خطبة عن (حديث: وَفِى يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا)
يناير 24, 2017خطبة عن ( خلق الحب )
يناير 25, 2017الخطبة الأولى ( جسور المحبة )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في معجم الطبراني : (عثمان بن طلحة : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( ثلاث يصفين لك ود أخيك تسلم عليه إذا لقيته و توسع له في المجلس و تدعوه بأحب أسمائه إليه)
إخوة الإسلام
تناولت معكم في لقاء سابق خلق الحب ، وأنواعه ، وصوره في في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولكن ، وكما هي طبيعة الحياة ، قد تعكر صفو هذا الحب بين قلوب البشر بعض الخلافات أو المشكلات ، فتنقطع حبال الود بينهم ، وتنهار جسور المحبة بين قلوبهم ،والسؤال : كيف نصلح ما فسد ؟ وكيف نقيم جسور المحبة بين الأحباب بعد انهيارها ؟ ، وبماذا نصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبقى جسور الحب بيننا ممدودة ؟ وتزول القطيعة ؟ ،نسمع الإجابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في معجم الطبراني (عثمان بن طلحة : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( ثلاث يصفين لك ود أخيك تسلم عليه إذا لقيته و توسع له في المجلس و تدعوه بأحب أسمائه إليه) ،وأيضا من الأعمال التي تبقي على جسور الحب ، أن تعامل الناس بالإحسان ، أي تقابل السيئة بالحسنة ، قال تعالى : (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت 34، وفي مسند أحمد (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لِي « يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ » ، ومما يساعد على تمكين الحب بين القلوب الهدايا ، فالهدية وإن كانت بسيطة في ذاتها ، إلا أنها تحمل معنى الألفة والمودة والحب والوصال ، ففي سنن البيهقي وصحيح الأدب المفرد : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « تَهَادَوْا تَحَابُّوا » ، وفي سنن الترمذي : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « تَهَادَوْا فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ وَلاَ تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ شِقَّ فِرْسِنِ شَاةٍ ». وفي موطأ مالك، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَصَافَحُوا يَذْهَبِ الْغِلُّ وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا وَتَذْهَبِ الشَّحْنَاءُ » ، ومن الأسباب التي تقوي الصلة بين الناس ، وتربط قلوبهم ، الزهد فيما عند الناس ، فلا تمدن عينيك إلى ما في أيديهم من حطام الدنيا ونعيمها ، لأن من عادة الناس ، أنهم لا يحبون من نازعهم فيما في أيديهم ، وفي ذلك روي في سنن ابن ماجه وفي المستدرك : (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِيَ اللَّهُ وَأَحَبَّنِيَ النَّاسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِى النَّاسِ يُحِبُّوكَ ». ومن أسباب المحبة وتأليف القلوب بين الناس طاعة الله ، والبعد عن معاصيه ، فمن أطاع الله أحبه الله ، ومن أحبه الله ، أحبه الناس ، وكان عندهم مقبولا ، قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ) مريم 96، وفي صحيح البخاري (قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – . وَتَابَعَهُ أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ . فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، فَيُنَادِى جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ . فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ » .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( جسور المحبة )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن أسباب بناء جسور المحبة بين قلوب الناس ، لين الكلام ، والبسمة في وجه أخيك ، والمصافحة ، والملاطفة ، ففي البخاري (قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – « الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ » وفي سنن الترمذي (عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا » وفي المعجم للطبراني (عن أنس قال كان أصحاب النبي : ( إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا ) ، وننهي حديثنا بما بدأنا به ، كما أورده مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ ».
الدعاء