خطبة عن ( حي على الجهاد في سبيل الله)
أكتوبر 14, 2023خطبة عن (النِّيَّة: معناها وحكمها وأهميتها)
أكتوبر 17, 2023الخطبة الأولى ( اليهود أهل غدر وإفساد )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة:82].
وقال تعالى : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) (120) البقرة ، وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الْيَهُودِيُّ يَا مُسْلِمُ ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ »
إخوة الإسلام
إن اليهود الذين أعرضوا عن شرع الله تعالى و بدّلوا دينه هم : شعب مكر و خداع ، شعب لؤم و خسّة ، هم شعب حقد وحسد ، هم شعب طمع و جشع ، هم شعب غدر و خيانة .. هم يكيدون للبشر ، و يلحقون الأذى ببني الإنسان ، كما قال الله تعالى في وصفهم : ( وَ يَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً ) (المائدة : 64) ، ولما كان الأمر كذلك ، وجب علينا بيان هذه اليهودية الشريرة الكافرة التي لا ترتاح إلا بالأذى والعمل في الظلام ..عبر جمعيات الشر ، وعبر المال والنساء ، وشبكات التجسس والإلحاد ، والماسونية ، ومؤسسات الثقافة ، وأنظمة الحكم العميلة ، والدساتير الوضعية الكافرة
وغايتنا إيقاظ النائمين ، و تنبيه الغافلين ، و كشف المنافقين والمغرورين والمفتونين والمنساقين بجهالة أو نذالة إلى دمارهم ودمار أمتهم ، ليتبيّن لهم أنهم ببعدهم عن الإسلام وأحكامه إنما يخدمون أعداءهم ، ولو ادّعوا أنهم مصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون . ونقول للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، إن حالنا لن يتغيّر حتى نغيّر ما بأنفسنا ونطرق باب الله عز و جلّ ، ونلجأ إلى دينه العظيم وصراطه المستقيم ليكشف عنا هذه الغمة التي ألمّت بنا في هذا الزمان .. وقد تسأل : ما غاية اليهود من هذا كله ؟ ولم يصرفون الوقت والجهد من أجل إشاعة الفساد والانحلال في العالم ،وإبعاد الدين عن حياة الناس ، والجواب : لليهود منذ قرون خطة سرية غايتها الاستيلاء على العالم أجمع ليحكمه مَلِكٌ من نسل داود ، يعيد المُلْك إلى بني إسرائيل ، ويخضع الشعوب كلها لليهود ، ويكون مقر الحكومة اليهودية في أورشليم – القدس – أولاً ، ثم تستقر إلى الأبد في (روما) عاصمة الإمبراطوريّة الرومانيّة قديماً … ولمّا كان اليهود غير قادرين على الاستيلاء على العالم واستعباده ، ما دام هناك دين و أخلاق ، فقد كان من أوّل أعمال هؤلاء المجرمين القضاء على الدين و الأخلاق عند شعوب العالم . ومن أجل ذلك يسعون إلى الآتي :
1) إفساد الشعوب و تحطيم أخلاقهم بسلاح المنكرات و الفواحش من خمر، ورباً ، وزنىً ، وكذب ، وغش ، وخديعة ، وغدر ، وخيانة ..إلخ . 2) إشعال الفتن و الخلافات و الاضطرابات في كل دول العالم عن طريق الجمعيات السرية و الهيئات : السياسية ، والدينية ، والفنية ،والرياضية ، والمحافل الماسونية ، والأندية الروتارية ، وخلق المذاهب المتناقضة في الشعب الواحد ..هذا كله مع إبقاء الأمة اليهودية متماسكة ، بعيدة عن التأثر بهذا العبث المدمِّر ..
3) إشعال نار الفتنة بين الحكومات وشعوبها ، عن طريق إغراء الحكومات باضطهاد الشعوب ، وإغراء الشعوب بالتمرّد على الحكومات ، ومحاولة إبقاء كل من قوة الحكومة وقوّة الشعب في عداوة دائمة . 4) إغراء الملوك والحكّام و الرؤساء والوزراء بالاستعلاء على شعوبهم والانغماس بالفساد والعهر والرذيلة عن طريق النساء ، والخمر ، والقمار ، والرشاوى ، والمناصب ، والمؤامرات ، والفتن .
أيها المسلمون
لقد كان الدين هو العقبة الكئود التي تحبط خطط اليهود في السيطرة على العالم …ولما كانت المسيحية في بداية عهدها دعوة إسلامية أخلاقية ، اعتبرها اليهود أعدى عدو لهم . فلما طال على المسيحيين الأمد وانحرفوا عن التوحيد ، وضعف شأن الدين في أوربا وأمريكا بما أدخل اليهود على ضمائر الناس من فساد وانحلال ، اطمأنَّ اليهود إلى أنّ المسيحيين قد أصبحوا بلا دين ، ومن ثم جنَّدوهم في خدمة مخططاتهم .. وهم الآن يوجّهون كل قواهم إلى الإسلام والمسلمين ، بإشاعة المذاهب الهدّامة بين أبنائه ليعزلوهم عن الدين (كما فعلوا بالنصارى من قبل) ويُغْروهم بالإلحاد والإباحيّة و الانغماس بالشهوات حتى لا يجد اليهود مقاومةً أثناء تنفيذ خططهم في العالم الإسلامي … هكذا اليهود … هم حرب على الأديان و خصوصاً الإسلام … ليتحوّل الناس على أيديهم إلى قطيع من الحيوانات تساق بالعصا . و قد تحوّل كثير من الناس فعلاً إلى ما هو أحط من الحيوانات .. فإنّ هذه الأعمال الخسيسة التي يقوم بها اليهود بين الناس ليست إلا تطبيقاً عملياً لتعاليم ديانتهم الشيطانية المحرّفة ، و التي كان لزاماً على كل مسلم الإلمام بها، إنّ اليهود قوم اجتمعت فيهم عناصر تقنع الناس بأنهم عدو للبشرية بأسرها ، فهم شعب غليظ القلب ، صلب الرقبة ، أبناء الأفاعي و قتلة الأنبياء ، وهم أينما حلّوا في بلد حاولوا الاندساس فيه و التسلط عليه ثقافياً واجتماعياً و اقتصادياً وسياسياً في خفاء ، بالمكر والخديعة والنساء والرشوة و غير ذلك – فديانتهم المحرّفة تبيح لهم استعمال جميع الوسائل الخسيسة – فربطوا ربطاً محكماً بين مصالحهم و مصالحه ، حتى إذا أحس خطرهم عليه وحاول التخلص من شرورهم لم يستطع . وهم متماسكون متعاونون عالمياً رغم تشتتهم في مختلف البلاد – لقلة عددهم – و هذا التعاون و التماسك سر قوتهم ونفوذهم محلياً و عالمياً ، وسر نجاحهم في التجارة وغيرها ، وهذا ما يعدّونه آية عبقريتهم و اختيار الله إياهم دون العالمين ، مع أنّ غيرهم لو استباح لنفسه من الوسائل الشريرة بعض ما يستبيحونه لغلبهم على كل حال و في كل مجال . واليهود جبناء ، يهابون الموت ، و حينما يحاربون يفضّلون معارك الليل في الظلام حتى لا يشاهدوا أعداءهم و لا يراهم أعداؤهم جيّداً ،ويفضّلون الاحتماء بالمنازل و الجدر و البروج المشيّدة . وديانتهم المحرّفة توجب عليهم بعد انتصارهم على بلد ما أن يضربوا رقاب جميع رجاله البالغين بحدّ السيف ، فلا يبقوا على أحد منهم ، ويسترقوا جميع نسائه و أطفاله ، ويستولوا على جميع ما فيه من مال وعقار ومتاع ،وعاش اليهود طوال حياتهم بؤرة فساد ومنكر و فحشاء ، ينشرون الرذيلة و يحاربون الفضيلة . إنهم أصحاب بيوت الدعارة في العالم ، وناشرو الانحلال الجنسي في كل مكان ، إنهم يسخّرون المال الذي سرقوه من دماء الشعوب – عن طريق الربا وغيره – في إشاعة الرذيلة من أجل تحطيم القيم الخلقية عند الناس كافة إنهم أعداء لكل ما له صلة بالشرف . إنهم يحتقرون البشر ، ويستحلّون سرقة مال غير اليهود ، وتدنيس أعراضهم ، وتلويث شرفهم ، وامتصاص دمائهم . والذهب هو المعبود الأوّل والأخير عند اليهود ، يقدّسونه و يتّبعون مختلف الوسائل و الطرق لجمعه و تكديسه ، ثم يستخدمونه في تحقيق مآربهم و خططهم لحكم العالم و تدمير القيم و الأخلاق و القضاء على غير اليهودية .
أيها المسلمون
ولقد وصف الله عزّ و جلّ أحوالهم و أخلاقهم في مواطن كثيرة في القرآن الكريم … منها : وصفهم بالكبر .. فقال تعالى : (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ) (غافر : 56) . ووصفهم بالجبن .. فقال تعالى : (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ) (الحشر : 14) . ووصفهم بعبادة الدنيا و الحرص على الحياة .. فقال تعالى : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ) (البقرة : 96) . ووصفهم بنقض المواثيق .. فقال تعالى : (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَ جَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً) (المائدة : 13) . ووصفهم بالكذب و أكل المال الحرام .. فقال تعالى : (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) (المائدة : 42) . ووصفهم بالجرأة على الله عزّ و جلّ و البخل .. فقال تعالى :(وَ قَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِمَا قَالُوا) (المائدة : 64) . ووصفهم بإشعال الحروب بين الناس و الفساد و الإفساد .. فقال تعالى :(كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً) (المائدة : 64) . فقد كان اليهود وراء فساد الإلحاد، وفساد الأخلاق، وفساد التنصر والتكفير، وفساد الأفكار، وفساد القوميات والعصبيات، وفساد الاقتصاد، وفساد الأسر والبيوت، وفساد الصحافة والإعلام. ولذلك أطلق القرآن وصفة لهم بالسعي في الأرض فسادا، ولم يخص من الفساد نوعًا معينًا، ونبه بإطلاقه على أنهم وراء كل فساد. وفى كتاب بعنوان: «قبل أن يهدم الأقصى» أقام المؤلف الدليل على أن اليهود هم المصدر الأصلي لفساد العالم وخرابه! فقال: وهذا الفساد والإفساد قد ترك بصماته السوداء على صفحات التاريخ توقيعا عن اليهود، وشاهدا على حضورهم في كل مجال يمكن الإفساد فيه. فاليهودي «أبو عفك» واليهودي «كعب بن الأشرف» واليهودي «ابن أبى الحقيق» كانوا من أوائل من ألبوا الأحقاد، وقلبوا الأمور في الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة، فجمعوا بين اليهود من بنى قريظة وغيرهم، وبين قريش من مكة، وبين القبائل الأخرى في الجزيرة على محاربة المسلمين. واليهودي «عبد الله بن سبأ» هو الذي أثار العوام، وجمع الشراذم وأطلق الشائعات في فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وما تلا ذلك من النكبات. واليهودي «مدحت باشا» كان وراء إثارة النعرات القومية، واستخدام المخططات الماسونية في دولة الخلافة العثمانية، مما أدى في النهاية إلي سقوط تلك الخلافة على يد اليهودي الأصل «مصطفى كمال أتاتورك». واليهودي «كارل ساركس» هو الذي كان وراء الموجة الإلحادية، التي أصبحت فيما بعد قوة ودولة، بل معسكرا دوليا، بنى نفسه على أنقاص بلاد المسلمين وشعوبهم.
واليهودي «فرويد» كان وراء النزعة الحيوانية التي أصبحت فيما بعد منهجا تتلوث به عقول الناشئة، فيما يصنف تعسفا على أنه علم وتقدم. واليهودي «جان بول سارتر» كان وراء نزعة أدب الانحلال في علاقات الأفراد والجماعات . واليهودي «جولد تسيهر» كان وراء حركة الاستشراق إلي استشرى فسادها وعم ظلمها وإظلامها.
واليهودي «صمويل زويمر» هو الذي خطط لحركات التبشير، أو بالأحرى: التكفير في بلاد المسلمين. لا لمجرد إدخال المسلمين في النصرانية، بل لإخراجهم من الإسلام. واليهودي «ثيودر هرتزل» هو الذي وضع البذرة الأولى في محنة العصر المسماة بأزمة الشرق الأوسط، عندما خطط ورسم معالم «الدولة اليهودية» في كتابه المسمى بهذا الاسم، تلك الدولة التي ولدت بعد مماته سفاحا، فكانت بؤرة للإفساد في الأرض. وأخيرًا. فإذا أردنا أن نصدق أن اليهود قد تخلصوا من صفة الغدر والخيانة، أو صفة الفساد والإلحاد، فإنه ينبغي علينا التصديق أن بإمكان الجمل أن يلج في رسم الخياط وكلاهما مستحيل، وليس إليه سبيل
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( اليهود أهل غدر وإفساد )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
هؤلاء هم اليهود الذين قتلوا أنبياء الله بغير حق وسعوا في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين. وأولئك هم اليهود الذين غدروا بخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ونقضوا عهده، فإنه صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة قدمها وفيها ثلاث قبائل من اليهود فعقد معهم أن لا يخونوا ولا يؤذوا، ولكن أبى طبعهم اللئيم وسجيتهم السافلة إلا أن ينقضوا ويغدروا، فأظهر بنو قينقاع الغدر بعد أن نصر الله نبيه في بدر، فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة على أن لهم النساء والذرية ولرسول الله صلى الله عليه وسلم أموالهم، وأظهر بنو النضير الغدر بعد غزوة أحد، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقذف الله في قلوبهم الرعب، وسألوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم على أن لهم ما تحمله إبلهم من أموالهم إلا آلة حرب، فأجابهم إلى ذلك فنزل بعضهم بخيبر وبعضهم بالشام. وأما قريظة فنقضوا العهد يوم الأحزاب، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه فحكم فيهم رضي الله عنه بقتل رجالهم وقسم أموالهم وسبي نسائهم وذرياتهم، فقتل رجالهم وكانوا ما بين الست مئة إلى سبع مئة. هذا لون من ألوان غدرهم بخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم ، ومن غدرهم وخيانتهم أنه لما فتح خيبر أهدوا له شاة مسمومة فأكل منها ولم يحصل مرادهم ولله الحمد، ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرض الموت كما في صحيح البخاري (قَالَتْ عَائِشَةُ – رضى الله عنها – كَانَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ « يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِى أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السَّمِّ » ، ومرة أخرى تآمر اليهود على رسولنا صلى الله عليه وسلم فسحروه كما هو معلوم من قصة لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر. وقد حدثنا القرآن عن محاولات اليهود لقتل الأنبياء في مواضع كثيرة بحيث انك لو جمعت الآيات التي تحدثت عن هذه القضية، لاستبان لك: أن قتل الأنبياء، والغدر بهم، كان هدفا يهوديا خالصا، يسعى اليهود إلي تحقيقه بكل وسيلة .
أيها المسلمون
إن اليهود أهل غدر ومكر وخيانة، إنهم أهل غضب ولعنة من الله، استحلوا محارم الله بأدنى الحيل فلعنهم وجعل منهم القردة والخنازير، لقد ضرب الله عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس. وعلينا أن نعد القوة لهؤلاء الأعداء ولكل عدو للإسلام وأبنائه مهما كان وأيا كان، علينا أن نعد ما استطعنا من قوة بمحاربته بنوع السلاح الذي فتح الثغرة به على الإسلام. وعلينا في مثل هذا الموقف أن نأخذ بأسباب النصر وهي: – أولا : إخلاص النية لله، بأن ننوي بجهادنا إعلاء كلمة الله وتثبيت شريعته وتحكيم كتابه وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثانيا : أن نلتزم بالصبر والتقوى، فإن الله مع الصابرين وإن الله مع المتقين، علينا أن نصبر على الجهاد وأن نتقي الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فإن مخالفة أمر الله ورسوله من أسباب الخذلان، فهؤلاء صحابة محمد صلى الله عليه وسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خالف بعضهم في أمر واحد من أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد فكانت الهزيمة عليهم بعد أن كان النصر لهم في أول الأمر، ولكن بعد ذلك تداركهم عفو الله فعفا الله عنهم.
ثالثا: أن نعرف قدر أنفسنا وأن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله، فلا يأخذنا العجب بقوتنا وكثرتنا فإن الإعجاب بالنفس والاعتزاز بها من دون الله سبب للخذلان، ولقد أعجب الصحابة بكثرتهم في يوم حنين فلم تغن عنهم شيئاً ثم ولوا مدبرين، ولكن الله أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً من الملائكة فكانت العاقبة للمؤمنين.
رابعا: أن نعد العدة للأعداء مستعملين في كل وقت وحال ما يناسب من الأسلحة والقوة لنرد على سلاح العدو بالمثل، فإذا تحققت هذه الأمور الأربعة فإن الله يقول:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد:7].
الدعاء