خطبة عن ( مراقبة الله )
فبراير 1, 2016خطبة عن ( ضوابط الكلام وحفظ اللسان)
فبراير 2, 2016الخطبة الأولى ( ما يعين الانسان على حفظ اللسان )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في مسند أحمد : ( عَنْ مُعَاذٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِى جَهَنَّمَ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ »
إخوة الإسلام
ذكر عن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه – أنه قال : إن العبد ليُعطى كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن قد عملها ، فيقول يا رب: من أين لي هذا؟ فيقول : هذا بما اغتابك الناس وأنت لا تشعر. وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئا ،فقال له عمر : إن شئت نظرنا في أمرك ، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية : { إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا} ،وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية { همازٍ مشاءٍ بنميم } ،وإن شئت عفونا عنك ؟ فقال : العفو يا أمير المؤمنين ، لا أعود إليه أبدا ، فمن أراد أن يسلم من سوء اللسان, وأن لا يرده المساوي فعليه بالتالي : ألا يتكلم إلا لينفع نفسه, أو غيره, أو ليدفع ضرا عنه, أو عن غيره ، وأن يتخير الوقت الملائم للحديث فيه ,وكما قيل لكل مقام مقال. وأن يقتصر على الكلام الذي يحقق به الغاية والهدف فالكلام الجيد كما قيل بين تقصير مخل وتطويل ممل. وأن يتخير اللفظ الذي يتكلم به; فكلامه عنوان عقله وأدبه. وعدم المغالاة في المدح, والاطراء, وعدم المبالغة في الذم والهجاء- لأن الأول يؤدي إلى المداهنة والتملق- والثاني يؤدي إلى التشفي وحب الانتقام. وألا يتكلم بفحش أو قبح أو بذاءة ،وأن يشغل لسانه وقت الفراغ بما ينفعه كالذكر, وتلاوة القرآن, ودراسة الحديث, وحفظه حتى يكون لسانه رطبا من ذكر الله.
ومن الأمور التي تعينك أخي المسلم على حفظ لسانك :أولا : التعوذ بالله من شر اللسان فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي (عن شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ. قَالَ فَأَخَذَ بِكَتِفِي فَقَالَ :« قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَمِنْ شَرِّ بَصَرِى وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي ». ثانيا : استحضار ثمرات حفظ اللسان في الدنيا والآخرة . ثالثا : استحضار مساوئ عدم حفظ اللسان, حيث أنها محبطة لحسناتك يوم القيامة ,ومثقلة لميزان السيئات فهذا ما يشجع على حفظ اللسان على الآفات ويقوى العزيمة على ذلك .رابعا : الإكثار من الصمت, والسكوت ;وهذا من الحكمة .خامسا : أن تقطع كل الأسباب الباعثة على آفات اللسان كالغضب ,والحسد ,والكبر, والغرور, والمباهاة…
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (حفظ اللسان ) 3
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ولحفظ اللسان ثمرات وفوائد في الدنيا والآخرة ، ومنها : الفوز برضوان الله تعالى ، ففي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :« إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ) ، ومن ثمرات حفظ اللسان : أنه قد ضمن الجنة ، فقد روى البخاري في صحيحه (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : « مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ » ومن ثمرات حفظ اللسان : أن من حفظ لسانه فهو من أفضل المسلمين ففي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى مُوسَى – رضى الله عنه – قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ قَالَ : « مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ » ، ومن ثمرات حفظ اللسان : أنه ناج من عذاب الله تعالى ففي سنن الترمذي وغيره (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ صَمَتَ نَجَا » ، ومن ثمرات حفظ اللسان : راحة النفس من الهموم والحزن والمشاكل .
الدعاء