خطبة عن (من أسماء الله الحسنى (اسم الله البصير، الأول)
يوليو 6, 2016خطبة عن (اسم الله التواب )
يوليو 6, 2016الخطبة الأولى ( حظ المؤمن من اسم الله التواب )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم آياته (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف 180، وقال الله تعالى : (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) الانعام 54،
إخوة الإسلام
ماذا عن حظ المؤمن من اسم الله تعالى: (التواب) ؟ ، فنقول : على العبد المؤمن أن يتوب إلى الله على كل ما صدر منه عمدا أو جهلا أو نسيانا ، فالتوبة لازمة في كل الأحوال ، قال الله تعالى : (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) الانعام 54، ويقول سبحانه (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) النساء 17 ، والتوبة لا تقبل عند الموت أو عند التأكد منه ، لأنها تكون في هذه اللحظة توبة اضطرارية ، وليست اختيارية ، قال سبحانه (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ ) النساء 18 ، وللتوبة شروط ثلاث ، حتى تكون توبة صادقة مقبولة ، وهي ( الإقلاع ، والندم ، والاستغفار والاعتذار ، وإذا كان الذنب في حق آدمي يتحلله منه ، ويعيد إليه حقوقه ) ، أما عن الندم ، ففي صحيح ابن حبان ومسند أحمد واللفظ له (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ كَانَ أَبِى عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَسَمِعَهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « النَّدَمُ تَوْبَةٌ ». وفي صحيح ابن حبان : (ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفره منه) ، ولذلك لا يقبل الله توبة المصر على ذنبه ، وغير نادم على ما وقع منه ، بل قد يجاهر بمعصيته ، وفي البخاري (أن أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ : « كُلُّ أُمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ » . ومن شروطها التحلل من الذنب أيضا في الدنيا قبل الآخرة ففي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَحَدٍ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَىْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ » ، وأما عن الاستغفار ، ففي سنن ابي داود : « مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ »
أيها المسلمون
وقد يسأل سائل ، ماهي علامات التوبة المقبولة ؟، فأقول : للتوبة المقبولة علامات منها : أولا : أن يكون العبد بعد التوبة خيرا مما كان قبلها ، ثانيا : أن لا يزال الخوف ملازما له ومصاحبا ، فهو لا يأمن مكر الله ، ثالثا : انكسار القلب بين يدي الرب ، فتجده بين يدي ربه خاشعا ذليلا مستسلما خائفا باكيا مستحضرا ذنبه بين عينيه ، ومستحضرا قدرة الله عليه ، فهو بين الخوف والرجاء ، وقيل جاء رجل قد أسرف على نفسه في المعاصي إلى الإمام الزاهد إبراهيم بن أدهم قال أريد أن أتوب فماذا أصنع؟ قال له يا هذا: عليك بخمس خصال لتكون من أهل التوبة ولتترك المعاصي: أما الأولى: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزق الله، قال الرجل سبحان الله كيف ذلك وهل الأرزاق كلها إلا لله يا إبراهيم (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) الذاريات 58 ، (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) هود 6، فقال له: فهل يجدر بك أن تأكل رزقه وتعصيه. الثانية: إذا أردت أن تعصي الله فابحث عن أرض ليست لله فاعصه هنالك فقال الرجل يا إبراهيم الأرض كلها لله (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) الاعراف 128، فكيف تقول ذلك قال إبراهيم: فهل يجدر بك أن تعصي الله في ملك الله. 3- إذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان أمين لا يراك الله فيه قال كيف ذلك يا إبراهيم والله يقول: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) غافر 19 ، فقال إبراهيم فهل يجدر بك أن تعصي الله وأنت على يقين أن الله يراك. 4- إذا أردت أن تعصي الله وجاءت ملك الموت فقل له أخر قبض روحي حتى أتوب إلى الله قال كيف ذلك والله يقول: (إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) يونس 49، فقال أنت تعلم ذلك وكيف تريد النجاة. 5- إذا أردت أن تعصي الله وجاءتك زبانية جهنم ليسوقوك إلى العذاب فلا تذهب معهم فبكى الرجل وانطلق وهو يقول: أستغفر الله وأتوب إليه أستغفر الله وأتوب إليه.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( حظ المؤمن من اسم الله التواب)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ،اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال بعض الحكماء: إنما تعرف توبة الرجل في أربعة أشياء: أحدها: أن يمسك لسانه من الفضول والغيبة والكذب، والثاني : أن لا يرى لأحد في قلبه حسداً ولا عداوة، والثالث: أن يفارق أصحاب السوء، والرابع : أن يكون مستعداً للموت نادماً مستغفراً لما سلف من ذنوبه مجتهداً في طاعة ربه. وقيل لبعض الحكماء هل للتائب من علامة يعرف بها هل قبلت توبته أم لا ؟ قال: نعم علامته أربعة أشياء: أولها: أن ينقطع عن أصحاب السوء ويريهم هيبة من نفسه ويخالط الصالحين. والثاني: أن يكون منقطعاً من كل ذنب مقبلاً على جميع الطاعات. والثالث: أن يذهب فرح الدنيا كلها من قلبه ويرى حزن الآخرة كلها دائماً في قلبه، والرابع: أن يرى نفسه فارغاً عما ضمن الله تعالى له من الرزق مشتغلاً بما أمره به فإذا وجدت فيه هذه العلامات فهو من الذين قال الله تعالى في جهنم :(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) .البقرة 222
الدعاء