خطبة عن (الكسب الحلال)
فبراير 12, 2016خطبة عن ( أسباب الحسد )
فبراير 13, 2016الخطبة الأولى :(أضرار الحسد ونتائجه)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في سنن الترمذي : (أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ حَدَّثَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِىَ الْحَالِقَةُ لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ)
إخوة الإسلام
للحسد آثاره الضارة ، ونتائجه المدمرة على الفرد المحسود والمجتمع كله ، ومن هذه الآثار والمضار : أولا – حلق الدين: روي البزار في مسنده (عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْبَغْضَاءُ وَالْحَسَدُ ، وَالْبَغْضَاءُ وَهِيَ الْحَالِقَةُ ، لَيْسَ حَالِقَةَ الشَّعْرِ لَكِنْ حَالِقَةَ الدِّينِ ). ثانيا – ومن هذه الآثار والمضار انتفاء الإيمان الكامل: (فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ مُسْلِمٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ وَقَارَبَ وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي جَوْفِ مُؤْمِنٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفَيْحُ جَهَنَّمَ وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ) رواه ابن حبان والبيهقي والنسائي ، ومن هذا الحديث يتبين لنا أن الإيمان الصادق الكامل الذي يستحضر صاحبه أن كل أفعال الله لحكمة لايجتمع هذا الإيمان مع الحسد الذي يعترض على فعل الله وحكمته. .ثالثا – ومن هذه الآثار والمضار رفع الخير وانتشار البغضاء في المجتمع: يقول صلى الله عليه وسلم، (لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا) رواه الطبراني. والمعنى والله أعلم أنهم إذا تحاسدوا ارتفع الخير منهم وكيف لا يرتفع منهم الخير وكلٌ منهم يتمنى أن يزول الخير الذي عند صاحبه. 4 – ومن هذه الآثار والمضار إسخاط الله وجني الأوزار : فيسخط الله في معارضته ، ويجني الأوزار في مخالفته ، إذ ليس يرى قضاء الله عدلاً ، ولا من الناس لنعمه أهلاً. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود :(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ ». أَوْ قَالَ « الْعُشْبَ ». 5 – ومن هذه الآثار والمضار للحسد مقت الناس للحاسد وعدواتهم له: فالحاسد لا يجد في الناس محباً ولا يرى فيهم ولياً ، فيصير بالعداوة مأثوراً وبالمقت مزجوراً ،ولذك قال النبي صلى الله عليه وسلم(شر الناس من يبغض الناس ويبغضونه) رواه الطبراني في المعجم . 6- ومن هذه الآثار والمضار للحسد انخفاض المنزلة وانحطاط المرتبة للحاسد: وذلك لانحراف الناس عنه ونفورهم منه ، وقد قيل في منثور الحكم: الحسود لا يسود. 7 – ومن هذه الآثار والمضار للحسد الحسرات على الحاسد والسقام والغمّ الغير منقطع وقصر العمر: فالحاسد لا يجد لحسرته انتهاء ، ولا يؤمل لسقامه شفاء، قال الأصمعي: قلت لأعرابي :ما أطول عمرك؟ قال: تركت الحسد فبقيت. والحاسد يُقتل غمّاً بصبر المحسود. وقال بعض الحكماء: يكفيك من الحاسد أنه يغتمّ في وقت سرورك. وقال بعض الأدباء: ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحسود ، نفس دائم ، وهمّ لازم ، وقلب هائم ، 8 – ومن هذه الآثار والمضار للحسد عدم نفع الحاسد: قال رجل لشريح القاضي: إني لأحسدك على ما أرى من صبرك على الخصوم ووقوفك على غامض الحكم. فقال: ما نفعك الله بذلك ولا ضرني . 9 – ومن هذه الآثار والمضار للحسد أن الحسد نوع من معاداة الله في الاعتراض على قسمته وفعله ، 10- ومن هذه الآثار والمضار أن الحاسد مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته ، 11- ومن هذه الآثار والمضارأن الحاسد قد أبغض كل نعمة قد ظهرت على غيره ، 12- ومن هذه الآثار والمضار أن الحاسد سخط لقسمة الله تعالى ، 13- ومن هذه الآثار والمضار أن الحاسد ضنّ بفضله عز وجلّ ، 14- ومن هذه الآثار والمضار أن الحاسد خذل ولي الله تعالى ، 15- ومن هذه الآثار والمضار أن الحاسد أعان عدوه إبليس لعنه الله، 16- ومن هذه الآثار والمضار أن الحاسد لا ينال في المجالس إلا مذمة وذلاً ، ولا ينال من الملائكة إلا لعنةً وغضباً ،ولا ينال في الخلوة إلا جزعاً وهمّاً ، ولا ينال عند النزع إلا شدةً وهولاً ، ولا ينال في الموقف إلا فضيحةً ونكالاً ولا ينال في النار إلا حراً واحتراقاً
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أضرار الحسد ونتائجه)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وسائل قد يسأل،هذا شأن الحاسد ، فماذا ينبغي على المحسود أن يفعله ؟ والجواب : على المحسود أن يلتزم بالآتي : أولا : الرجوع إلى الله وتجديد التوبة مع الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه. ثانيا : أن يتوكل على الله ويقول: حسبنا الله ونعم الوكيل. ثالثا : عليه بالإستعاذة بالله تعالى وقراءة الأذكار والأوراد الشرعية. رابعا : عليه أن يلزم الدعاء والتضرع إلى الله بأن يقيه الله ويحفظه من شر أعدائه وحسّاده. خامسا : العدل مع الحاسد وعدم الإساءة إليه بالمثل ،وإنصاف حقه وعدم ظلمه بسبب فعله. سادسا : أن يعالج نفسه بالرقيّة الشرعية .
أيها المسلمون
وعلاج المحسود لابد أن يكون بالوسائل المشروعة والتي تتمثل في الآتي : 1ـ الاغتسال ( للحاسد )وذلك أن تكون بغسل الوجه ثم اليدين ثم المرفقين ثم الركبتين ثم أطراف الرجلين وحقويه من جهة اليمين، ويقول الحاسد عند صب الماء اللهم بارك عليه ويصب الماء على رأسه صبة واحدة من خلفه يجري على جسده. 2ـ ومن القرآن: 1 – قراءة الفاتحة 2- وآية الكرسي وأخر آيتين من سورة البقرة وسورة الإخلاص والمعوذتين. 3ـ الدعاء. ـ من السنة: ـ بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك. ـ بسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، ومن شر كل ذي عين. ـ أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك (7 مرات). ـ يضع المريض يده على المكان الذي يؤلمه من جسده ويقول: بسم الله (3 مرات) ثم يقول أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. ـ اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً. ـ أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة (3 مرات). ـ أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. ـ أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون. ـ أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بَرٌ ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن فتم الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن. ـ بسم الله أرقيك من شر كل شيء يؤذيك ومن شر حاسد
أيها المؤمنون
وللوقاية من الحسد ، عليك بالآتي : ـ الاستعاذة من شر الحاسد. ـ وأن تلزم تقوى الله عز وجل. ـ والصبر على الحاسد والعفو عنه. ـ والتوكل على الله. ـ وألا يخاف المحسود من الحاسد.ـ وعليك بالإخلاص لله. ـ والتوبة من الذنوب. – وصحة العقيدة.
الدعاء