خطبة عن ( موقف الاسلام من المغالاة في المهور وتكاليف الزواج)
فبراير 22, 2016خطبة عن (اليمين الغموس الكاذبة)
فبراير 22, 2016الخطبة الأولى ( الآثار السيئة لليمين الكاذبة)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (77) آل عمران
إخوة الإسلام
لليمين الغموس والكاذبة آثار سيئة ، في الدنيا والآخرة : ومن آثار اليمين الغموس الفاجرة المهلكة : أن اليَمِينُ الغَمُوسُ سَبَبُ الفَقْر: فالْيَمِينُ الْغَمُوسُ تُسَبْبُ الفَقْرَ، وتمحق البركة، وَتُذْهِبُ الْمَالَ؛ ففي سنن البزار:( عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :(الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تُذْهِبُ الْمَالَ أَوْ تَذْهَبُ بِالْمَالِ )، وأن الْيَمِينُ الْغَمُوسُ سَبَبُ العُقْمِ: فالْيَمِينُ الْغَمُوسُ يَمِينٌ فَاجِرَةٌ تُسَبْبُ العُقْمِ وتقطع النسل؛ ففي مسند أحمد (عَنْ أَبِى سُودٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « اليَمِينُ الْفَاجِرَةُ الَّتِى يَقْتَطِعُ بِهَا الرَّجُلُ مَالَ الْمُسْلِمِ تَعْقِمُ الرَّحِمَ » ، وأن الْيَمِينُ الْغَمُوسُ سَبَبُ ظُلْمَةِ القَلْبِ: وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ سَبَبُ ظُلْمَةِ القَلْبِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فقد روى الترمذي (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ وَمَا حَلَفَ حَالِفٌ بِاللَّهِ يَمِينَ صَبْرٍ فَأَدْخَلَ فِيهَا مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ إِلاَّ جُعِلَتْ نُكْتَةً فِي قَلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». وأن الْيَمِينُ الْغَمُوسُ لا كَفَّارَةَ لهَا ، وهذا دليل على عظم أمرها وكبير جرمها :فقد يتوهم بعض الناس أن الْيَمِينَ الْغَمُوسَ لَهَا كَفَّارَةٌ المنعقدة فلو أنه أطعم عشرة مساكين أو صام ثلاثة أيام أن ذلك يرفع عنه إثم هذه اليَمِينِ الْفَاجِرَةِ وهذا فهم خاطئ واعتقاد باطل بل الْيَمِينُ الْغَمُوسُ لا كَفَّارَةَ لهَا؛ فقد روى أحمد في مسنده (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ لَقِىَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّباً بِهَا نَفْسُهُ مُحْتَسِباً وَسَمِعَ وَأَطَاعَ فَلَهُ الْجَنَّةُ أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَخَمْسٌ لَيْسَ لَهُنَّ كَفَّارَةٌ الشِّرْكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ أَوْ نَهْبُ مُؤْمِنٍ أَوِ الْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ أَوْ يَمِينٌ صَابِرَةٌ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالاً بِغَيْرِ حَقٍّ ». وأن الْيَمِينُ الْغَمُوسُ إحدى الكبائر: فالْيَمِينُ الْغَمُوسُ كبيرة من الْكَبَائِرِ بل إن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قرنها بأكبر الْكَبَائِرِ، قرنها بالإِشْرَاكِ بِاَللَّهِ، وَعُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ، وَقَتْلِ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ فقد روى البخاري في صحيحه (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رضى الله عنهما – قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ قَالَ « الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ » . قَالَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ « ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ » . قَالَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ « الْيَمِينُ الْغَمُوسُ » . قُلْتُ وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ قَالَ « الَّذِى يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الآثار السيئة لليمين الكاذبة)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
واليمين الغموس صفة من صفات المنافقين فالله جل وعلا أخبرنا عن المنافقين أن أيمانهم أيمانٌ كاذبة، جعلوا أيمانهم جُنةً تقي أموالهم ودماءَهم، فيحلفون بالله على الكذب وهم يعلمون، قال تعالى: ( ٱتَّخَذْواْ أَيْمَـٰنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) [المجادلة:16]، وقال تعالى : ( إِذَا جَاءكَ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لَكَـٰذِبُونَ ٱتَّخَذُواْ أَيْمَـٰنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) [المنافقون:1، 2].
أيها المسلمون
ولقد انزل الله تعالى آيات تبين عقوبة اليمين الكاذبة الغموس في الآخرة فقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) آل عمران 77، وروى مسلم في صحيحه (عَنْ أَبِى أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ». فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ ».
الدعاء