خطبة عن ( إياك والمعصية )
سبتمبر 12, 2016خطبة عن ( حب الصالحين )
سبتمبر 12, 2016الخطبة الأولى ( بيوت الله المساجد )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (18) التوبة ،وقال تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (114)) البقرة ،وقال تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) (37) النور
وقال تعالى ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) (18) ﴾ الجن ،وروى مسلم في صحيحه :(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ«أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا » ، وفي الصحيحين : (عن عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ …قال وَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ تَعَالَى – قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ – يَبْتَغِى بِهِ وَجْهَ اللَّهِ – بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ ».
إخوة الإسلام
إن المساجد بيوت الله تعالى في أرضه جعلها خالصة له وحده , فقال سبحانه : ” وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) (18) الجن. وهي أحب الأماكن إلى الله تعالى وإلى رسوله وإلى المؤمنين الصالحين , فإنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدهَا ، وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقهَا ). أخرجه مسلم ،بل إن المسجد هو بيت كل مؤمن وتقي , فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ : “الْمَسْجِد بَيتُ كُلّ تَقِيّ “. أخرجه أبو نعيم في الحلية وصححه الألباني ، ومكانة المسجد في الإسلام تظهر بوضوح وجلاء في كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء، حتى بدأ ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بُني في المدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس كما قال ابن كثير رحمه الله .
وكذلك عندما واصل صلى الله عليه وسلم سيره إلى قلب المدينة كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده صلى الله عليه وسلم . فلقد اهتم ديننا بالمسجد أيما اهتمام , وجاءت بذلك الآيات والأحاديث المتوترة التي حثت على بناء المساجد والعناية بها , وبيان فضل الصلاة فيها , ومراعاة الآداب والأخلاق الخاصة بها .
أيها المسلمون
ومن مظاهر اهتمام الإسلام بالمساجد : 1- الحث على بناء المساجد وعمارتها : فقد حثنا الإسلام الحنيف على بناء المساجد , وجعل ذلك سبيلاً إلى الجنة وإلى الفوز بمرضاة الله تعالى , ففي الصحيحين (عن عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ .قال وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ تَعَالَى – قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ – يَبْتَغِى بِهِ وَجْهَ اللَّهِ – بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ». وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ بَنَىِ للهِ مَسْجِدًا ، صَغِيرًا كَانَ ، أَوْ كَبِيرًا ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ). أخرجه التِّرْمِذِي ، وكما حثنا الإسلام على بناء المساجد فقد حثنا كذلك على عمارتها , وجعل ذلك علامة من علامات الإيمان , قال تعالى : ” إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (18) التوبة .
فعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله ينادى يوم القيامة أين جيراني أين جيراني فتقول الملائكة ربنا من ينبغي له أن يجاورك فيقول أين عُمَّارُ المساجد “. أخرجه الحارث في بغية الباحث وصححه الألباني
وليس عمارة المساجد ببنائها وتشيدها فقط , بل تكون العمارة بالصلاة فيها , وجعلها واحة للآمنين وملجأ للخائفين , وإصلاحاً للمتخاصمين , وتعليماً للمتعلمين .
أيها المؤمنون
إن عمارة المساجد تنال فضلا كبيرا وردت به الأحاديث النبوية الشريفة، ومن ذلك: – أن الله تعالى يشهد لعمار المساجد بالإيمان: روى الترمذي : (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإِيمَانِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) ». – وعمار المساجد يكونون في ضيافة المولى عز وجل: أخرج الطبراني : (عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن بيوت الله في الأرض المساجد، وإن حقا على الله أن يكرم الزائر” . – وأن عذاب الله يصرف عن عمار المساجد : أخرج البيهقي في شعب الإيمان : (عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله سبحانه يقول: إني لأهم بأهل الأرض عذابا، فإذا نظرت إلى عمار بيوتي والمتحابين في والمستغفرين بالأسحار صرفت عنهم” .
أيها المسلمون
وكيف نعيد عمارة المساجد؟ ، ففي زمننا هذا حيث كثرت السياسات الرامية إلى إفراغ المساجد وتأميمها ، فيلزمنا اتباع العديد من الوسائل لإعادة عمارتها. وهذه بعض الوسائل: – التركيز على المطالبة بحقنا في مساجد الله. “فلا حق لأحد أن يمنعنا من ذكر الله فيها” . والله تعالى أذن بذلك حيث قال: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) (37)) النور ،- إحياء المساجد بحلقات العلم ومجالس الإيمان. ففي المسجد يلتقي الدعاة بالشعب ومنه تنطلق اليقظة وفيه يعقد لواء الجهاد بشتى أنواعه. – تعاد عمارة المساجد إلى بساطة البناء، مع جمال الهيئة، ودون هذه الزخرفة المبذرة. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لتزخرفن مساجدكم كما زخرفت اليهود والنصارى مساجدهم” . – يكون دخول الطفل إليه أول ما يعقل مناسبة يحتفل بها ويشوق إليها. – مراعاة آداب المسجد وسنن الصلاة فيه، واختيار المؤذن ندي الصوت والإمام العالم المتقي، وتسوية الصفوف ورصها. – تعميم المساجد في كل بقاع أرضنا. – يكون تعميم المساجد أسبق، أو يوازي، تعميم المدارس بحيث يكون تكامل بين رسالة المدرسة ورسالة المسجد.
أيها المسلمون
ومن مظاهر اهتمام الإسلام بالمساجد : 2- الحث على الذهاب إلى المساجد والصلاة فيها : فثواب الذهاب إلى المسجد للصلاة ثواب كبير وفضل عميم ,عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الصَّلاَةِ فَإِنَّهُ فِي صَلاَةٍ مَادَامَ يَعْمِدُ إِلَى الصَّلاَةِ وَإِنَّهُ يُكْتَبُ لَهُ بِإِحْدَى خُطْوَتَيْهِ حَسَنَةٌ وَيُمْحَى عَنْهُ بِالأُخْرَى سَيِّئَةٌ فَإِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ الإِقَامَةَ فَلاَ يَسْعَ فَإِنَّ أَعْظَمَكُمْ أَجْرًا أَبْعَدُكُمْ دَارًا. قَالُوا لِمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ مِنْ أَجْلِ كَثْرَةِ الْخُطَا). الموطأ ، وعَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:\”مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، إِلا كَانَ زَائِرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ “. رواه الطبراني وصححه الألباني ،وفي الصحيحين (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا وَرَاحَ.)
وعَنْ بُرَيْدَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , قَالَ: (بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ ، إِلَى الْمَسَاجِدِ ، بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَة ).أخرجه أبو داود والتِّرْمِذِيّ . وعَنْ أَبِي رَزِينٍ ، عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ، قَالَ: جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كُنْتُ ضَرِيرًا ، شَاسِعَ الدَّارِ ، وَلِي قَائِدٌ لاَ يُلاَئِمُنِي ، فَهَلْ تَجِدُ لِي رُخْصَةً أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي ؟ قَالَ : أَتَسْمَعُ النِّدَاءَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : مَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً ). أخرجه أحمد ، بل إن انتظار الصلاة يعد جهاداً في سبيل الله تعالى , فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ.)”.أخرجه مسلم ، والجلوس في المسجد وانتظار الصلاة له أجر الصلاة, (عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَأَلْتُ جَابِرًا : هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : (الرَّجُلُ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ ؟ قَالَ: انْتَظَرْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً لِصَلاَةِ الْعَتَمَةِ ، فَاحْتَبَسَ عَلَيْنَا ، حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ ، أَوْ بَلَغَ ذَلِكَ ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَصَلَّيْنَا ، ثُمَّ قَالَ : اجْلِسُوا ، فَخَطَبَنَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَرَقَدُوا ، وَأَنْتُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلاَةَ ).أخرجه أحمد ،بل إن المكان الذي كان يسجد فيه المسلم لربه تعالى ليبكي عليه بعد موته , فالمسجد يبكي على من تعلق قلبه به ,
أيها المسلمون
ومن مظاهر اهتمام الإسلام بالمساجد : أن الاسلام حث على نظافة المساجد وحسن العناية بها , وجعل لذلك أجرا عظيما وثوابا كبيرا , فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي ، حَتَّى الْقَذَاةِ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي ، فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ ، أَوْ آيَةٍ ، أُوتِيَهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا ). أخرجه أبو داود والتِّرْمِذِيّ ، وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ كَانَتْ سَوْدَاءُ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ فَتُوُفِّيَتْ لَيْلاً فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أُخْبِرَ بِمَوْتِهَا فَقَالَ « أَلاَ آذَنْتُمُونِي بِهَا ». فَخَرَجَ بِأَصْحَابِهِ فَوَقَفَ عَلَى قَبْرِهَا فَكَبَّرَ عَلَيْهَا وَالنَّاسُ مِنْ خَلْفِهِ وَدَعَا لَهَا ثُمَّ انْصَرَفَ ). .أخرجه ابن ماجة ، وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَّخِذَ الْمَسَاجِدَ فِي دِيَارِنَا وَأَمَرَنَا أَنْ نُنَظِّفَهَا ” رواه أحمد ، ولقد رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – في جدار المسجد نخامة فتناول حصاة فحكه وعدها خطيئة ففي البخاري (أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « الْبُزَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا » . وعَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « عُرِضَتْ عَلَىَّ أَعْمَالُ أُمَّتِى حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِى أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لاَ تُدْفَنُ ».رواه مسلم ، ومن مظاهر اهتمام الإسلام بالمساجد : 4- الحث احترام المساجد ومعرفة حرماتها : فالمساجد أماكن مقدسة لها خصوصيتها ولها حرمتها , فهي بيوت للذكر والصلاة ,قال تعالى : ” فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ “.النور:36. لذا يجب تنزيه المسجد عن كل ما من شأنه أن يشينه أو ينتهك حرمته , فيمنع البيع والشراء في المسجد , وكذا نشدان الضالة , أخرج الترمذي (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِى الْمَسْجِدِ فَقُولُوا لاَ أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ فِيهِ ضَالَّةً فَقُولُوا لاَ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ » ، كما يمنع أذى الناس والملائكة بالروائح الكريهة ,فعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ:نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ ، فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْمُنْتِنَةِ ، فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الإِنْسُ ). أخرجه مسلم ،كما يجب أن تنزه المساجد عن الصراعات والمشاحنات والمنافسات , فهي بيوت الله تعالى وليس لأحد سلطان عليها ,
وأخيراً فإن علينا أن نعود بالمسجد إلى دوره ومكانته , فهو البوتقة التي تنصهر فيها قلوب المؤمنين وأرواحهم , وتتلاشي وتنمحي المسافات والأبعاد بينهم , فتتحقق معاني المواساة والعدالة والأخوة والتآلف , ويتدربون على النظام واحترام الوقت والتواضع واللين ,وهذا ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام رضوان الله عليهم , حينما كان يصفهم للصلاة ويقول لهم 🙁 أَقِيمُوا الصُّفُوفَ فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلاَئِكَةِ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا في أيدي إِخْوَانِكُمْ وَلاَ تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ) أخرجه أحمد وغيره ويوم أن يعود إلى المسجد دوره في التربية والتوجيه سوف ينصلح حال العباد والبلاد.
أيها المسلمون
إن المساجد في عهد السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم كانت تضج بالبكاء وتزدحم فيها حلق العلم والعلماء وتتعالى فيها أصوات التكبير والتسبيح والثناء وتلهج فيها الألسنة الصادقة بالدعاء فأخرجت قادة الدنيا الذين غيروا وجه التاريخ من أمثال الخلفاء الراشدين والقادة الفاتحين والأنصار والمهاجرين كانت قلوبهم معلقة بالمساجد يأنسون بالجلوس فيها وتطيب قلوبهم بملازمتها وكانت المساجد في عهدهم جامعةً للعلم ومحكمة للحق ومركزاً للتجمع ونقطة للانطلاقة ومكاناً للعبادة ومركزاً للقيادة وبرلماناً للسياسة عقد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألوية الجيوش واستقبل فيه الوفود وأبرم فيه المعاهدات وأقام فيه الاجتماعات والمشاورات
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( بيوت الله المساجد )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إن الضيف إذا نزل بساحة الكرماء، و منازل العظماء، أصابه جودهم وفضلهم، ونال من أعطياتهم وغنم من إكرامهم، فكيف بضيف نزل بأكرم الأكرمين، وحلّ ضيفا على رب العالمين..؟ ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه: { إنّ بيوتي في أرضي المساجد، وإنّ زوّاري فيها عمّارها، فطوبى لعبد تطهّر في بيته ثم زارني في بيتي فحقّ على المزور أن يكرم زائره} رواه أبو نعيم. ولا شك أن أعظم هذه الكرامات، وأفضل هذه الأعطيات، أن يذيقه الله تعالى لذة قربه وحلاوة مناجاته، وأن يمنحه شهادة الإيمان. ففي سنن ابن ماجة (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإِيمَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ) الآيَةَ. وفي منازل القيامة، وكربات مواقفها، وأهوال مشاهدها، يكون في ظل عرش الرحمن، آمنا مطمئنا. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ . وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » } متفق عليه. ثم يصله تعالى بنعمة الجنة، وما أعده له فيها من نعيم مقيم، وفضل عميم.. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ » متفق عليه. والمساجد بيوت الله يأوي اليها المسلم منقطعا عن صخب الحياة المادية، ومتحررا من قيود الهموم الدنيوية، فيجد فيها مراتع من رياض الجنة، ورياحين الفردوس.. فتارة في مجلس ذكر لله تعالى، وتلاوة القرآن الكريم يصل فيها الى صفاء الروح، ولقائها بخالقها، وصلتها بمصدر الخير والكمال، ونهلها من منبع الحكمة والمعرفة والإيمان.. وتارة في مجلس وعظ وإرشاد تتزكى فيه النفس من نقائصها، وتتطهر من رذائلها ، وتتحلى بفضائلها ومكارم أخلاقها.. وتارة في مجلس علم وفقه في الدين تتفتح فيه آفاق العقل على عظمة التشريع، وتتنوّر دروب الحياة بهدي التعاليم الإلهية، فيتضح صراط الله المستقيم. .كل ذلك في مجتمع إيماني كريم، يشد بعضه أزر بعض، ويحقق فيه المؤمنون قوله تعالى:{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} المائدة 2 ،ويجنون من الثمرات ما ورد في الحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ } رواه مسلم.
أيها المسلمون
وإذا كان من حق الضيف إكرامه، فإن من واجب الضيف معرفة قدر من يزور، والاستعداد لزيارته، والتأدب في حضرته بما يليق وجلال المزور وعظمته.. ومن الآداب الإسلامية لزيارة بيوت الله تبارك وتعالى نذكر منها ما يلي:
– محبة المساجد وتقديرها، والنظر إليها بعين التكريم والتعظيم والتقديس والاحترام، لأنها بيوت الله تعالى التي بنيت لذكره وعبادته ،قال تعالى:{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (32) الحج. كَتَبَ سَلْمَانُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ : يَا أَخِي عَلَيْكَ بِالْمَسْجِدِ فَالْزَمْهُ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يَقُولُ { الْمَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ.} رواه البزار. ومن الآداب الإسلامية لزيارة بيوت الله – العمل على إشادتها، والقيام بما يستطيع من جهد مادي أو جسدي لبنائها، وعن أنس رضي الله عنه قال: من أسرج سراجا في مسجد لم تزل الملائكة وحملة المسجد يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوؤه.-المحافظة على ارتياد المساجد ولو كانت بعيدة عن منزله، والمشي إليها ولو تحمل في سبيل ذلك الحّر والبرد، وظلمة الليل ومشقة الطريق. وفي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلاَةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشًى فَأَبْعَدُهُمْ وَالَّذِى يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِى يُصَلِّيهَا ثُمَّ يَنَامُ ». وَفِى رِوَايَةِ أَبِى كُرَيْبٍ « حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ فِي جَمَاعَةٍ ». -التهيؤ للذهاب الى المسجد بالطهارة وحسن الوضوء والتسوّك، ولبس الثياب النظيفة، وتقليم الأظافر وترجيل الشعر، والتجمّل والتطيّب.قال تعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} الأعراف 31. – إنهاء جميع الأعمال الدنيوية، وإيقاف كافة الأشغال المادية عند سماع الأذان، والمسارعة الى تلبية النداء، والتوجه الى المسجد مهما كانت الأعذار. قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} الأنفال 24. ومن الآداب الإسلامية لزيارة بيوت الله : – مراعاة آداب الدخول :فعَنْ أَبِى أُسَيْدٍ – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ. وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ ». رواه مسلم . وصلاة ركعتين سنة تحية المسجد قبل الجلوس ففي البخاري (قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّىَ رَكْعَتَيْنِ » ، ومن الآداب الإسلامية لزيارة بيوت الله: -تجنب تلويث المسجد بشيء من القاذورات أو النجاسات ،قال صلى الله عليه وسلم « إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ».رواه مسلم. ومن الآداب الإسلامية لزيارة بيوت الله : -تجنب اللهو واللعب والجري، واللغو والثرثرة، ورفع الأصوات ولو بقراءة القرآن على وجه يشوّش على المصلين أو الذاكرين أو المتعلمين (عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ كُنْتُ قَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُلٌ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ . فَجِئْتُهُ بِهِمَا . قَالَ مَنْ أَنْتُمَا – أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا قَالاَ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ . قَالَ لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لأَوْجَعْتُكُمَا ، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم ) رواه البخاري.-تجنب الخصومات والاشتغال بأمور الدنيا، والبيع والشراء، والبحث عن ضائع، وإنشاد الشعر المتضمن فحشا أو هجاء لمسلم أو ظلما أو غزلا، ولا بأس فيما تضمن حكمة أو خيرا. ففي مسند أحمد (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِى الْمَسْجِدِ وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ الأَشْعَارُ وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ الضَّالَّةُ وَعَنِ الْحِلَقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ.}.
الدعاء