خطبة عن ( شروط العمل المقبول )
يوليو 8, 2016خطبة عن ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ )
يوليو 8, 2016الخطبة الأولى ( الله هو الخالق )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ( 102)، (103) الانعام ،وفي البخاري ومسلم ( ان رسول الله قال: « مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ »
إخوة الإسلام
تعجب وحق لك أن تعجب ، كيف وصل الإنسان إلى ما وصل إليه من التقدم العلمي في شتى المجالات ؟، وأدهش باختراعاته العقول والألباب؟ ، ومع ذلك ، لم يهتد إلى خالق الكون ومدبره ؟، هذا الانسان ، الذي يصنع كل يوم جديدا ، ويخترع عجيبا ، ألم يسأل نفسه يوما ، من الذي أبدع وخلق وصور هذا الكون العجيب ؟،ومن الذي وهب هذا الإنسان العقل المفكر؟ ، فمن أوجد هذا الكون المبدع ؟؟.وهذا النظام المحكم ؟ إذا قال صدفة ( قدرا) فإن الصدفة لا تصنع نظاما دقيقا محكما.. والعلماء يقولون ما جرى مصادفة ، لا يتكرر حدوثه بانتظام ، وانتظام الكون يدل على أن وراء هذا الكون خالقا حكيما ،
أيها المؤمنون
إن القرآن الكريم يلقن العقل البشري أدلة وجود الله ، ووحدانيته ،والقرآن يسأل ليقيم الحجة والبرهان على وجود الله ، فالقسمة العقلية في خلق الإنسان ، واحدة من ثلاث ، ( إما أنه وجد بدون موجد ، وإما أنه أوجد نفسه ، وإما أن غيره أوجده ) ،والفرضان الأول والثاني باطلان ، فلا يستطيع عاقل من الناس أن يقول أن صنعة ما تمت بدون صانع ، فكل صنعة لا بد لها من صانع ، ولا يستطيع إنسان أن يقول أنه أوجد نفسه ، لأن ذلك يقتضي أنه مقدم على نفسه ، متأخر عليها في وقت واحد ، وأنه موجود مقدم في وقت واحد ، وهذان الأمران مستحيلان عقلا ، وإذا بطل الفرضان الأولان ( وهما وجدود الإنسان بغير موجد ـ أو إيجاد الإنسان نفسه ) ، إذن فالقسمة العقلية تقتضي أن غير الإنسان هو الذي أوجده ، وهو الله خالق كل شيء ، وانظروا معي ، كيف يعرض القرآن الكريم هذه القضية ؟ فيقول جل وعلا في محكم آياته : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) الطور 35: 37، وهذه الأرض الجرداء ، من الذي ألبسها هذه الحلة الخضراء ؟ ومن الذي أينع هذه الحدائق الفيحاء ؟ ومن الذي أثقلها بالثمار ذات الألوان والأشكل والأحجام المختلفة ؟ ، إن القرآن الكريم هو الذي يضع يدك على هذه الحقيقة ، ويحذرك من تجاهلها ، فيقول الله تعالى وقوله الحق : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)النحل 10 ، 11 ، والاعرابي عندما سئل كيف عرفت الله؟ ، فقال ( البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير. .وسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات الأمواج ، ألا تدل على اللطيف الخبير ) ، واستدلال الإمام الشافعي بورق التوت تأكله الدود فيخرج منه ( الحرير) , وَتَأْكُلُهُ النَّحْلُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْعَسَلُ، وَتَأْكُلُهُ الشاء والبقر والأنعام فتلقيه بعرًا وروثاً) ، وقد جاء في بعض الآثار أن أقواما أرادوا البحث مع الإمام أبي حنيفة في تقرير توحيد الربوبية، فقال لهم رحمه الله: ” أخبروني قبل أن نتكلم في هذه المسألة عن سفينة في دجلة تذهب فتمتلئ من الطعام وغيره بنفسها وتعود بنفسها، فترسو بنفسها وترجع، كل ذلك من غير أن يديرها أحد؟ “.فقالوا: ” هذا محال لا يمكن أبدا. فقال لهم: إذا كان هذا محالا في سفينة فكيف في هذا العالم كله علوه وسفله؟ ” .فإن المخلوقات تدل على الخالق فنحن نشاهد الحوادث من الإنسان والحيوان والنبات والمعادن وحوادث الجو كالسحاب والمطر وغير ذلك ، وهذه كانت معدومة ثم وجدت ، وما كان قابلا للوجود والعدم لم يكن وجوده بنفسه وحكى أحد المسافرين بأنه كان مسافرا بالطائرة ، ومعه بعض الملحدين على متن الطائرة ،وفجأة أعلن الكابتن قائد الطائرة أن محرك الطائرة قد تعطل . فتضرع الجميع الى الله ، وقالوا بصوت مرتفع ( يا رب ) ، فإذا بالملحدين يقولون معنا ( يا رب )، وقد عبر الشاعر على وجود الخالق سبحانه وتعالى بما يراه بعينه حوله في كل مكان فقال:
انظر لتلك الشجرة ،ذات الغصون النضرة كيف نمت من حبة ،وكيف صارت شجرة
فانظر وقل من ذا الذي ،يخرج منها الثمرة ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة
ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة وانظر إلى الشمس التي جذوتها مستعرة
فيها ضياء وبها حرارة منتشرة من ذا الذي أوجدها في الجو مثل الشررة
ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة
وانظر إلى الليل فمن أوجد فيه قمره وزانه بأنجم كالدر المنتثرة
ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة
وانظر إلى المرء وقل من شق فيه بصره من ذا الذي جهزه بقدرة مبتكرة
ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الأولى( الله هو الخالق )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وإذا كان القرآن قد لفت أنظارنا إلى ما هو حولنا في الأرض ، فقد نبهنا أيضا أن نرى آياته وقدرته في الفضاء فوقنا ، فقال وقوله الحق : (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) ق 6 ، ويبين سبحانه أن هذا الكون محكوم بقوانين ، ونظام متقن ، وضعه حكيم خبير ، فيقول سبحانه :(وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يس 37 : 40 ،
أخي الوحد
إن آيات الله من حولك كلها تنطق بوجود الخالق الأعظم ، وتدلل على قدرته وحكمته وعظمته ، فلنحمد الله أن هدانا للإسلام والإيمان ، وجعلنا من خير أمة محمد عليه الصلاة والسلام وقد يوسوس الشيطان لك أيها المؤمن قائلا : .اذا كان الله خلق فمن خلق الله ؟ وإليك الرد القاطع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ».. فنعم الخالق أنت يا رب ، يا من تلهج المخلوقات بذكرك ، وتحيرت العقول في إدراك كنه ذاتك ، وخشعت القلوب لكبريائك وعظمتك (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الحديد 1 : 3
الدعاء