خطبة عن ( الكبائر من الذنوب )
يوليو 11, 2016خطبة عن ( الظلم : أنواعه ،والتحذير من خطورته)
يوليو 11, 2016الخطبة الأولى ( كبائر المعاصي والذنوب )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول سبحانه وتعالى :{ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا) النساء 31
إخوة الإسلام
صغائر الذنوب يكفرها الله بالوضوء والصلاة والصوم والحج والصدقة والإستغفار وغيرها ..فماذا عن كبائر الذنوب؟ متى تغفر ؟ ومتى يكون الذنب كبيرة؟ أو ماهي الكبائر ؟. فأقول مستعينا بالله .إنَّ الْمَعَاصِيَ تَنْقَسِمُ إلَى صَغَائِرَ وَكَبَائِرَ ، والكبائر :هي عظائم الذنوب والتى توعد الله فاعلها بالعذاب المهين ومنها ما فيه الحد كالقتل و الزنا و السرقة أو جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد أو لعن فاعله على لسان نبينا محمد صلى الله عليه و سلم فإنه كبيرة ،ولا بد من التسليم أولا أن بعض الكبائر أكبر من البعض ألا ترى أنه صلى الله عليه و سلم عد الشرك بالله من الكبائر مع أن مرتكبه مخلد في النار و لا يغفر له أبدا قال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } النساء 48 ، فالشرك بالله هو الكبيرة الوحيدة التي يخلد صاحبها في النار إن لم يتب قبل موته ، أما بقية الكبائر فلا يخلد فاعلها في النار مادام قد مات على التوحيد ،ولقبول التوبة من الكبائر أربعة شروط : أولها : الاقلاع .ثانيها الندم . ثالثها الإستغفار . رابعها رد الحقوق لإصحابها وطلب العفو منهم.. أما عن الكبائر .فتعالوا بنا نتعرف عليها لنتجنب الوقوع فيها.ونأمن من عذاب الله ،كما قال سبحانه : { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا). وكما ذكرت لكم كان أول الكبائر الشرك بالله أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْهُ .قَالَ تَعَالَى :{ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } لقمان 13 ،وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَيْضًا : {اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ وَذَكَرَ مِنْهَا الْإِشْرَاكَ بِاَللَّهِ }. ومن الكبائر أيضا ما رواه البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه .عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ » قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هُنَّ؟. قَالَ «الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّى يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ » ، فأَكْلُ الرِّبَا وَإِطْعَامُهُ وَكِتَابَتُهُ وَشَهَادَتُهُ وَالسَّعْيُ فِيهِ وَالْإِعَانَةُ عَلَيْهِ كل ذلك من الكبائر). وفي سنن البيهقي ( إِنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ؟ فَقَالَ :« هُنَّ تِسْعٌ الشِّرْكُ إِشْرَاكٌ بِاللَّهِ ، وَقَتْلُ نَفْسٍ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ ، وَفِرَارٌ يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَأَكَلُ مَالُ الْيَتِيمِ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ ، وَاسْتِحْلاَلُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ).. ومن الكبائر ما رواه البيهقي أَنَّ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى عَامِلٍ لَهُ : ثَلاَثٌ مِنَ الْكَبَائِرِ الْجَمْعُ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ، وَالنُّهْبَى)، أما ترك الصلاة .ففريق من العلماء يرى أن ذلك كفر. وآخرون يرون أنه فسوق..ومن الكبائر كما في البخاري « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ قَالَ – قَوْلُ الزُّورِ – أَوْ قَالَ شَهَادَةُ الزُّورِ »..ومن الكبائر ما رواه البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ « أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ ». قُلْتُ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ ، قُلْتُ ثُمَّ أَىُّ قَالَ « وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ » .قُلْتُ ثُمَّ أَىُّ قَالَ « أَنْ تُزَانِىَ حَلِيلَةَ جَارِكَ ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( كبائر المعاصي والذنوب )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن الكبائر ما رواه البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « لاَ يَزْنِى الزَّانِى حِينَ يَزْنِى وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ »..ومن الكبائر : اللواط : أي عمل قوم لوط وهو أن يفعل الرجل بالرجل . ومن الكبائر : ما رواه البخاري «الْكَبَائِرُ الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ » وعند الإمام أحمد : « إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ الشِّرْكَ بِاللَّهِ وَعُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ وَاليَمِينَ الْغَمُوسَ وَمَا حَلَفَ حَالِفٌ بِاللَّهِ يَمِيناً صَبْراً فَأَدْخَلَ فِيهَا مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ إِلاَّ جَعَلَهُ اللَّهُ نُكْتَةً فِى قَلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ومن الكبائر ما رواه مسلم : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ « نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ ». ومن الكبائر : ما رواه البخاري : (أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ« سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ».. ومنها: قطيعة الرحم ، ففي صحيح مسلم « الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِى وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِى قَطَعَهُ اللَّهُ »..ومنها الإفساد في الأرض والبغي وقطع الطريق. قال تعالى : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) المائدة 33.. وروى الامام احمد : ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ذَنْبَانِ مُعَجَّلاَنِ لاَ يُؤَخَّرَانِ الْبَغْىُ وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ » ونستكمل إن شاء الله.
الدعاء