خطبة عن ( اسم الله : العزيز )
يوليو 6, 2016خطبة عن ( اسم الله : الكريم )
يوليو 6, 2016الخطبة الأولى (المؤمن وحظه من اسم الله الكريم)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) (115 ) ،(116) المؤمنون
إخوة الإسلام
حديثنا عن اسم الله (الكريم ) : فالكريم هو دائم المعروف كثير النوال ذي الطول و الإنعام يداه مبسوطتان كيف يشاء .. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَمِينُ الرَّحْمَنِ مَلأَى سَحَّاءُ لاَ يَغِيضُهَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ قَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِى يَمِينِهِ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْمِيزَانُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ »رواه الترمذي. ويقول سبحانه (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) المائدة 64.. والله عز وجل حيي كريم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ ، يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا } أَخْرَجَهُ الْأَرْبَعَةُ إلَّا النَّسَائِيّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.. وهو الكريم ..فالكريم هو الذي لا يبالي كم أعطى ..و لا لمن أعطى.. بل إن الكريم من إذا رفعت حاجة إلى غيره لا يرضى.. فعَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ فِى اللَّيْلِ لَسَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ » رواه مسلم.. والله هو الكريم والكريم هو الذي إذا ُجفي عاتب و ما استقصى (يَقُولُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،: (إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْعَبْدَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وسِتْرَهُ مِنَ النَّاسِ ، وَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ ، فَيَقُولُ : أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، أَيْ رَبِّ ، وَيَقُولُ : أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، أَيْ رَبِّ ، فَإِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ ، وَرَأَى أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ , قَالَ : إِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ الْيَوْمَ , قَالَ : ثُمَّ يُعْطِي كِتَابَ حَسَنَاتِهِ ) رواه أحمد.. والكريم لا يضيع من لاذ به و لا يضيع من التجئ إليه …لذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِى يَدَيْكَ لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ.) رواه مسلم ، لذلك يجب أن تعتمد على الله وحده و أن تلتجئ إليه لأنه هو الكريم .. والكريم من إذا هجرته وصلك.. والله سبحانه يصل عبده إذا قطعه .. ويتقرب اليه إذا ابتعد عنه..
اقول قولي واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (المؤمن وحظه من اسم الله الكريم)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وبعد أن تعرفت على اسمه الكريم ..وتعرفت على كرم الكريم ..فلا تبخل على نفسك أخي المسلم واختي المسلمة أن تدعو الله باسمه الكريم فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه به وكان الصحابة عليهم رضوان الله يتوسلون به الى الله ليقضي حاجتهم وليشفي مرضاهم ، جاء رجل إلى علي قال : إن فلانا شاك ، قال : يسرك أن يبرأ ، قال : نعم ، قال قل : يا حكيم يا كريم اشف – ثلاثا ) ، ونحن نرفع أكفنا إلى الله ضارعين ..إلهنا وسيدنا ومولانا ..إنك حي لا تموت وخالق لا تغلب وبصير لا ترتاب ومجيب لا تسأم وجبار لا تظلم وعظيم لا ترام وعالم لا تعلم وقوي لا تضعف وعظيم لا توصف وفي لا تخلف وعدل لا تحيف وحكيم لا تجور ومنيع لا تقهر ومعروف لا تنكر ووكيل لا تخالف وغالب لا تغلب وولي لا تسأم وفرد لا تستشير ووهاب لا تمل وسريع لا تذهل وجواد لا تبخل وعزيز لا تذل وحافظ لا تغفل ودائم لا تفنى وباق لا تبلى وواحد لا تشبه وغني لا تنازع يا كريم يا أكرم الأكرمين ..ياجواد يا حليم .. كرمك سيدي أطمعنا في عفوك وجودك أطمعنا في فضلك وذنوبنا تؤيسنا من ذلك وتأبى قلوبنا لمعرفتها بك أن تقطع رجاءها منك فتفضل بها يا كريم وجد بعفوك يا رحيم.. يا من أظهر الجميل و ستر القبيح يا من لا يؤاخذ بالجريرة و لا يهتك الستر يا عظيم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى و يا منتهى كل شكوى يا كريم الصفح يا عظيم المن يا مبتدىء النعم قبل استحقاقها يا ربنا و يا سيدنا و يا مولانا و يا غاية رغبتنا أسألك يا الله أن لا تشوي خلقنا بالنار
الدعاء