خطبة عن (الدعاء المستجاب)
فبراير 10, 2016خطبة عن (الرحمة بالحيوان)
فبراير 10, 2016الخطبة الأولى (الرفق بالحيوان )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في الصحيحين واللفظ للبخاري : ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِى فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ، فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا ، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَقَالَ لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِى بَلَغَ بِى فَمَلأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ ، ثُمَّ رَقِىَ ، فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَإِنَّ لَنَا فِى الْبَهَائِمِ أَجْرًا قَالَ « فِى كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ »
إخوة الإسلام
إن الإسلام دين الرحمة ، وشريعة الإحسان ، ومنهاج الحياة المتكامل والطريق الموصلة إلى الله ودار كرامته، فالواجب الدعوة له والتحاكم إليه والسعي في نشره بين من لا يعرفه وتذكير عامة المسلمين بما يجهلون من أحكامه ومقاصده ابتغاء وجه الله، فمقاصد التشريع الإسلامي في غاية العدل والحكمة، فلا تحريم من كل نافع حيواني خلافا لما عليه البوذيون، ولا إباحة لكل ضار منه خلافا لما عليه أكلة الخبائث من الخنزير والسباع المفترسة وما في حكمها، ولا ظلم ولا إهدار لحرمة كل محترم من نفس أو مال أو عرض، مما يستحب عند التذكية للحيوان رحمة به وإحسانا إليه، ويكره خلافها، ونسوق طائفة مما يتعلق بجانب الإحسان إليه عند تذكيته، ومنه: المستحبات الآتية: عرض الماء على ما يراد ذبحه للحديث الذي رواه الترمذي في سننه : (عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ » ،2- أن تكون آلة الذبح حادة وجيدة، وأن يمرها الذابح على محل الذكاة بقوة وسرعة، ومحله اللبة من الإبل والحلق من غيرها من المقدور على تذكيته. 3- أن تنحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى إن تيسر ذلك موجهة إلى القبلة. 4- وذبح غير الإبل مضجعة على جنبها الأيسر موجهه إلى القبلة ويضع رجله على صفحة عنقها غير مشدودة الأيدي أو الأرجل وبدون لي شيء منها أو كسره قبل زهوق روحها وسكون حركتها، ويكره خنع رقبتها قبل ذلك، أو أن تذبح وأخرى تنظر.
إخوة الإسلام
ولقد ضرب سلفنا الصالح أروع الأمثلة في الرفق بالحيون ، والسير على سنة خير الأنام فقد روى الإمام ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن عبد العزيز عنه أنه كتب إلى حيان بمصر فقال له :” إنه بلغني أن بمصر إبلا نقالات يحمل على البعير منها ألف رطل. فإذا بلغك كتابي هذا فلا أعرفن أنه يحمل على البعير أكثر من ستمائة رطل. وروى عنه أيضا أنه كتب إلى صاحب السكك :” أن لا يحملوا أحدا بلجام ثقيل من هذه الرستنية ولا ينخس بمقرعة في أسفلها حديدة”. فانظر إلى هذا الجمال الرائع الذي ينطبع في مخيلتك عن الإسلام وأنت تقرأ مثل هذا التصرف الراقي من أحد روائع الدهر خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز حفيد عظيم من عظماء الأمة أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وقد روى ابن سعد في الطبقات عن أبي داود الطيالسي عن أبي خلدة خالد بن دينار عن المسيب بن دارم قال : رأيت عمر بن الخطاب ضرب جمالا وقال: ” لم تحمل على بعيرك ما لا يطيق”. وروى ابن أبي شيبة في المصنف عن حميد بن عبد الرحمن قال : قال عمر: لو هلك حمل من ولد الضأن بشاطئ الفرات خشيت أن يسألني الله عنه. وهذا شيء مهيب وموقف لا يملك الإنسان أمامه إلا الإكبار والتعظيم لهذا الدين الذي ربى في أتباعه مثل هذا الخلق السامي النبيل. كيف لا والله تعالى يقول : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } الانعام 38 ، بل إنهم يسبحون الله تعالى كما نسبح لقوله تعالى :{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } الاسراء 44، وقد سئل إمامنا مالك عن النمل يؤذي السقف ، فقال :” إن قدرتم أن تمسكوا عنها فافعلوا، فإن أضرت بكم ولم تقدروا على تركها فأرجوا أن يكون من قتلها في سعة” فو اعجبا من هذا الشعور النبيل والإحساس الراقي الرقيق. وما هذا إلا التزام منهم بخطاب القرآن الكريم الذي علمهم أن الحيوانات أمم مثلنا لها علينا حق الإحسان إليها ومراعاة مصالحها
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثالثة (الرفق بالحيوان ) 3
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إن من غرائب الزمان، وعجائب الدهر والأوان، ما يتبجح به الكفار في بلاد الغرب من كونهم أحرص الناس على الرفق بالحيوان، ويتغنون بإنشائهم للجمعيات والهيئات القائمة على ذلك زعموا، ـ وانظر ما يفعل الإسبانيون والمكسيكيون بالثيران في حلبات خاصة بقتلها بعد إتعابها .ـ وهم أشد الناس عدوانا وظلما للشعوب والأمم ،لا يرقبون فيهم إلا ولا ذمة، يقتلون الأطفال قبل الشيوخ، ويبدؤون بالعزل والنساء قبل الرجال، ينتهكون آكد الحقوق الإنسانية التي يزعمون حمايتها ، وهذا لعمرو الله مما يضحك فيبكي، فكم أراقوا من الدماء، وكم عذبوا من الأبرياء، ولقد صار شعارهم لا حقوق إلا للكفار، وإلا فإنهم لا يعتبرون المسلمين من بني الإنسان، وقد فضح الله نواياهم، وأظهر سوء أعمالهم في وقائع كثيرة، فصاح سجن أبي غريب في العراق ،بل صرخ مليون طفل عراقي قبله ماتوا مرضا وجوعا بسبب منع الكفار من دخول دواء أو طعام إلى العراق،
أخي المسلم
تأمل بعين بصيرتك، واعلم أنه لا خير إلا في دين الله الإسلام، وأن ما عليه أهل الكفر إن هو إلا سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.وقد بلغ الأمر ببعض جمعيات الرفق بالحيوان أن دعت إلى الامتناع عن تناول المنتوجات الحيوانية والاقتصار على الأغذية النباتية، والأغرب والأعجب من هذا مبالغة بعضهم في الإحسان إلى الحيوان إلى درجة مشينة، فمنهم من ينام مع كلبه في فراشه، ومنهم من يطعمه من أصناف اللحوم والأطعمة ما لا يحلم به فقير من الفقراء، وآخر يتخذه ولدا له يغسله ويحادثه، وآخرون يقبلون كلابهم في أفواههم، ، وهذا غلو مقيت، ودليل على انحراف قبيح جدا في عقول هؤلاء، ولا خير إلا في الاعتدال، فالرفق بالحيوان لا يعني أبدا رفعه إلى مستوى الإنسان،
الدعاء