خطبة عن (الزواج : حكمه، وفوائده)
فبراير 9, 2016خطبة عن (شروط الدعاء المستجاب)
فبراير 10, 2016الخطبة الأولى (مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدُعَاءٍ إِلاَّ اسْتُجِيبَ لَهُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري في صحيحه : ( عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِذَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ فَاعْزِمُوا فِى الدُّعَاءِ ، وَلاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِى ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ مُسْتَكْرِهَ لَهُ »
إخوة الإسلام
ونواصل الحديث عن الدعاء المستجاب وما يراعيه الداعي بعد الدعاء: فأكثر أولئك الذي يشكون من عدم إجابة الدعاء آفتهم المعاصي فهي وراء حدوث كل مصيبة ، قال تعالى: ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) الشورى30،وقال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : “بالورع عمَّا حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح “، وقال بعض السلف : لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي. وأعلم أن مثل العاصي في دعائه كمثل رجلٍ حاربَ ملِكاً من ملوك الدنيا ونابذه العداوة زمنا طويلا ، وجاءه مرة يطلب إحسانه ومعروفة . فما ظنك أخي بهذا الرجل ؟ أتُراه يُدرك مطلوبه ؟ ، كلا فانه لن يُدرك مطلوبة إلا إذا صفا الود بينه وبين ذلك الملك . 3- احرص على اللقمة الحلال : فلا تدخل بطنك حراما ، فإنه إذا كان طعام العبد طيباً حلالا لمس اثر الإجابة في دعائه ووجد آثاراً طيبة لذلك ،(فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وَقَالَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) ». ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ». رواه مسلم ،فهذا سعد بن أبي وقاص ( رضي الله عنه ) اشتهر بإجابة الدعاء … فكان إذا دعا ارتفع دعاؤه واخترق الحجب فلا يرجع إلا بتحقيق المطلوب ،يقول: ما رفعت إلى فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها ؟ ! ومن أين خرجت . ذاك هو سر استجابة الدعاء ..اللقمة الحلال. ولله در من قال :
قالوا شروط الدعاء المستجاب لنا — عشرٌ بها بشِّر الداعي بإفلاحِ
طهارةٌ وصلاةٌ معهما ندمٌ — وقتٌ خشوعٌ وحُسن الظنِ يا صاحِ
وحِلُ قوتٍ ولا يُدعى بمعصيةٍ — واسمٌ يناسبُ مقرونٌ بإلحاحِ
4- مُر بالمعروف وانه عن المنكر فعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. 5- قدَّم بين يدي دعائك عملاً صالحاً كصلاةٍ أو صيام أو صدقة ،ألا ترى أخي أن الدعاء بعد الصلوات أرجى للإجابة . لأنه وقع بعد عمل صالح ، فالدعاء يرفعه العمل الصالح ، قال تعالى :(إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) فاطر10، فجرِّب أخي أن تدعو عقب دمعة ذرفتها عينك من خشية الله ، أو حاجة مسلم قضيتها ، أو صدقة في ظلام الليل بذلتها ، أو جرعة غيظ تحمّلتها ما انفذتها وسترى سرعة الإجابة إن شاء الله .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الأولى ( الدعاء المستجاب ) 4
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أخي الداعي : لا تظُن أن دعواتك تخيب ( فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدُعَاءٍ إِلاَّ اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِمَّا أَنْ يُعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا أَنْ يُدَّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ وَإِمَّا أَنْ يُكَفَّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِ مَا دَعَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أَوْ يَسْتَعْجِلُ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ قَالَ « يَقُولُ دَعَوْتُ رَبِّى فَمَا اسْتَجَابَ لِي » في صحيح الجامع ،فربما لم يُجبك، لأنه قد دفع عنك من البلاء مالا تعرف .وربُما لم يُجبك لعلمه أن كفة حسناتك لن ترجح يوم القيامة إلا بتأخير هذه الدعوات إلى ذلك اليوم . وربما لم يُجبك لعلمه أن ما طلبت شرٌ لك ،فالمال الذي طلبت ربما أطغاك وأفسدك ، وإن كان ولداً ربما كبر فعقك وأجهدك ،وإن كان عملاً ربما فتح لك بابا من الحرام فكم من محبوب فيه مكروه ، قال الله تعالى : ((وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) البقرة216. وربما لم يُجبك لأنك أدخلت حراماً في رزقك. وربما لم يُجبك ليُعلمك عبادة الرضا . وربما ما أجابك لأنه يريد أن يسمع إلحاحك وأنينك في الأسحار وفي جوف الليل ،والله تعالى أعلم .
فيامن عليه مدى الأيام معتمدي — إليك وجَهت وجهي لا إلى أحدِ
يا مالك الملكِ يا مُعطي الجزيل — لمن يرجو نداه بلا منٍَ ولا نكدِ
مالي سِواك وما لي غير بابك — يا مولاي فامح بعفوٍ ما جنته يدي
وانعم وأمطر علينا رحمة فلنا — عوائدٌ منك بالإحسان والمددِ
وانظر إلينا فكَم أَوليتنا نِعماً — ما أَن تمُرُّ على بالٍ ولا خلدِ
يا من يجيب دُعائي عند مسألتي — ومن عليه وإن أخطأتُ معتمَدي
ثم الصلاةُ على المختار من مُضرٍ — ما ناحت الورقُ في غصنٍ مدى الأبدِ
أيها المسلمون
فاحرص على الاستقامة على طاعة الله وتقواه والإكثار من سؤاله، واسأله باسمه الأعظم، ففي سسن الترمذي: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ :اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّى أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. قَالَ فَقَالَ : « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِى إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)
الدعاء