خطبة عن ( خشية الله تعالى )
يوليو 11, 2016خطبة عن ( الأمور المعينة على التوبة )
يوليو 11, 2016الخطبة الأولى ( التوبة وأسباب تأخيرها )
الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
ايها المسلمون
قال تعالى ( قُلْ ياعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]. وفي حديث قدسي أخرجه الترمذي: ((عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ قَالَ « ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِى وَرَجَوْتَنِى غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ ابْنَ آدَمَ إِنْ تَلْقَنِى بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً بَعْدَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِى شَيْئاً ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ إِنْ تُذْنِبْ حَتَّى يَبْلُغَ ذَنْبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَسْتَغْفِرُنِى أَغْفِرْ لَكَ وَلاَ أُبَالِى » .
أيها المؤمنون
من مداخل الشيطان العظيمة أنه يخوِّف العبد من التوبة ويقول له: كيف تتوب وأنت ربما تذنب مرة أخرى؟! أجِّل التوبة إلى أن تجرب نفسك وتتأكد من كونك لن تعود. قال رجل للحسن البصري: أما يستحي أحدنا يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب؟! فقال: “ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تملوا من الاستغفار “. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : ((ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتّنا توابًا نسيا إذا ذُكّر ذَكَرَ)) رواه الطبراني ، فتأخير التوبة ذنب تجب التوبة منه، والذي يؤخر التوبة مثله كمثل شاب قوي أمام بابه شجرة ضعيفة تؤذيه في دخوله وخروجه وهو يسوف قطعها يقول: غدًا وبعد غد، وكلما مر يوم رسخت جذور الشجرة وقويت ووهن عظمه وضعف، حتى إذا انسدّ عليه الطريق حاول قلعها فلم يستطع. وعلى العبد أن يحسن الظن بربه فإن الله عند ظن عبده به وأن يستحضر أنه إذا أقبل على الله أقبل الله عليه، فمهما عمل من معصية ثم تاب منها بحق ثم عاد فتاب ثم عاد فتاب فإن الله يتوب عليه، فرحمته سبحانه وسعت كل شيء. أما من ترك التوبة خوفاً من لمز الناس، فمن الناس من تحدثه نفسه بالتوبة ولزوم الاستقامة لكنه يخشى من لمز بعض الناس وبالأخص أصحابه في المعاصي فقد يتعرض من بعض السفهاء منهم للمز والوصف بالوسوسة والتشدد، فيحجم عن التوبة لأجل ذلك، ولا شك هذا خطأ فادح إذ كيف يقدم خوف الناس على خوف الله عز وجل وعقابه. ثم إن ما يلاقيه من استهزاء إنما هو ابتلاء وامتحان ليظهر الصادق من الكاذب ثم إن حسنت توبته واستمر على الاستقامة انقلب المستهزئ به مبجلاً له بل قد يقتدي به. وأما من ترك التوبة مخافة سقوط المنزلة وذهاب الجاه والشهرة، فقد يكون لشخص ما منزلة وحظوة وجاه فلا تطاوعه نفسه على إفساد ذلك بالتوبة. ولا ريب أن ذلك نقص في الدين والمروءة والعقل إذ إن الشهرة والجاه عرض زائل ينتهي بنهاية الإنسان. ولن ينفعه إذا هو قدم على ربه إلا ما قدم من عمل صالح، وأما ما هو فيه من وظيفة محترمة أو تجارة قائمة على السحت أو معصية جعلت له مكانة عند السفهاء من الناس فهذا الغرور الزائل ومن نفخ الشيطان الذي يقوده إلى الهلاك. ثم إن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأجل ما يعوض به العبد أن يأنس بالله وأن يرزقه محبة الله وطمأنينة القلب بذكره. ومن الناس من يتمادي في الذنوب اعتماداً على سعة رحمة الله فإذا زجر العاصي قال: إن الله غفور رحيم على حد قول القائل: وكثر ما استطعت من الخطايا …… إذا كان القدوم على كريم
ولا ريب أن هذا سفه وجهل بدين الله، فرحمة الله قريب من المحسنين لا من المسيئين المفرطين المعاندين المصرين، وقد قرن الله مغفرته بأليم عقابه في أكثر من آية في كتابه قال تعالى) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) الحج 49 ،50 ،وقال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) الانعم 165 ،وما ذاك إلا ليستقيم العبد بين الخوف من الله والطمع في رحمته فلا يترك التوبة يأساً من رحمة الله ولا يتركها كذلك اغتراراً بسعة رحمته. تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى … درك الجنان بها وفوز العابد
ونسيت أن الله أخرج آدماً … منها إلى الدنيا بذنب واحد
فحسن الظن بالله ورجاء رحمته ومغفرته إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة، وأما حسن الظن بالله مع انعقاد أسباب الهلاك والانغماس والإصرار على المعاصي فهذا غرور وجهل بالله ودينه. ومن أسباب تأخير التوبة : الاغترار بإمهال الله للمسيئين، فمن الناس من يسرف في المعاصي، فإذا نصح وحذر من عاقبتها قال ما بالنا نرى أقواماً قد امتلأت فجاج الأرض بمفاسدهم ومعاصيهم وظلمهم وأكلهم أموال الناس بالباطل وأكل الربا ومع ذلك نراهم قد درت عليه الأرزاق وطالت أعمارهم وهم يعيشون في رغد من العيش، وهذا القول لا يصدر إلا من جاهل بسنن الله عز وجل لأن الله سبحانه يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، وهؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم فما هذا الذي هم فيه من النعيم في الدنيا إلا استدراج وإمهال من الله حتى إذا أخذهم أخذهم أخذ عزيز مقتدر. قال صلى الله عليه وسلم : كما في البخاري (عَنْ أَبِى مُوسَى – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِى لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ » . قَالَ ثُمَّ قَرَأَ ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) . وقال عليه الصلاة والسلام: كما في مسند أحمد : (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِى الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ ». ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ) ، قال ابن الجوزي رحمه الله: “الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي فإن نارها تحت الرماد، وربما تأخرت العقوبة وربما جاءت مستعجلة، وقد تَبْغَتُ العقوبات وقد يؤخرها الحلم من الله، والعاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة فكم مغرور بإمهال العصاة لم يمهل”. ومن أسباب تأخير التوبة : الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي فهناك من الناس من إذا قيل له: لم لا تصلي؟ لم لا تتوب من المعصية؟ قال: إذا أراد الله ذلك أو يقول: مكتوب علي ذلك. وهذا خطأ وضلال وانحراف في إيمانه بالقدر حيث إن الإيمان بالقدر لا يمنح العاصي حجة في ترك الواجبات أو فعل المحرمات. ولو كان هذا مقبولاً لأمكن كل أحد أن يفعل ما يخطر له من قتل النفوس وأخذ الأموال وانتهاك الأعراض ثم يحتج بالقدر ولا يناله العقاب. نعم قد كتب الله ما سيقع من ابن آدم من طاعة ومعصية وذلك لعلمه سبحانه الغيب لكن العبد ليس مجبراً على فعل المعصية أو الطاعة. وليسأل نفسه هذا الذي يحتج بالقدر أكنت تعلم أنه كتب عليك فعل المعصية قبل فعلها، وليسأل نفسه كذلك لو اعتدى أحد على مالك أو نفسك واحتج بالقدر أكنت ترضى له الاحتجاج بالقدر وسقوط العقوبة عنه؟ وبالجملة فالاحتجاج بالقدر إنما يكون عند المصائب لأنها من فعل الله لا حيلة للعبد في ردها وأما الذنوب والمعاصي فلا يجوز الاحتجاج بالقدر في فعلها لأن ذلك مخاصمة لله واحتجاج عليه. قال تعالى (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) الزمر 54 ، 55 ،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( التوبة وأسباب تأخيرها )
الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
واسوق لكم نماذج للتائبين وروى البخاري ومسلم وأحمد عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال: (( عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنَ تَوْبَةٍ فَقَالَ لاَ. فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلاَ تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ فَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلاً بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ. وَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ. فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِى صُورَةِ آدَمِىٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ. فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِى أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ ». قَالَ قَتَادَةُ فَقَالَ الْحَسَنُ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ. ) ، وهذا نموذج آخر من نماذج التائبين كما في مسند الامام أحمد وغيره : ( قَالَ « كَانَ الْكِفْلُ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ لاَ يَتَوَرَّعُ مِنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَأَعْطَاهَا سِتِّينَ دِينَاراً عَلَى أَنْ يَطَأَهَا فَلَمَّا قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ أَرْعَدَتْ وَبَكَتْ فَقَالَ مَا يُبْكِيكِ أَكْرَهْتُكِ قَالَتْ لاَ وَلَكِنْ هَذَا عَمَلٌ لَمْ أَعْمَلْهُ قَطُّ وَإِنَّمَا حَمَلَنِى عَلَيْهِ الْحَاجَةُ. قَالَ فَتَفْعَلِينَ هَذَا وَلَمْ تَفْعَلِيهِ قَطُّ قَالَ ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ اذْهَبِى فَالدَّنَانِيرُ لَكِ ثُمَّ قَالَ وَاللَّهِ لاَ يَعْصِى اللَّهَ الْكِفْلُ أَبَداً فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَأَصْبَحَ مَكْتُوباً عَلَى بَابِهِ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْكِفْلِ ». يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة …… فلقد علمت بأن عفوك أعظم
مالي إليك وسيلة إلا التقى …… وجميل عفوك ثم إني مسلم
إن كان لا يرجوك إلا محسن …… فبمن يلوذ ويستجير المذنب
أما جزاء التوابين، فيقول عز وجل: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) البقرة 222. نعم فقد استحق التائب أن يكون حبيب الله، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، ويحب الله من فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه، والتوبة غاية كل مؤمن وبداية الأمر وخاتمته). يقول صلى الله عليه وسلم كما في مسند احمد (صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ فَإِنِّى أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ » ، ومن جزاء التوابين ان تمحى سيئاتهم لان التوبة تجب ما قبلهاو ان يبدل الله سيئاتهم حسنات ، يقول عز وجل (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الفرقان: 70
الدعاء