروق كما كان الرسول يفعل ذلك. وكان من أهم ملامح شخصية جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أنها امرأة حرة أبية.. تكره الرق والعبودية ، ويظهر ذلك واضحًا جليًّا حينما حاولت افتداء نفسها من الرق بالاكتتاب، وكانت رضي الله عنها حليمة.. تعتق من حر مالها ،فعن مجاهد عن جويرية زوج النبي أنها قالت: يا نبي الله، أردت أن أعتق هذا الغلام، فقال رسول الله : “بل أعطيه أخاك الذي في الأعراب يرعى عليه؛ فإنه أعظم لأجرك”. وكانت رضي الله عنها امرأة عابدة تكثر من ذكر الله ،ففي صحيح مسلم (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِىَ فِى مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِىَ جَالِسَةٌ فَقَالَ « مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِى فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا ». قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ». وفي رواية في مسند الإمام أحمد (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ قَالَتْ أَتَى عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- غُدْوَةً وَأَنَا أُسَبِّحُ ثُمَّ انْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ قَرِيباً مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ فَقَالَ « مَا زِلْتِ قَاعِدَةً ». قُلْتُ نَعَمْ. فَقَالَ « أَلاَ أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ لَوْ عُدِلْنَ بِهِنَّ عَدَلَتْهُنَّ أَوْ لَوْ وُزِنَّ بِهِنَّ وَزَنَتْهُنَّ ». – يَعْنِى بِجَمِيعِ مَا سَبَّحَتْ – سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ». وكانت امرأة صوامة ، ففي صحيح البخاري (عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ – رضى الله عنها – أَنَّ النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهْىَ صَائِمَةٌ فَقَالَ « أَصُمْتِ أَمْسِ » . قَالَتْ لاَ . قَالَ « تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِى غَدًا » . قَالَتْ لاَ . قَالَ « فَأَفْطِرِي » .
أيها المسلمون
وفي المستدرك للحاكم عن مجاهد قال: قالت جويرية بنت الحارث لرسول الله : إن أزواجك يفخرن عليّ، يقلن: لم يتزوجك رسول الله إنما أنت ملك يمين، فقال رسول الله : “ألم أعظم صداقك؟ ألم أعتق أربعين رقبة من قومك؟”وفي صحيح مسلم (أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ السَّبَّاقِ قَالَ إِنَّ جُوَيْرِيَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ « هَلْ مِنْ طَعَامٍ ». قَالَتْ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدَنَا طَعَامٌ إِلاَّ عَظْمٌ مِنْ شَاةٍ أُعْطِيَتْهُ مَوْلاَتِى مِنَ الصَّدَقَةِ. فَقَالَ « قَرِّبِيهِ فَقَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا ».
أيها المسلمون
أما عن بعض مواقف أم المؤمنين جويرية بنت الحارث مع الصحابة: فمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كما في سنن البيهقي : (وَفَرَضَ لأَزْوَاجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- اثْنَىْ عَشَرَ أَلْفًا اثْنَىْ عَشَرَ أَلْفًا إِلاَّ صَفِيَّةَ وَجُوَيْرِيَةَ فَرْضَ لَهُمَا سِتَّةَ آلاَفٍ فَأَبَتَا أَنْ تَقْبَلاَ فَقَالَ لَهُمَا : إِنَّمَا فَرَضْتُ لَهُنَّ لِلْهِجْرَةِ فَقَالَتَا : إِنَّمَا فَرَضْتَ لَهُنَّ لِمَكَانِهِنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَ لَنَا مِثْلُهُ فَعَرَفَ ذَلِكَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَفَرَضَ لَهُمَا اثْنَىْ عَشَرَ أَلْفًا اثْنَىْ عَشَرَ أَلْفًا ) ،وقد كانت رضي الله عنها امرأة فقيهة فقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث منها قولها “من لبس الحرير في الدنيا لبسه الله ثوبًا من نار”. ومنها : أن النبي كان يكره أن يأكل الطعام حتى يذهب فورة دخانه. ومن أثر أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها في الآخرين : فعن المهاجر أبي الحسن عن كلثوم بن عامر أن جويرية بنت الحارث توضأت فأردت أن أتوضأ بفضل وضوئها فنهتني، ففي هذا النهي تعليم لكلثوم.
أيها المسلمون
أما عن وفاة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها : ففي المستدرك قال ابن عمر: وحدثني عبد الله بن أبي الأبيض عن أبيه قال: توفيت جويرية بنت الحارث زوج النبي في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين في إمارة معاوية، وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة. رضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين
الدعاء