خطبة عن ( أهم ملامح شخصية أبي عبيدة بن الجراح)
مارس 7, 2016خطبة عن ( الصحابي أبو عبيدة بن الجراح)
مارس 7, 2016الخطبة الأولى (مناقب الصحابي أبو عبيدة بن الجراح)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى مسلم في صحيحه : ( عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالُوا ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلاً يُعَلِّمْنَا السُّنَّةَ وَالإِسْلاَمَ. قَالَ فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِى عُبَيْدَةَ فَقَالَ « هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ ».
إخوة الإسلام
فمن مناقب الصحابي الجليل (أبي عبيدة بن الجراح) : أنه رشح لخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد قال أبو بكر يوم السقيفة: «لقد رضيت لكم أحد الرجلين؛ فبايعوا أحدهما: عمر بن الخطاب، أو أبا عبيدة بن الجراح». وورد عن عائشة رضي الله عنها أنها لما سئلت: من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مستخلفاً لو استخلف؟ قالت: «أبو بكر». فقيل لها: ثم من؟ قالت: «عمر». ثم قيل لها: ثم من؟ قالـت: «أبو عبيدة». وعن الحسن أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «ما من أحدٍ من أصحابي إلا لو شئت لأخذت عليه في خلقه، ليس أبا عبيدة». وهذا مرسل ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: «ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوهاً، وأحسنها أخلاقاً، وأثبتها حياءً، إن حدثوك؛ لم يكذبوك، وإن حدثتهم؛ لم يكذبوك: أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وأبو عبيدة بن الجراح». وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: «أخلائي من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثلاثة: أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة عامر بن الجراح». ومن مناقب أبي عبيدة بن الجراح أنه هو الذي انتزع حلقتي المغفر من وجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم أحد حتى سقطت ثنيتاه. فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت أبا بكر يقول: لما كان يوم أُحد ورُمي رسول الله في وجهه حتى دخلت في وجنتيه حلقتان من المغفر، فأقبلت أسعى إلى رسول الله وإنسان قد أقبل من قِبل المشرق يطير طيرانًا، فقلت: اللهم اجعله طاعة حتى توافينا إلى رسول الله . فإذا أبو عبيدة بن الجراح قد بدرني، فقال: أسألك بالله يا أبا بكر إلاَّ تركتني فأنزعه من وجنة رسول الله . قال أبو بكر : فتركته. فأخذ أبو عبيدة بثنية إحدى حلقتي المغفر فنزعها وسقط على ظهره، وسقطت ثنيَّة أبي عبيدة ، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيَّةٍ أخرى فسقطت، فكان أبو عبيدة في الناس أثرم. ومن مناقب أبي عبيدة بن الجراح قوة إيمانه وتوكله على الله وإيمانه بقضاء الله وقدره : فيروى أن أمير المؤمنين عمر لما سمع عن وقوع الطاعون بالشام؛ كتب كتاباً مستعجلاً إلى أميره بالشام أبو عبيدة بن الجراح قائلاً فيه: «إني قد بدت لي بك حاجة لا غنى لي عنك فيها، فإذا أتاك كتابي؛ فإني أعزم عليك ألا تصبح إلا وأنت سائر إلي، لا تقعد بعد وصول خطابي هذا». غير أن أبا عبيدة قد عرف قصد أمير المؤمنين عمر وهو خوفه على أميره الذي يساوي الدنيا عنده كلها بأكملها، ثم كتب إليه أبو عبيدة يعتذر منه، وأنه لا يتمكن من السير إليه، وقال : ( لقد وصلني خطابك يا أمير المؤمنين وعرفت قصدك ، وإنما أنا في جند من المسلمين يصيبني ما أصابهم ، فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين) فلما جاء الكتاب إلى عمر وقرأه؛ بكى بكاءً شديداً، فقيل له: أمات أبو عبيدة يا أمير المؤمنين؟ قال: «لا، ولكن الموت منه قريب». فلم يلبث إلا قليلاً حتى جاءه خبر وفاته. رضي الله عن الجميع.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (مناقب الصحابي أبو عبيدة بن الجراح)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن مناقب أبي عبيدة بن الجراح تواضعه وزهده : فقد ترامى إلى سمعه أحاديث الناس في الشام عنه ، وانبهارهم بأمير الأمراء ، فجمعهم وخطب فيهم قائلا : ( يا أيها الناس ، إني مسلم من قريش ، وما منكم من أحد أحمر ولا أسود ، يفضلني بتقوى إلا وددت أني في إهابه !!) .وعندما زار أمير المؤمنين عمر الشام سأل عن أخيه ، فقالوا له :( من ؟) قال : ” أبو عبيدة بن الجراح ” ، وأتى أبو عبيدة وعانقه أمير المؤمنين ثم صحبه إلى داره ، فلم يجد فيها من الأثاث شيئاً ، إلا سيفه وترسه ورحله ، فسأله عمر وهو يبتسم : ( ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس ؟) ، فأجاب أبو عبيدة :( يا أمير المؤمنين ، هذا يبلغني المقيل ) . وورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يوماً لأصحابه: «كل منكم يتمنى أمنيته، فتمنى كل منهم ما يريد وما يرغب. فقال عمر رضي الله عنه: أما أنا؛ فإني أتمنى بيتاً ممتلئاً رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه». ولما سمع معاذ بن جبل من ينتقص أبا عبيدة، خطب وقال: «إنه والله؛ لمن خيرة من يمشي على وجه الأرض». ولنا معه لقاء آخر إن شاء الله
الدعاء