خطبة عن (حقوق الأخوة في الله)
يناير 9, 2016خطبة عن (من أسباب الخشوع في الصلاة )
يناير 10, 2016الخطبة الأولى (الوسائل التي تعين المصلى على الخشوع في صلاته)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) (1)،(2) المؤمنون
إخوة الإسلام
الخشوع في الصلاة هو لب الصلاة وثمرتها فالصلاة بلا خشوع كشجرة بلا ثمار. وفي المستدرك عن أبي هريرة قال :صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الظهر فلما سلم نادى رجلا كان في آخر الصفوف فقال :( يا فلان ألا تتقي الله ألا تنظر كيف تصلي ؟ إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يقوم يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه) أي ليعلمها الأدب والخشوع لله سبحانه وتعالى ، ولذا لما سمع بعض السلف قوله تعالى : ( لاَ تَقْرَبُواْ الصلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ) النساء 43. ، قال كم من مصل لم يشرب خمراً وهو في صلاته لا يعلم ما يقول، وقد أسكرته الدنيا بهمومها). ومن الوسائل التي تعين المصلى على الخشوع في صلاته : ومنها الابتعاد أثناء الصلاة عن الأماكن التي بها رسوم والأماكن المزخرفة والمنقوشة، بل وعن كل الشواغل التي يمكن ان تشغلك في صلاتك ففي البخاري : (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم – صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلاَمٌ ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلاَمِهَا نَظْرَةً ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ « اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِى جَهْمٍ وَائْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِى جَهْمٍ ، فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلاَتِي » ، وفي موطأ الامام مالك ( أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ الأَنْصَارِيَّ كَانَ يُصَلِّى فِي حَائِطِهِ فَطَارَ دُبْسِيٌّ فَطَفِقَ يَتَرَدَّدُ يَلْتَمِسُ مَخْرَجًا فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ فَجَعَلَ يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ سَاعَةً ثُمَّ رَجَعَ إِلَى صَلاَتِهِ فَإِذَا هُوَ لاَ يَدْرِى كَمْ صَلَّى فَقَالَ لَقَدْ أَصَابَتْنِي فِي مَالِي هَذَا فِتْنَةٌ. فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ لَهُ الَّذِى أَصَابَهُ فِي حَائِطِهِ مِنَ الْفِتْنَةِ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ صَدَقَةٌ لِلَّهِ فَضَعْهُ حَيْثُ شِئْتَ ). ، ومما يساعد على الخشوع أن يعلم المصلي أن الله يسمعه ويُجيبه في صلاته: ففي صحيح مسلم( في الحديث القدسي : « قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِى نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِي عَبْدِى وَإِذَا قَالَ (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِى. وَإِذَا قَالَ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ). قَالَ مَجَّدَنِي عَبْدِى – وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَىَّ عَبْدِى- فَإِذَا قَالَ(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) قَالَ هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ).قَالَ هَذَا لِعَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ). ولكن. كيف بمن يقول (الْحَمْدُ للَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ) وهو بالحلال لا يقنع، ومن الحرام لا يشبع. وكيف بمن يقول ( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) وهو شديد البطش، قاسي القلب لا يرحم صغيرا ولا ضعيفا ولا يوقر كبيرا ، وكيف بمن يقول ( مَالِكِ يَوْمِ الدّينِ ) وهو لا يتذكر الوقوف بين يدي أحكم الحاكمين ، وكيف بمن يقول(إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) وهو يعبد شهواته ورغباته وهواه. وكيف بمن يقول (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) وهو يستعين ويلجأ في الشدائد بالمخلوقين ويترك الاستعانة برب العالمين. وكيف بمن يقول ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) وهو يخالف أمره. فيتعامل بالربا أو يسير في طريق الزنا، أو يشرب المسكرات، أو ينظر إلى الحسناوات في الطرق أو في الأفلام والمسلسلات . كل ذلك ثم يريد الخشوع؟ ، وكيف بمن يقول( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالّينَ) وهو سيئ الأخلاق. حقود حسود .نمام مغتاب، غشاش كذاب.، وكيف؟ كيف بمن يقول (ولا الضالين) وهو فاسد الاعتقاد .مدبر الشر للعباد .وإمام للمضلين والمفسدين
أيها المؤمنون.
ومما يساعد على الخشوع ترتيل القراءة وتحسين الصوت بها: لقوله تعالى : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) المزمل ، ولقوله صلى الله عليه وسلم (زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ » رواه البخاري ، ومن الوسائل المعينة على الخشوع التنويع في قراءة السور والآيات وكذلك التنويع في الأذكار والأدعية فالتنويع يجعل المصلي حاضر القلب .أما من يكرر آيات بعينها في كل صلاة فيألفها لسانه وقلبه فلا يخشع
الخطبة الثانية (الخشوع في الصلاة )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَأَقِمِ الصلاةَ إِنَّ الصلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ ) العنكبوت 45، ويطرح السؤال نفسه لماذا لم تنه الصلاة كثيراً من المصلين عن الفحشاء والمنكر؟! أليس هذا قول ربنا؟!. ، والجواب على هذا السؤال. أن الصلاة تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر إذا أداها العبد كما أمر الله. وكما أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإقامة الصلاة على حقيقتها وأداؤها بواجباتها وأركانها وسننها وحضور القلب فيها يجعل العبد يشعر بمعناها وأنها صلة بينه وبين الله فيرجع بعدها مرتفع الإيمان مستحضراً لنظر الله إليه واطلاعه على سره وجهره، فيطهر العبد عند ذلك ظاهره وباطنه حياء من الله أن يطلع على شيء لا يرضاه منه. يستشعر العبد أنه يلتقي بربه في كل يوم وليلة خمس مرات، يقوم بين يديه. يخاطبه ويناجيه. إنه الله العظيم الكريم .يخاطبه ويسأله كل ما يريد من حوائج دنياه وآخرته. فيستحي بعد ذلك أن يعصي له أمراً .يستحي العبد أن يفتقده مولاه حيث أمره أو يجده حيث نهاه .هذه هي الصلاة التي تأمر صاحبها بالمعروف وتنهاه عن المنكر
الدعاء