خطبة عن ( فضائل الصحابي عبد الله بن عمر )
مارس 8, 2016خطبة عن ( فضائل الصحابي مصعب بن عمير)
مارس 8, 2016الخطبة الأولى ( عبد الله بن عمر )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح:29]، وروى مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ ». وفي صحيح البخاري : (عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضى الله عنهما – قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِى حَيَاةِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – ، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – ، وَكُنْتُ غُلاَمًا أَعْزَبَ ، وَكُنْتُ أَنَامُ فِى الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – فَرَأَيْتُ فِى الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِى فَذَهَبَا بِى إِلَى النَّارِ ، فَإِذَا هِىَ مَطْوِيَّةٌ كَطَىِّ الْبِئْرِ ، فَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَىِ الْبِئْرِ ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ . فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِى لَنْ تُرَاعَ . فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ )
إخوة الإسلام
إذا أراد المرء منا أن يرتقي أو يتقدم أو يفوز بعلو الدنيا وعلو الآخرة فلابد من أن يستضيء بنور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهم الذين عضوا بالنواجذ على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وتتجلى روعة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أنهم رأوا في الإسلام المنهج السامي الذي يحقق لهم الحياة مثلى في دنياهم وأخرتهم، فتمثلوا بمبادئ الإسلام وتعاليمه إلى أرض الواقع، وحققوها في أنفسهم وفيمن حولهم، فحوت سيرتهم العطرة دروسا وعبرا وحلولا لجل المشاكل التي تعصف بالأمة الإسلامية اليوم .. إنه الماضي الذي نسيناه وأخذنا في خضم الأزمات نبحث عن مخرج في آراء مفكري الغرب تارة والشرق تارة أخرى رغم أن الحل في إسلامنا وما هو منا ببعيد. واليوم إن شاء الله نريد أن نقترب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خشوع وغبطة ، نقترب منهم لنرى إيمانهم ، وثباتهم ، وبطولاتهم ، وولاءهم لله ورسوله ،نرى البذل الذي بذلوا ، والهول الذي احتملوا ، والفوز الذي أحرزوا ،نرى الدور الجليل الذي نهضوا به لتحرير البشرية كلها من وثنية الضمير ، وضياع المصير ، فللإسلام رجال بذكرهم توقظ الهمم، وتحيا القلوب، وفي قصصهم عبر ،و موعدنا اليوم إن شاء الله مع الصحابي الجليل ( عبد الله بن عمر ) رضي الله عنه ، فهو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوى رضي الله عنهما، يكنى أبا عبد الرحمن، أمه زينب بنت مظعون، وُلد بعد البعثة بأربعة أعوام وكان أبوه ما زال على الكفر، وما إن أصبح يافعًا حتى كان الله قد هدى والده عمر بن الخطاب إلى الإسلام. و كان عبد الله بن عمر رَبْعَة من الرجال آدم له جُمَّة تضرب إلى منكبيه جسيما يُخضب لحيته بالصفرة ويُحْفِى شاربه ،وبدأت علاقته مع الإسلام منذ أن هاجر مع والده إلى المدينة وهو ابن عشرة أعوام، وبعد الهجرة أخذ ينهل من تعاليم الإسلام عن الرسول مباشرةً، حيث كان يتبعه كظلِّه. وهناك اجتهد في حفظ القران ، ولم يشهد بدرًا وأُحد لصغر سنِّه، وشارك في غزوة الخندق عندما سمح له النبي بذلك، وهو ابن خمسة عشر عامًا، وشارك في بيعة الرضوان. كان فقيهًا كريمًا حسن المعشر طيِّب القلب، لا يأكل إلا وعلى مائدته يتيم يشاركه الطعام.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الصحابي عبد الله بن عمر )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
كان عبد الله بن عمر حريصًا كل الحرص على أن يفعل ما كان الرسول يفعله، فيصلي في ذات المكان، ويدعو قائمًا كالرسول الكريم، بل يذكر أدق التفاصيل؛ ففي مكة دارت ناقة الرسول دورتين قبل أن ينزل الرسول من على ظهرها ويصلي ركعتين، وقد تكون الناقة فعلت ذلك بدون سبب، لكن عبد الله لا يكاد يبلغ نفس المكان في مكة حتى يدور بناقته ثم ينيخها ثم يصلي لله ركعتين تمامًا كما رأى الرسول يفعل، وتقول في ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “ما كان أحد يتبع آثار النبي في منازله كما كان يتبعه ابن عمر “. حتى إنّ النبي نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصبُّ في أصلها الماء لكيلا تيبس. وعن نافع قال: لو نظرت إلى ابن عمر رضى الله عنه إذا تبع أثر النبي (صلى الله عليه وسلم) لقلت هذا مجنون ) [الحلية ]. وكان إذا وقف بعرفة يقف في الموقف الذى وقف فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ،وأخرج البغوي عن سعيد عن أبيه: ما رأيت أحد كان أشد اتقاء للحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ابن عمر .وعن نافع عن ابن عمر أنه كان في طريق مكة يأخذ برأس راحلته يثنيها ويقول: لعل خفاً يقع على خف (يعنى خف راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . ونستكمل الحديث عنه في لقاء آخر إن شاء الله
الدعاء