خطبة عن (نصرة غزة) مختصرة
أكتوبر 19, 2023خطبة عن (المجاهدين والمرابطين: إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ)
أكتوبر 21, 2023الخطبة الأولى : التوسط والاعتدال، وحديث ( وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الامام البخاري في صحيحه : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – :« لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ » .قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: « وَلاَ أَنَا، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ،سَدِّدُوا وَقَارِبُوا ،وَاغْدُوا وَرُوحُوا ، وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ .وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا »
إخوة الإسلام
لقاؤنا اليوم – إن شاء الله تعالى – مع هذا الأدب النبوي الشريف ،والذي يبين لنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة الله بعباده ،وأن الأعمال الصالحة ليست ثمنا للجنة ،ولكنها سبب في دخول الجنة ، وأن دخول الجنة برحمة الله وفضله ،وقوله صلى الله عليه وسلم :(سَدِّدُوا) : أي اطلُبوا بأعمالكم السَّداد والاستقامةَ ،وهو القَصْد في الأمر والعَدْلُ فيه ،( وقارِبُوا) : أي اقْتَصِدوا في الأمور كلها واتْرُكوا الغُلُوَّ فيها والتَّقْصير ،وقوله صلى الله عليه وسلم :(والقَصْدَ القَصْدَ ) : أي عليكم بالقَصْد من الأمور، والاعتدال والتوسط في القَول والفعل ،
وقد تضمن هذا الحديث جملةً عظيمة من الفوائد، وإليك ذكر بعضها في هذه الوقفات : أولا : في الحديث بيان لفضيلة الاستقامة والتوسط : ففي قوله صلى الله عليه وسلم:(سَدِّدُوا) و( وقارِبُوا) (وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا) : فالمعنى الزموا التوسط في الاستقامة على طاعة الله، لأنَّه لا سبيل إلى الثبات على الاستقامة إلا بسلوك المنهج الوسط ،الذي لا غلو فيه وجفاء، وهو ما تألفه النفوس، وتستطيعه الأبدان ،وهناك ترابط بين لزوم القصد ،وهو التوسط والاعتدال، وبين بلوغ القصد، وهو دخول الجنة، ليظهر لك أنَّه ليس ثمةَ سبيلٌ لبلوغ المقصد ،إلا بلزوم القصد.
ثانيا : ومن الفوائد : وجوب تعلق القلب بالله، وحسن التوكل عليه : فقوله صلى الله عليه وسلم: « لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ »، يُوجِبُ ألاَّ يتَّكِل الإنسان على عمله المجرد؛ لأنَّه لا يدخل الجنة به، وإنما برحمة أرحم الراحمين، وهذا يستوجب بذل الجهد في إصلاح العمل ،مع صدق اللجوء إلى الله في قبول العمل؛ لأنَّ قبول العمل إنما يحصل برحمة الله لمن يقبل منه، وهذا وجهٌ من أوجه التوفيق بين هذا الحديث وقوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [ النحل: 32]، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أعلم الخلق بالله، وأتقى الخلق لله، وأشد الخلق خشية من الله، وأعظم الخلق عبادةً لله لن يُنجيه عمله، فإن غيره من باب أولى ،
ثالثا : ومن الفوائد : التنبيه على أوقات النشاط ،والحث على استثمارها : فقوله صلى الله عليه وسلم :(وَاغْدُوا وَرُوحُوا ،وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ) :فيه تنبيه على أوقات نشاط العامل، وحث على استثمارها ، والإنسان في سيره إلى الدار الآخرة كالمسافر الذي يقطع المراحل في سفره، ولما كان سير النهار كله، والليل كله غير ممكن، نبَّهه إلى الأوقات الفاضلة التي يجد السائر فيها عوناً من نفسه على سيره، ويعظم فيها ثوابه.
رابعا : ومن الفوائد :أن سماحة الشريعة تقتضي سماحة الملتزمين بها: فإذا كانت أحكام الشريعة مبناه على اليسر والسماحة، فإن الملتزم بها يناله من يسرها وسماحتها بقدر التزامه، وقد ثبت في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم: (فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ » ،وإذا أعرض المرء عن تعاليم الشريعة، حصل له ما ينافي اليُسر والسماحة من الغلو أو الجفاء بقدر إعراضه ، فمتى رأيت جافياً في خلقة، أو غالياً في حبه وبغضه، أو متشدداً في عبادته، أو ضيق العطن بمن يخالفه، فاعلم أنَّ ذلك إنما حصل له بسبب إعراضه عن تعاليم الدين حقيقةً، وإن بقيت عليه بعض الرسوم والمسوح، فإنَّ العبرة بالعمل، وليست بالزي والتصنع ،وانظر برهان ذلك في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ففي مسند أحمد : (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ .. وَلاَ خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلاَّ كَانَ أَحبَّهُمَا إِلَيْهِ أَيْسَرُهُمَا حَتَّى يَكُونَ إِثْماً فَإِذَا كَانَ إِثْماً كَانَ أَبَعْدَ النَّاسِ مِنَ الإِثْمِ) ،وكان الأمر بالتيسير وصيته إلى رسله إذا بعثهم بتبليغ الدين ،
وليكن معلوما أن يسر الشريعة حقٌ لا مرية فيه، ولكنه ليس دليلاً على يسر التفلت من تكاليفها، والتلاعب بأحكامها، وإنما هو التزامٌ بأحكامها وتعلقٌ بأهدابها، وعَضٌ عليها بالنواجذ؛ لأنها سمحة يسيرة في أحكامها وتشريعاتها، وسطٌ بين الغلاة والجفاة، فمن تمسك بها فإنَّه على نهج الاعتدال واليُسر والسماحة.
أيها المسلمون
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا) ،فالله عز وجل ما شرع الشرائع ليشقى بها العباد ، وإنما لسعادتهم، كما قال تعالى: (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) [طه: 2] ،وقال الله تعالى : (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة: 185]. ولذلك أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على من شدد على نفسه في العبادة، فعن عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟» قَالَتْ: فُلاَنَةُ، تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا، قَالَ: «مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا» وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ” فهذه المرأة كانت لا تنام الليل كما في بعض روايات الحديث، فزجر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الفعل الذي فيه شدة على النفس ،ولا يستطيع الانسان المداومة عليه ،وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قَالَهَا ثَلاَثًا» ،فالتشدد في غير موضع الشدة باب من أبواب الهلاك والخسارة، قال الذهبي: “وقد جعل الله لكل شيء قدرا، والسعادة في متابعة السنن، فزن الأمور بالعدل” ، وقال الحسن رحمه الله: “نفوسكم مطاياكم؛ فأصلحوا مطاياكم تبلغكم إلى ربكم عز وجل”
فالمشروع للمؤمن أن يصلي ويتعبد نشاطه ،ولا يتكلف ولا يضر نفسه ،ولا يغلو لا في الصلاة ولا في غيرها ،يقول جل وعلا: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) [ص:86] ويقول جل وعلا: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن:16]، ويقول ﷺ كما في سنن ابن ماجه: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ ».والله سبحانه وتعالى ما جعلها حنيفة صعبة ،ولكنها حنيفة سمحة، ففي البخاري (قَوْلُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – « أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ » ،وفي مسند أحمد : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَيُّ الأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ « الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ »، والحنيفية السمحة ليس فيها مشقة، فقد وضع الله تعالى الآصار والأغلال عنا ،بعدما كلف بها من قبلنا، ولهذا قال: صلى الله عليه وسلم –كما في البخاري :« إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ)، يعني إلا غلبه الدين، فالدين أقوى ،والدين واسع ،وأعماله كثيرة؛ فمن أراد أن يكلف نفسه بكل شيء من المستحبات مع الفرائض تعب وكلف نفسه، ولكن يأخذ ما تيسر، يصوم إذا تيسر النافلة، وهكذا الصدقة وهكذا الحج إلى غير ذلك، والحذر من الزيادة والغلو، ففي صحيح مسلم : (عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ آكُلُ اللَّحْمَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. فَقَالَ « مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا لَكِنِّى أُصَلِّى وَأَنَامُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ».، وفي الصحيحين : (عَنْ أَنَسٍ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَسْجِدَ وَحَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ فَقَالَ « مَا هَذَا ». قَالُوا لِزَيْنَبَ تُصَلِّى فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فَتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ. فَقَالَ « حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا كَسِلَ أَوْ فَتَرَ قَعَدَ ». وَفِى حَدِيثِ زُهَيْرٍ « فَلْيَقْعُدْ ».،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية : التوسط والاعتدال، وحديث ( وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رُوي في الصحيحين : (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّى فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لاَ يَدْرِى لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبَّ نَفْسَهُ » ،فالتهجد في الليل والتعبد يكون في النشاط ،لا مع العجز والفتور، فإن صلى وتعبد مع العجز والفتور مل العبادة ،وربما كرهها وثقلت عليه ،وربما تركها بالكلية، فالسنة هو أن يتعبد نشاطه في نوافل العبادة، فالفرائض يجتهد فيها ويؤديها كما أمر الله، والنوافل حسب التيسير ،لا يشدد على نفسه ،ولا يكلفها ما لا تطيق هكذا ينبغي للمؤمن.
وقد قيل : كان لمُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير ابنٌ قد اجتهد في العبادة، فَقَالَ له أبوه: خير الأمور أوسطها، الحسنة بين السيئتين، وشرُّ السير الحقحقة. قَالَ أبو عبيد: يعني أن الغلوَّ في العبادة سيئة، والتقصير سيئة والاقتصاد بينهما حسنةٌ. قَالَ: والحقحقة أن يلحَّ في شدة السير حتى تقوم عليه راحلته وتعطب فيبقى منقطعًا به سفره، وفي سنن البيهقي : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ :« إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ ، وَلاَ تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لاَ سَفَرًا قَطَعَ ، وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى ، فَاعْمَلْ عَمَلَ امْرِئٍ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَمُوتَ أَبَدًا ، وَاحْذَرْ حَذَرًا تَخْشَى أَنْ تَمُوتَ غَدًا ».
فالمؤمن في هذه الحياة الدنيا يسيرُ إِلَى ربه حتى يبلغَ إِلَيْهِ، كما قَالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} الانشقاق 6، وقال الله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} الحجر 99، قَالَ الحسن: يا قوم، المداومةَ المداومةَ فإنَّ الله يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت، وقَالَ بعض السَّلف: الرجاء قائدٌ والخوف سائقٌ، والنفس بينهما كالدابة الحَرُون .فمتى فتر قائدها وقصَّر سائقها وقفت فتحتاج إِلَى الرفق بها والحدو لها حتى يطيب لها السير.
قَالَ أبو يزيد: ما زلت (أقودُ) نفسي إِلَى الله وهي تبكي حتى سُقتُها وهي تضحك.، وقَالَ خليدٌ العَصَريُّ: إنَّ كلَّ حبيبٍ يحب أنْ يلقى حبيبه، فأحبوا ربكم وسيروا إِلَيْه سيرًا جميلاً لا مصعدًا ولا مميلا.
الدعاء