خطبة عن ( فريضة الزكاة ومنزلتها في الدين )
أبريل 30, 2016خطبة عن (حظ المؤمن من اسم الله العزيز)
مايو 1, 2016الخطبة الأولى (فريضة الزكاة: منزلتها وأحكامها)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) البقرة 110، وقال تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) النور 56، وقال تعالى : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) المعارج 24 ، 25 ،وقال تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة 216، وروى البخاري في صحيحه (عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضى الله عنهما – قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ »
إخوة الإسلام
حديثنا اليوم إن شاء الله عن ركن من أركان الاسلام، وعمود من أعمدته العظام، وفريضة من فرائضه ؛ ألا وهى الزكاة ،ففي صحيح البخاري (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – بَعَثَ مُعَاذًا – رضى الله عنه – إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ « ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ ، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ » ، واعلموا إخوتي في الله أنه لا يكتمل إسلام العبد حتى يؤدي الزكاة ،كما قال تعالى : (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ … ) التوبة 11، فنفى عنهم أخوة الدين حتى يؤتوا الزكاة .والعبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه متنوعة ،فجعل الله منها عباداتٍ ماليه، وعباداتٍ عملية ، وعباداتٍ قوليه. فمن العبادات القولية: ذكر الله، وتلاوة القرآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ومن العبادات العملية: الصيام، والصلاة. ومن العبادات المالية: الزكاة. ومن العبادات ما يجمع بين عبادة المال وعبادة البدن: كالحج فإن فيه عبادةً للبدن، وعبادةً للمال. وقد جعل الله في قلوب العباد محبة المال، وخلق الله المال، وخلق القلوب، وجعل القلوب تميل إلى المال، فالمال ميلٌ تميل إليه النفوس، وهو يتمول ويتخذ، قال تعالى : ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً ) الفجر:20،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (فريضة الزكاة: منزلتها وأحكامها)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال تعالى : (إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ( 8) العاديات ، فالإنسان بطبعه يحب المال حبا جما ، ولحب الخير لشديد.وقد جعل الله سبحانه وتعالى في هذه المحبوبات ابتلاء بطاعته، وفي معنى الابتلاء بإخراج المحبوب يظهر معنىً عظيمٌ للعبودية، فإن تعبيد الناس لله، من أسسه في الشريعة؛ : إخراج المحبوب لله، والتنازل عن شيء من هذا المحبوب لعلام الغيوب سبحانه وتعالى، ومن هنا كان إخراج الزكاة. قال تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ) المؤمنون:4
أيها المسلمون
والمعنى اللغوي للزكاة : الطهارة، والنمو، والبركة، فقد سمى الله المال المخرج زكاة لأنه يزيد في المخرَج منه بالبركة، ويقيه من الآفات، ويطهر صاحبه بالمغفرة . أما معنى الزكاة في الإسلام وفي الاصطلاح الشرعي فهو: إعطاء جزء من المال الذي بلغ النصاب ـ وهو مقدار معين ـ وحال عليه الحول ـ وهو سنة هجرية ـ لمستحقه.وهو اسم لإخراج شيء مخصوص ، من مال مخصوص ، على وجه مخصوص .ومن المعلوم أن حكم الزكاة في الإسلام أنها ركن من أركان الاسلام ، وهي واجبة بالكتاب، والسنة، وإجماع الأمة على كل مسلم، حر، مالك لنصابٍ، مستقرٍّ، مضى عليه الحول. ونستكمل الحديث عن الزكاة إن شاء الله
الدعاء