خطبة عن (مستقبل الاسلام وشروط النصر والتمكين)
يوليو 7, 2016خطبة عن ( حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
يوليو 7, 2016الخطبة الأولى ( المستقبل للإسلام )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (85) آل عمران ، وقال الله تعالى : ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (32 ) ، (33) التوبة
إخوة الإسلام
( وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) فالله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين وعدا..وأكد لهم حقيقة .. ولن يخلف الله وعده، والرسول صلى الله عليه وسلم بشر المؤمنين ببشارات ..من المؤكد أنها لا بد أن تتحقق ..لأن الرسول صلى الله عليه وسلم (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)النجم 3، 4 ، قال الله تعالى :{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور 55. هذا هو موعود الله. أما بشارة رسوله صلى الله عليه وسلم فنسمعها في هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن حذيفة : ( قَالَ حُذَيْفَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ »
أيها الموحدون
يتبين لنا من موعود الله تعالى وبشارة رسوله صلى الله عليه وسلم.. أن النصر والتغيير قادم ..وأن عصور الظلم والإستبداد التي تغرق فيها الأمة الاسلامية الآن ومنذ أمد بعيد ستزول، وسيكون البديل خلافة على منهاج النبوة ..وليس هذا كائنا في المنطقة العربية أو الإسلامية فحسب بل سيشمل العالم أجمع. .والرسول هو القائل كما في مسند أحمد « عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ » ، والسؤال . كيف؟ .كيف يكون ذلك ؟ ونحن نرى ونشاهد أمتنا الإسلامية في ذل وهوان لا يخفى على أحد ؟، فالجراح تملأ جسد الأمة، والضعف والوهن قد أصابها، ولم يعد المسلمون على قلب رجل واحد، بل اختلفت وجهاتهم، وتكالب عليهم أعداؤهم من كل مكان..بل مما يزيد الأمر تعقيدًا ..أن التفوق المادى والتكنولوجي الذي أحرزه أعداؤنا يجعل من الصعب علينا أن نلحق بهم، و لن يسمحوا لنا بالاقتراب منهم. فأقول .نعم .هذه هي حسابات أهل الأرض،أما حسابات أهل الإيمان فتخبرنا بأن هناك قوة عظيمة لا يمكن للعقل البشري أن يتصور مداها ، هذه القوة إن ساندت الضعيف أصبح قويا، وإن ساندت الذليل أصبح عزيزا ،وإن ساندت المغلوب أصبح غالبا ومنتصرا.. فالنصر يكون حليفه مهما كانت قوة أعدائه. إنها القوة الإلهية، إنها قوة الجبار سبحانه وتعالى الذي له جنود السماوات والأرض (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ) ، نعم ، يملك الريح والعواصف، والرعد والبرق، والزلازل والبراكين وغيرها وغيرها بل ويملك أنفاس أعدائنا، ويلقي في قلوبهم الرعب والخوف ،هذه القوة، قوة الله سبحانه وتعالى. هي أملنا الوحيد في مواجهة هجمات أعدائنا الشرسة، وإعادة مجدنا، وريادتنا للبشرية من جديد. نعم إنها قوة الله القائل :{ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ) آل عمران 160
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (المستقبل للاسلام)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قوة الله هي التي ساندت الفئة الضعيفة الذليلة المغلوبة من بني إسرائيل ضد الطاغية فرعون وقومه المفسدين؟!يقول سبحانه :(فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} الاعراف 136 ، 137.. لكن هل معنى هذا أن نترك الأسباب المادية ؟ ، هل معنى هذا أن نتخلى عن السلاح وأسباب القوة الاقتصادية والسياسية ؟. فأقول لا.. فالله تعالى هو القائل : ({وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} الانفال 60 والسؤال. إذن، متى نصر الله ؟ متى يتحقق هذا الأمل؟، فيدافع الله عنا، وينصرنا على أعدائنا ؟ موعدنا معه في اللقاء القادم ان شاء الله تعالى
الدعاء