خطبة عن (الزواج وحقوق الزوجين والأبناء)
فبراير 9, 2016خطبة عن (الزواج : حكمه، وفوائده)
فبراير 9, 2016الخطبة الأولى ( فوائد الزواج وحقوق الزوجين )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (21) الروم
إخوة الإسلام
ونواصل الحديث عن الزواج وفوائده : فمن فوائد الزواج : التحصن من الشيطان والوقوع في الحرام وحفظ الفرج وغض البصر ، ولذا روى النسائي في سننه (عن شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ فَأَخَذَ بِيَدِي ثُمَّ قَالَ :« قُلْ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَشَرِّ بَصَرِى وَشَرِّ لِسَانِي وَشَرِّ قَلْبِي وَشَرِّ مَنِيِّي ». قَالَ حَتَّى حَفِظْتُهَا قَالَ سَعْدٌ وَالْمَنِيُّ مَاؤُهُ. ) ،وفي سنن الترمذي (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَأَى امْرَأَةً فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ فَقَضَى حَاجَتَهُ وَخَرَجَ وَقَالَ « إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ ،أَقْبَلَتْ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِى مَعَهَا». ومن فوائد الزواج : أن فيه ترويح للنفس ، وراحة للقلب ، وتقوية على العبادة ، وفي صحيح مسلم (عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوَعَظَنَا فَذَكَّرَ النَّارَ – قَالَ – ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْبَيْتِ فَضَاحَكْتُ الصِّبْيَانَ وَلاَعَبْتُ الْمَرْأَةَ – قَالَ – فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ وَأَنَا قَدْ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا تَذْكُرُ. فَلَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَافَقَ حَنْظَلَةُ فَقَالَ « مَهْ ». فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَنَا قَدْ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا فَعَلَ فَقَالَ « يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً وَلَوْ كَانَتْ تَكُونُ قُلُوبُكُمْ كَمَا تَكُونُ عِنْدَ الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُسَلِّمَ عَلَيْكُمْ فِي الطُّرُقِ ».ومن فوائد الزواج : القيام بأعمال المنزل ، وتهيئة أسباب المعيشة ، مما يجعل الرجل يتفرغ لطاعة ربه ، فقد روى الترمذي في سننه وأحمد في مسنده (عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ فَقَالَ « أَفْضَلُهُ لِسَانٌ ذَاكِرٌ وَقَلْبٌ شَاكِرٌ وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ »
أيها المسلمون
وبعد أن تعرفنا على أحكام الزواج ، وفوائده ، نتعرف على صفات الزوجة الصالحة ، كما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيما رواه البخاري في صحيحه (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ » وروى مسلم في صحيحه (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ». أما من تزوج امرأة غير صالحة ، وتزوجها لينتفع بمالها ، أو يستمتع بجمالها ، أو ليرفع بحسبها ونسبها وضيعته ، فقد خسر الدنيا والآخرة ، لأنه تزوج بغير ذات الدين ، والصلاح ،ومن صفات المرأة الصالحة أن تكون ولودا ، كما رواه أبو داود في سننه وصححه الألباني (عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ وَإِنَّهَا لاَ تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا قَالَ « لاَ ». ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ « تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ ».وقد أوصى بعض الحكماء المقبلين على الزواج بألا يتزوجوا من النساء ستا فقال : ( لا تنكحوا من النساء ستا ، لا الأنانة ، ولا المنانة ، ولا الحنانة ، ولا الحداقة ، ولا الشداقة ، ولا البراقة ) ، فأما الأنانة : فهي المرأة المريضة ، والتي تكثر من الأنين والتوجع ، والتشكي ، وأما المنانة : فهي التي تمن على زوجها والله سبحانه يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى) البقرة 264 ،أما الحنانة : فهي التي تحن إلى غير زوجها وقلبها مع غيره ، من زوج سابق ، أو ولد من غيره ، فهذه جسمها يكون معه ، وقلبها وعقلها مع غيره ، أما الحداقة : فهي التي تطلب وتشتهي كل ما تراه عينها ، وإن لم تملك ثمنه ، فتكلف زوجها ما لا يطيق، وأما البراقة : فهي التي تجعل شغلها الشاغل التجمل والتزين ، وتترك عملها ، والقيام بواجباتها ،وأما الشداقة : فهي كثيرة الكلام في غير ضرورة
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الزواج : حكمه وفوائده وحقوق الزوجين والأبناء ) 2
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين أما بعد أيها المسلمون
أما عن اختيار الزوجة للزوج الصالح ، فبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في سنن ابن ماجة وحسنه الألباني :(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ». ولكي يقوم بناء بيت الزوجية على أسس متينة ، فلا بد أن يتعرف الجميع على حقوقه وواجباته ، فمن حقوق الزوجة على زوجها : أولا : أن ينفق عليها ويطعمها ويكسوها ، قال تعالى : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) الطلاق 7، ثانيا : أن يسكنها بين قوم صالحين ، بعيدا عن الأشرار والفجرة والمجرمين ، ثالثا : أن يعلمها أحكام دينها ، قال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم 6 ،وفي صحيح البخاري (أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ – قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ – وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » ونستكمل الحديث عن الزواج وحقوق الزوجين في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء