خطبة عن ( من عوامل نهضة المجتمعات والافراد : العمل)
مايو 1, 2016خطبة عن ( أهمية العمل للفرد والمجتمع)
مايو 1, 2016الخطبة الأولى (العمل واجب على الفرد ،وتنهض به المجتمعات)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (105) التوبة، وقال الله تعالى : ( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (10) الجمعة
إخوة الإسلام
لأهمية العمل ودوره في بناء الفرد والمجتمع كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الزراعة والعمل ،حتى ولو قامت القيامة، وروي عنه صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد أنه قال:« عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ وَفِى يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا » ، والعمل الشريف يزكي النفس ويكفي المؤمن ذل السؤال، ففي صحيح البخاري (عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ » . وفي سنن أبي داود وابن ماجة (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَسْأَلُهُ فَقَالَ « لَكَ فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ ». قَالَ بَلَى حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ وَقَدَحٌ نَشْرَبُ فِيهِ الْمَاءَ. قَالَ « ائْتِنِي بِهِمَا ».قَالَ فَأَتَاهُ بِهِمَا فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ « مَنْ يَشْتَرِى هَذَيْنِ ». فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ. قَالَ « مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ ». مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا قَالَ رَجُلٌ أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ. فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ فَأَعْطَاهُمَا الأَنْصَارِيَّ وَقَالَ « اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ وَاشْتَرِ بِالآخَرِ قَدُومًا فَأْتِنِى بِهِ ». فَفَعَلَ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَشَدَّ فِيهِ عُودًا بِيَدِهِ وَقَالَ « اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَلاَ أَرَاكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا ». فَجَعَلَ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ فَقَالَ « اشْتَرِ بِبَعْضِهَا طَعَامًا وَبِبَعْضِهَا ثَوْبًا ». ثُمَّ قَالَ « هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ وَالْمَسْأَلَةُ نُكْتَةٌ فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لاَ تَصْلُحُ إِلاَّ لِذِى فَقْرٍ مُدْقِعٍ أَوْ لِذِى غُرْمٍ مُفْظِعٍ أَوْ دَمٍ مُوجِعٍ » ، والعمل يعلم الإنسان خدمة الغير والعمل بروح الفريق والاشتراك في عجلة الحياة وخدمة المجتمع، يذهب عنه حب الذات، ويقضي على الكثير من الأمراض النفسية؛ ، والعمل قوة وعزة للمؤمن: فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والعمل الشريف يطهر المجتمع من شر البطالة، ويجعل المؤمن قوياً بقوة المجتمع عزيزًا غنياً معتمدًا على نفسه في توفير وسائل الحياة والتقدم والرفاهية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره أن يكون المؤمن عالةً على غيره في توفير سبل العيش، والعمل شرف وعبادة وهو خير للإنسان من أن يسأل الناس لما فيه من ذل السؤال الذي يفقد الإنسان عزته وكرامته
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (العمل واجب على الفرد ،وتنهض به المجتمعات)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وبعد أن تعرفنا على أهمية العمل في الإسلام : تعالوا بنا نتعرف على أهمية العمل بالنسبة للفرد : يقول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أني لأرى الرجل فيعجبني فأقول أله حرفة فإن قال لا سقط من عيني).. فمن أهمية العمل للفرد : 1 – أن العمل يضمن للفرد الحياة الكريمة والعيش الهانئ. وتلبية حاجات الإنسان الأساسية وهي المسكن والطعام والزواج وتربية الأطفال؛ وتلبية الحاجات الثانوية أو الكماليات كلٌ حسب متطلباته. 2- أن العمل يجعل الفرد يشعر بالأمان المادي والاستقرار النفسي وتحقيق الذات في العمل والوصول إلى مناصب متعددةٍ أو جني أموالٍ أو تحقيق مكاسب معنويةٍ. 3- العمل قوة للإنسان : وفي صحيح مسلم ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ ) فهو قوي بماله الذي كسبه وأنفقه في وجوه الخير. والعمل سبيلٌ لتحقيق الأجر والثواب فلولا العمل وكسب الرزق لما استطعنا دفع الزكاة والصدقة؛ ولما ساعدنا إخوتنا من الضعفاء والعجزة ،وفي سنن الترمذي (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَالآخَرُ يَحْتَرِفُ فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ ». ونواصل الحديث أن شاء الله
الدعاء