خطبة عن (الزكاة وأهدافها ومن تجب عليه)
أبريل 30, 2016خطبة عن ( فريضة الزكاة ومنزلتها في الدين )
أبريل 30, 2016الخطبة الأولى ( فريضة الزكاة، فوائدها وأهدافها )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) (24 ) ،(25) المعارج
إخوة الإسلام
لفريضة الزكاة في الاسلام فوائد فكثيرة ومتعددة، ومنها: أن إسلام العبد لا يتم إلا بأدائها، ويحصل بها تنفيذ أمر الله رجاء ثوابه وخشية عذابه، وبها تُثبّت أواصر المحبة بين الغني والفقير، وتطهِّر النفس وتزكِّيها، وتعوِّد المسلم على الجود، وتحفظ النفس من الشح، والزكاة تُستجلب بها البركة ، قال تعالى : ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]، وروى مسلم في صحيحه (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ ». وفي الصحيحين (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْفِقْ ،أُنْفِقْ عَلَيْكَ )، والزكاة برهان ودليل على صدق إسلام مخرجها، وهي تشرح صدر المسلم، وتُلحقه بالمؤمن الكامل، وهي من أسباب دخول الجنة، وتُنجي من حرِّ يوم القيامة، ففي مسند أحمد (عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ ». أَوْ قَالَ « يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ ». والزكاة تجعل المجتمع كالأسرة الواحدة، وهي سبب لنزول الخيرات ودفع العقوبات؛ لحديث عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن ابن ماجه وفيه ( وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ) ، وهي تطفئ الخطايا وتكفِّرها، كما في سنن الترمذي وغيره (وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ. ) ،والزكاة وقاية لصاحب المال من العذاب، وتطهِّر المال والنفس، وتحفظ المال من الفساد، وأداؤها من أسباب الرحمة والنصر، ومن أعظم أنواع الإحسان. – فهي تطهر الفقراء من الحسد والحقد والغل على اخوانهم الأغنياء ، لأن الفقير متى علم أن المال كلما زاد مع الأغنياء عاد ذلك عليهم بالنفع والزيادة دعا لهم وتمنى أن تزداد أموالهم . – والزكاة تطهر الأغنياء من البخل والشح ، قال تعالى : ( وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الحشر 9 ، فالزكاة تطهر العبد الغني فلا يصير عبدا لماله لأنه يخرج جزءًا من ماله لله عز وجل ، أما من يتحول المال عنده إلى إله يعبد من دون الله ، فقد تعس وخسر ففي البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ ) – والزكاة تطهر الأموال التي قد يكون قد دخلها شيء من الحرام والشبهة – وصاحبها لا يدرى – فتأتى الزكاة لتطهر ذلك كله .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (فريضة الزكاة، فوائدها وأهدافها)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والزكاة تطهر المجتمع كله من مشاكل الفقر وكنز الثروات إذ أن المال – ولو جزء يسير منه – يتداول بين الناس فيعم النفع على المجتمع . وفي الزكاة زيادة ونماء ، وفي الحديث الذي رواه البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ ، وَلاَ يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلاَّ الطَّيِّبُ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّى أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ » ، وفي الزكاة حصول طاعة الله بتنفيذ أمره: رجاء ثوابه وخشية عذابه، وابتغاء رضوانه. فإيتاء الزكاة عندما يكون فيه احتساب للأجر يكون هناك أبعاد أخرى، قال الله تعالى: (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ) الروم:39. والزكاة تعويد المسلم على صفة الجود، والكرم، والعطف على ذوي الحاجات؛ والرحمة للفقراء. فإخراج الزكاة يرفع المنزلة، ويطهر النفس، ويزكي القلب، ويطفئ غضب الرب سبحانه وتعالى. ونواصل الحديث عن الزكاة إن شاء الله
الدعاء