خطبة عن (الأسباب التي تجذب الناس إلى الكسب الحرام)
فبراير 12, 2016خطبة عن ( الكسب الحلال ووسائله)
فبراير 12, 2016الخطبة الأولى ( الكسب الحلال والحرام )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في سنن الترمذي : ( قال صلى الله عليه وسلم : ( يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ إِنَّهُ لاَ يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلاَّ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ »
إخوة الإسلام
فقد كان صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حريصون على الكسب الحلال عن طريق عملهم في التجارة وغيرها من المهن الأخرى. وقد ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أحاديث عديدة تحث على طلب الرزق والكسب الحلال؛ ومنها (عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنِ الْمِقْدَامِ – رضى الله عنه – عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ – عَلَيْهِ السَّلاَمُ – كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ » رواه البخاري، وقال أيضًا – (عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلاً ، فَيَأْخُذَ حُزْمَةً مِنْ حَطَبٍ فَيَبِيعَ ، فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهِ وَجْهَهُ ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أُعْطِىَ أَمْ مُنِعَ » رواه البخاري. فاليد التي تعمل وتتكسب الرزق الحلال هي التي تعطي، وهي التي تعمل من أجل إعفاف النفس عن التذلل للآخرين؛ أعطوه أو منعوه.
إخوة الإسلام
والرزق: هو ما ينتفع به وهو ما يقدره الله لخلقه من مقومات الحياة، من مأكل، ومشرب، وملبس، ومأوى، ومن دوابٍ وأنعام. بل هو كل ما تقوم عليه –أو به– حياة كل كائن حي مادياً أو معنوياً. والرزق أنوع رزقٌ ظاهر ورزق باطن ، أما الرزق الظاهر : فهو كل ما يستطيع الإنسان أن يستشعره بجوارحه المختلفة كنعمة السمع، والبصر، والفؤاد، والعقل، والمأكل، والمشرب، والمسكن، والزواج، والذرية، والملك، والسلطان، والمال، والنصر على الأعداء والصحة، والقوة، والأنعام بشتى أنواعها. أما الرزقٌ الباطن: فهو كل ما سخره الله ويسره للإنسان بصفة خاصة من نعم غير محسوسة و ملموسة، بل هي معنوية وروحية تتعلق بغذاء الروح وتزكية القلوب وعلاج النفوس كنعمة الإسلام، والإيمان، والصلاح، والاستقامة، والأمن، والسكينة، وحسن الخلق، والرحمة، ونقاء النفس، وسلامة الصدر، والستر، وراحة البال، والأمانة، والقناعة، والصبر، وغير ذلك من النعم الخفية التي يعجز الإنسان عن حصرها وشكر الرازق عليها. وقد جعل الله خلقه متفاوتين في الرزق والحكمة من التفاوت بين الخلق في مسألة الرزق ، ليخدم بعضهم بعضاً ، قال تعالى: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) الزخرف 32، وقال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) الشورى 27.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الكسب الحلال ) 3
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونواصل الحديث عن الكسب الحلال ، والأسباب التي تجذب الناس إلى الكسب الحرام : فللكسب الحرام أسباب وأضرار نذكر لكم منها لتجتنبوها : فهناك أسباب تجذب الناس إلى الكسب الحرام ومنها : 1- عدم الخوف والحياء من الله ، فالخوف والحياء من الله تعالى وحسن مراقبته سياجات كلها تقي المسلم وتحميه من الوقوع في الحرام , ولقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم الحياء الحقيقي تعريفا جامعاً مانعاً فقال , عنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ ِللهِ ، قَالَ : لَيْسَ ذَاكَ ، وَلكِنَّ الاِسْتِحْيَاءَ مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ : أَنْ تَحْفَظَ الرَّاْسَ وَمَا وَعَى ، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى ، وَلْتَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى ، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا ، فَمَنْ فَعَلَ ذلِكَ ، فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ). أخرجه أحمد . فإذا نزع الحياء من المرء فانه لا يبالي أكان مكسبه من حلال أم من حرام ؟ . وفي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحِى فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ »
ويقول الشاعر :
إذا لم تخش عاقبة الليالي *** ولم تستح فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحاء
الدعاء