خطبة عن ( الصحابي سعد بن أبي وقاص)
مارس 7, 2016خطبة عن ( صفات الصحابي عبد الله بن عمر )
مارس 8, 2016الخطبة الأولى ( الصحابي عبد الله بن عمر عالما وفقيها)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في صحيح البخاري : ( أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ « نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ ، لَوْ كَانَ يُصَلِّى بِاللَّيْلِ » . قَالَ سَالِمٌ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لاَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلاَّ قَلِيلاً)
إخوة الإسلام
حديثنا عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنه ، وما منحه الله من العلم والفقه في الدين : فلقد فقه شرف الأمانة التي حملها على عاتقه ، لذا ما أثر عنه أنه سكت على باطل ، أو داهن أهل الضلال، بل كانت لا تأخذه في الله لومه لائم، ولا تمنعه هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه. ذات يوم وقف الحجاج خطيبا، وقال: (إن ابن الزبير حرف كتاب الله) فصاح ابن عمر في وجهه: (كذبت كذبت كذبت)، وسقط في يد الحجاج، وصعقته المفاجأة، وهو الذي يرهبه كل شيء، فمضى يتوعد ابن عمر بشر جزاء، فلوح ابن عمر بذراعيه في وجه الحجاج وأجابه – والناس منبهرون -: (إن تفعل ما تتوعد به فلا عجب ، فإنك سفيه مسلط). وكتب إليه الحجاج: بلغني أنك طلبت الخلافة، وإن الخلافة لا تصلح لعي ولا بخيل ولا غيور. فكتب إليه ابن عمر: أما ما ذكرت من أمر الخلافة أنى طلبتها فما طلبتها، وما هي من بالى، وأما ما ذكرت من العي والبخل والغيرة، فإن من جمع كتاب الله عز وجل فليس بعي، ومن أدى زكاة ماله فليس ببخيل، وأما ما ذكرت فيه من الغيرة فإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري. وهو – رضي الله عنه – العالم المجاهد الصابر، يحمل سفيه على عاتقه، ويمضى في سبيل الله يفتح به البلاد ويفتح معها قلوب العباد إلى عقيدة التوحيد، فشهد اليرموك والقادسية وجلولاء، وما بينهما من وقائع الفرس، وشهد فتح مصر واختط بها دارا، وقدم البصرة وشهد غزو فارس، وورد المدائن مرارا، فضلا عن جهاده مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وهكذا ما ترك عبد الله بن عمر بابا من أبواب الخير إلا طرقه، فزان علمه بعمله، وفي ذلك يقول سعيد بن المسيب: مات ابن عمر يوم مات، وما من الدنيا أحد أحب أن ألقى الله بمثل عمله منه. وقد عُرضت الخلافة على ابن عمر عدة مرات فلم يقبلها، فها هو الحسن يقول: “لما قُتِل عثمان بن عفان، قالوا لعبد الله بن عمر : “إنك سيِّد الناس وابن سيد الناس، فاخرج نبايع لك الناس”. قال: “إني والله لئن استطعت، لا يُهرَاق بسببي مِحْجَمَة من دم”. قالوا: “لَتَخْرُجَنَّ أو لنقتُلك على فراشك”. فأعاد عليهم قوله الأول، فأطمعوه وخوفوه، فما استقبلوا منه شيئًا”. واستقر الأمر لمعاوية ومن بعده لابنه يزيد، ثم ترك معاوية الثاني ابن يزيد الخلافة زاهدًا فيها بعد أيام من توليه، وكان عبد الله بن عمر شيخًا مسنًّا كبيرًا، فذهب إليه مروان وقال له: “هَلُمَّ يدك نبايع لك؛ فإنك سيد العرب وابن سيدها”. قال له ابن عمر : “كيف نصنع بأهل المشرق؟” قال مروان: “نضربهم حتى يبايعوا”. قال ابن عمر : “والله ما أحب أنها تكون لي سبعين عامًا، ويقتل بسببي رجل واحد”. فانصرف عنه مروان.
أيها المسلمون
وأما عن موقف عبدالله بن عمر من الفتنة : فقد رفض استعمال القوة والسيف في الفتنة المسلحة بين عليٍّ ومعاوية، وكان الحياد شعاره ونهجه: “من قال: حي على الصلاة أجبته، ومن قال: حي على الفلاح أجبته، ومن قال: حي على قَتْل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت: لا”. يقول أبو العالية البراء: “كنت أمشي يومًا خلف ابن عمر وهو لا يشعر بي، فسمعته يقول: “واضعين سيوفهم على عَوَاتِقِهم، يقتل بعضهم بعضًا، يقولون: يا عبد الله بن عمر، أَعْطِ يدك”. ولقد أوضح رأيه جليا حين سأله نافع، فقال: يا أبا عبد الرحمن، أنت ابن عمر، وأنت صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وأنت، وأنت .. ، فما يمنعك من هذا الأمر؟ فأجابه قائلا: (يمنعني أن الله تعالى حرم دم المسلم، لقد قال عز وجل: { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ } البقرة 193 ، ولقد فعلنا، وقاتلنا المشركين حتى كان الدين لله، أما اليوم ففيم نقاتل…؟ لقد قاتلت والأوثان تملأ الحرم من الركن إلى الباب حتى نفاها الله من أرض العرب أفأقاتل اليوم من يقول لا إله إلا الله).
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وفاة عبد الله بن عمر )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونأتي إلى النهاية ، نأتي إلى وفاة عبدالله بن عمر رضي الله عنه: فقد كُفَّ بصر عبد الله بن عمر آخر عمره، وقد مات بمكة سنة أربع وسبعين للهجرة، وقيل: سنة ثلاث وسبعين . وتوفى بمكة بعد منصرف الناس من الحج وعمره أربع وثمانين سنة ودفن بالمُحصَّب وهو آخر من مات من الصحابة بمكة مات سنة 73 وقيل 74.وكان سبب قتله أن الحجاج أمر رجلاً فَسَمَّ زُجَّ (الحديدة في أسفل الرمح) رمح وزحمه ووضع الزج في ظهر قدمه وإنما فعل الحجاج ذلك لأنه خطب يوماً وأخر الصلاة ،(تكلم عن ابن الزبير) فقال له ابن عمر: إن الشمس لا تنتظرك فقال له الحجاج: لقد هممت أن أضرب الذى فيه عيناك قال: إن تفعل فإنه سفيه مُسَلَّط [أسد الغابة] ، ولقد توفي رضي الله عنه وعنده من الأولاد ( أبو بكر وأبو عبيدة وواقد وعبد الله وعمر وحفصة وسودة (أمهم صفية) وعبد الرحمن وسالم وعبيد الله وحمزة (أمهم أم ولد) وزيد وعائشة (لأم ولد) فرضي الله عن وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا
الدعاء