خطبة عن (المؤمن وحظه من اسم الله الكريم)
يوليو 6, 2016خطبة عن (اسم الله (الملك والمليك والحق المبين)
يوليو 6, 2016الخطبة الأولى (اسم الله الكريم)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته ..(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) كما أخرج البخاري ومسلم وغيرهما (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ » ، وقال الله تعالى : (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } النمل 40 إخوة الإسلام
موعدنا اليوم إن شاء الله مع اسم من أسماء الله الحسنى ..مع اسمه جل وعلا ( الكريم)..وقد سمى الله تعالى به نفسه في كثير من النصوص القرآنية منها قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ) الانفطار 6، وفي قوله: { وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } النمل 40 ..أما في السنة المطهرة فعند الترمذي وصححه الألباني من حديث عَلِىٍّ رضي الله عنه أنه قال: ( قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلتَهُنَّ غَفَرَ اللهُ لَكَ وَإِنْ كُنْتَ مَغْفُورًا لَكَ، قال: قُل لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ العَلِىُّ العَظِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ ).. وعند أبي داود وصححه الألباني من حديث سَلمَان – رضي الله عنه – أن رَسُول اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قال: ( إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌ كَرِيمٌ.. يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا ).. وعند الترمذي وقال حَسَنٌ صَحِيحٌ من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها في الدعاء الذي أمر به النبي – صلى الله عليه وسلم – ليلة القدر: ( اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى ).
واسم الله الكريم له معان متعدده.. منها : أن الكريم :هو الذي يبتدأ بالنعمة من غير استحقاق .. ويتبرع بالإحسان من غير سؤال.. فقد تفضل الله على عباده بالنعم قبل أن يعبدوه ..وأحسن إليهم قبل أن يسألوه .. فقد غذيت أيها العبد في بطن أمك جنينا ..وأمدك باللبن وليدا..كل ذلك قبل أن تدعوه أوتسأله يقول سبحانه (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) النحل 53..ويقول سبحانه (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا.. إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) النحل 18 ،ويقول سبحانه (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) لقمان 20. . والكريم : هو الذي إذا أتاه عباده بالطاعات اليسيرة قابلهم بالثواب الجزيل وكتب لهم الحسنات الكثيرة ..فهو سبحانه وتعالى كريم يثيب على الحسنة الواحدة عشر حسنات وأضعافا مضاعفة قال تعالى (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا) الانعام 160 ، ويقول سبحانه : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة 261 ، ويقول سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا) النساء 40.. ويقول سبحانه : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) الشورى 23.. وحين فرض الله على أمة محمد الصلاة قال في الحديث« أَنْ قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِى ، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِى ،وَجَعَلْتُ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا ».. وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم« إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلاَمَهُ ، فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا »
اٌقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (اسم الله الكريم )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ . فِى يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ) ، والكريم هو الذي يعطي من غير منّة و لا يحوجك إلى وسيلة.. فهو سبحانه إذا أعطى لم يمن .. وقد يعطيك بغير وسيلم منك يقول سبحانه ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) الطلاق 3 ، نعم فهو الكريم ..والكريم هو الذي لا ييأس العصاة من رحمته : يقول سبحانه :(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر 53.. وسمع جبريل إبراهيم خليل الرحمن عليهما السلام وهو يقول : يا كريم العفو ، فقال له جبريل : وتدري ما كريم العفو ؟ قال : لا يا جبريل قال : أن يعفو عن السيئة ويكتبها حسنة)… والكريم هو الذي إذا أعطى أجزل و إذا عُصي أجمل ينادي على أهل الجنة يوم القيامة : ( يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ . يَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ . فَيَقُولُ هَلْ رَضِيتُمْ فَيَقُولُونَ وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ . فَيَقُولُ أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ . قَالُوا يَا رَبِّ وَأَىُّ شَىْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُ أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِى فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا » رواه البخاري ومسلم.
. الدعاء