خطبة عن (عش ما شئت فإنك ميت )
يوليو 9, 2016خطبة عن ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ)
يوليو 10, 2016الخطبة الأولى( التربية النفسية للاولاد )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الامام أحمد في مسنده : ( عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى بِالزِّنَا. فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا مَهْ مَهْ. فَقَالَ « ادْنُهْ ». فَدَنَا مِنْهُ قَرِيباً. قَالَ فَجَلَسَ. قَالَ « أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لاِبْنَتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاَتِهِمْ ». قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ « اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ ». قَالَ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَىْءٍ.
إخوة الإسلام
موعدنا اليوم إن شاء الله مع التربية النفسية للأولاد : فالكثير من أولادنا قد يعاني من أمراض نفسية ،وتظل معه حتى يكبر ،ويكون السبب في ذلك معاملة الآباء والأمهات لأولادهم في مرحلة الطفولة ،فمن الأمراض النفسية التي قد تصيب أولادنا ،مرض الخوف ، ومن علاماته وأعراضه ألا يستطيع الطفل أن ينام في حجرته بمفرده أو لا يخرج من البيت ليلا ألا بصحبة آخرين ،أو تراه خائفا منزعجا إذا رأى حشرة صغيرة ،، والسبب في ذلك هو تخويف الطفل بالمخلوقات الغريبة ،خاصة عند النوم ، مثال قولهم للطفل ( أبو رجل مسلوخة ، العفريت ،أمنا الغولة ،الرجل الحرامي ) ،أو تقص الأم لطفلها قصص فيها العفاريت أو غيرها من الأمور المخيفة ،وهنا يصاب الطفل بمرض الخوف ،ويظل معه حتى يكبر ،والسبب في ذلك الآباء أو الأمهات والأقران ، نعم هناك حالات طبيعية للخوف ،مثال ( أن يحتاط الطفل عند عبوره الشارع ، أو عند إمساك سلك كهربائي ،وغيرها ولكن إذا أصبح الخوف حالة مرضية ،فعلينا أن نعالج أطفالنا ولا نخوفهم بالخيالات المزعجة والمخيفة ، بل علينا أن نقص عليهم قصص الشجاعة والبطولة والجرأة ،حتى يتخلصوا من مرض الخوف
أيها المؤمنون
ومن الأمراض النفسية التي قد تصيب بعض أطفالنا ، مرض الشعور بالنقص ، فيشعر الطفل بأنه إنسان غير طبيعي غير سوي وذلك لأسباب خلقية أو مرضية أو سلوكية ، ويقع الآباء والأمهات في هذا الخطإ التربوي وذلك عن طريق الإهانات المستمرة للأطفال ،خاصة أمام الناس ، مثال : إذا كذب الطفل مرة يناديه ( يا كذاب ) وإذا أخذ لعبة أخيه مرة نقول له: (أنت حرامي ) وإن تأخر في أداء عمل نناديه ( يا كسول )وإذا لم يحقق ما ذهب إليه نقول له ( وشك نحس ، أنت فقر عمرك ما صنعت خيرا ) وإذا اصطدم بشيء نقول له: ( أنت أعمى ) وإذا أخطأ نقول له : (أنت حمار ، يا متخلف ، يا أهبل ، يا عبيط ) وهكذا ،فكل هذه الصفات المهينة تشعر الطفل بالنقص ويشعر بالإهانة ،فينحرف سلوكه ليثبت ذاته بل ويكره الآخرين ،ويصبح بسبب هذه الإهانات شخصا منحرفا فاسدا ،والسبب في ذلك كله أنا وأنت (أقصد الأب والأم ) لأننا لم نحسن تربية أولادنا نفسيا ، ولذلك ترى بعض الأطفال يكره أباه وأمه والسبب هذه الإهانات
أيها الموحدون
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” أن رجلاً جاء إليه بابنه ، فقال : إن ابني هذا يعقني . فقال عمر – رضي الله عنه – للابن : أما تخاف الله من عقوق والدك ، فإن من حق الوالد كذا ، ومن حق الوالد كذا . فقال الابن: يا أمير المؤمنين ، أما للابن على والده حق ؟ قال : نعم ، حقّه عليه أن يستنجب أمه، يعني لا يتزوج امرأة دنيئة ، لكيلا يكون للابن تعيير بها . قال : ويُحسن اسمه ، ويعلمه الكتاب . فقال الابن : فو الله ما استنجب أمي ، وما هي إلا سِنْدِيّة اشتراها بأربعمائة درهم ،ولا حسّن اسمي ، سماني جُعَلاً – ذكر الخفاش – ولا علمني من كتاب الله آية واحدة . فالتفت عمر- رضي الله عنه – إلى الأب وقال : تقول : ابني يعقني ، فقد عَقَقْتَهُ قبل أن يعقّك ، قم عني “
أيها المسلمون
إذن فواجب علينا ألا نهين ولا نحقر أولادنا ولا نعيرهم إذا أخطأوا ،بل علينا أن ننبههم إلى خطئهم برفق ولين ،وأن نقنعه بالحجة والدليل والبرهان ،وانظروا كيف عالج الرسول صلى الله عليه وسلم سلوك هذا الشاب ، ففي مسند الإمام أحمد : (عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا. فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا مَهْ مَهْ. فَقَالَ « ادْنُهْ ». فَدَنَا مِنْهُ قَرِيباً. قَالَ فَجَلَسَ. قَالَ « أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ ».قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لاِبْنَتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاَتِهِمْ ». قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ « اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ ». قَالَ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ )
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( التربية النفسية للأولاد )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله هو خير الخلق وحبيب الحق ورحمة الله للخلق أجمعين .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وما زلنا مع التربية النفسية لأولادنا ، فمما يجعل أولادنا يصابون بأمراض نفسية ،عدم العدل بينهم في العطية ،أو في الحب ، أو في العطف والمدح والثناء وغيرها ، وهنا تدب الكراهية في قلوب الأولاد للآباء والأمهات والإخوان والأخوات ، لذلك نبه النبي صلى الله عليه وسلم الآباء والأمهات إلى ذلك كما في البخاري (قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ فِي الْعَطِيَّةِ »وفي البخاري : (عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ – رضى الله عنهما – قَالَ سَأَلَتْ أُمِّي أَبِى بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ لِي مِنْ مَالِهِ ، ثُمَّ بَدَا لَهُ فَوَهَبَهَا لِي فَقَالَتْ لاَ أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – . فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَنَا غُلاَمٌ ، فَأَتَى بِيَ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ إِنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ سَأَلَتْنِي بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ لِهَذَا ، قَالَ « أَلَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ » . قَالَ نَعَمْ . قَالَ فَأُرَاهُ قَالَ « لاَ تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ » . وَقَالَ أَبُو حَرِيزٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ « لاَ أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ »
أيها المسلمون
واحذروا أن تدعوا بالشر على أولادكم ،ففي صحيح مسلم (لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ »، فولدك الذي أتعبت نفسك في تربيته وتنشئته على الإيمان والصلاح والتقوى ،هو من عملك ،ولك مثل أجره في كل عمل صالح يقوم به (إذا صلى أو صام أو حج أو تصدق أو قرأ القرآن أو أمر بإحسان ) فلك مثل أجره في حياتك وبعد مماتك ويصل إليك دعاؤه ، ففي سنن الترمذي (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ ». فربوا أولادكم على الإيمان وعلى مكارم الأخلاق والإحسان ،حتى تسعدوا بهم في أعالي الجنان يقول سبحانه وتعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) الطور 21 ، فاللهم ( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) الفرقان 74
الدعاء