خطبة عن (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ)
ديسمبر 30, 2024خطبة عن (الْإِيمَانُ وَالاِسْتِقَامَةُ)
يناير 6, 2025الخطبة الأولى ( إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الإمام أحمد في مسنده ،وابن حبان في صحيحه ،وصححه الشيخ الألباني: (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا ، وَصَامَتْ شَهْرَهَا ،وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا ،وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا ،قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ ».
إخوة الإسلام
المرأة المسلمة إذا حافظت على صيام رمضان، وأداء الصلوات الخمس المفروضات، وأطاعت زوجها فيما ليس فيه معصية، وحصنت فرجها من الحرام دخلت الجنة، والمراد دخولها الجنة مع السابقين الأولين وإلا فكل مسلم لا بدّ أن يدخل الجنة وإن دخل النار ،فالمرأة المسلمة لا تحتاج إلى أعمال كثيرة لدخول الجنة ،بل هي أعمال قليلة، وهذا هو الذي ينبغي أن تُعنى به المرأة، وأن تجعل ذلك محط نظرها واهتمامها، فتُعَد قبل الزواج للقيام بشئون الزوج، وتربية الأولاد، وتُربى على طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ، ولا تحتاج أكثر من هذا أبداً، فما تحتاج المرأة إلى أن تعمل، ولا أن تزاحم الرجل بالمناكب، ولا أن تكون جنباً إلى جنب مع الرجل في كافة التخصصات والمجالات، فهذا الكذب الكثير من أعداء الدين ،والذي يقال في حق المرأة ويغرونها به أن تخرج من خدرها وبيتها، وعفافها وحشمتها ،من أجل أن تكون سلعة رخيصة يتلاعب بها الذئاب، وشياطين الإنس والجن، فالمرأة مكانها الطبيعي في البيت، إلا إذا دعت الضرورة الملحة إلى العمل ،قال الله تعالى :(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [الأحزاب:33] ،وذلك من القرار، وقِرن في بيوتكن من الوقار، والقرار والوقار متلازمان، وإذا خرجت ذهب ماء وجهها، هذا كلام رب العالمين: (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) ، فالمرأة التي تخرج وتخالط الرجال، وتزاحم الرجال هذه امرأة متبرجة، ولو كانت متحجبة، فالتبرج من البروج وهو الظهور والانكشاف.
أيها المسلمون
وفي هذا الحديث الذي بين أيدينا اليوم ،يقول صلى الله عليه وسلم 🙁إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا ) ،فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيته للمرأة بالصلاة ،وفي هذا دليل وشاهد على مكانة ومنزلة الصلام من الدين ،وفي سنن الترمذي 🙁عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ « لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ». ثُمَّ قَالَ « أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ». قَالَ ثُمَّ تَلاَ (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حَتَّى بَلَغَ (يَعْمَلُونَ) ثُمَّ قَالَ « أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ». قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ »
ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة المسلمة لدخول الجنة :المحافظة على صيام شهر رمضان ، فقال صلى الله عليه وسلم 🙁وَصَامَتْ شَهْرَهَا) ،فالصوم جنة ووقاية من دخول النار ،وسبب من أسباب دخول الجنة ،ففي سنن الترمذي 🙁عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَإِنْ جَهِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ جَاهِلٌ وَهُوَ صَائِمٌ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ » ،وفي الصحيحين :(عَنْ سَهْلٍ – رضي الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ ،لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ »
ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة المسلمة لدخول الجنة : حفظ الفرج من الزنا ،فقال صلى الله عليه وسلم : (وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا) ،وقد قال الله تعالى : (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (12) الممتحنة ،وفي صحيح البخاري 🙁عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – «لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ ،وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ ،وَلاَ يَشْرَبُ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ » ، وفي حديث الرؤيا كما في البخاري 🙁وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي)
ومن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة المسلمة لدخول الجنة: طاعة الزوج في غير معصية الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : (وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا) ،وفي مسند أحمد وغيره : (عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي حَاجَةٍ فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ ». قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ « كَيْفَ أَنْتِ لَهُ ». قَالَتْ مَا آلُوهُ إِلاَّ مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. قَالَ « فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ ». ،وفي سنن ابن ماجه 🙁قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- … لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ تُؤَدِّى الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِىَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ ».وفي رواية :« لاَ يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا وَالَّذِى نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةً تَنْبَجِسُ بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحَسَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ » ،وفي صحيح الجامع يقول صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى) ،والعؤود هي التي تعود على زوجها بالنفع، وفي صحيح الجامع (اثنان لا تجاوز صلاتهما رءوسهما : عبد آبق من مواليه حتى يرجع ، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع ) والمعنى: أي لا ترفع صلاتهما إلى الله تعالى في رفع العمل الصالح ، ولا يلزم من عدم القبول عدم الصحة فالصلاة صحيحة لا يجب قضاؤها لكن ثوابها قليل أو لا ثواب فيها ،والمقصود من عصيان المرأة زوجها بنشوز أو غيره مما يجب عليها أن تطيعه شرعا ،لكن لو عصت المرأة بمعصية كوطئه في دبرها أو حيضها فثواب صلاتهما بحاله ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وفي سنن الترمذي 🙁عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ لاَ تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا ».،وفي صحيح البخاري 🙁عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ ،وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالإِمَامُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ،وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ،وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ ،أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » ، وفي سنن الترمذي 🙁عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتِ الْجَنَّةَ »، وفي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ ».
أيها المسلمون
والمرأَةُ الصَّالِحَةُ مِنْ خَيْرِ مَتاعِ الدُّنْيا ،ففي صحيح مسلم 🙁عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ». وإليكُمْ عَشْرًا مِنْ وصايا أَوْصَتْ بها امْرَأَةٌ زَفَّتِ ابْنَتَها قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِها ،فقالتْ لها: كوني لهُ كالأَمَةِ يَكُنْ لَكِ كالعَبْدِ، واحْفَظِي عَشْرًا مِنَ الوصايا عَمِلْتُ أنا بِها فَسَعِدْتُ مَعَ أبيكِ. أمّا الأولى: فاصْحَبيهِ بالقَنَاعَةِ. والثانيةُ: عاشِريهِ بِحُسْنِ السَّمْعِ والطَّاعَةِ. وأما الثَّالِثَةُ والرّابِعَةُ: فَتَفَقَّدي مَواضِعَ عَيْنَيْهِ وأَنْفِهِ، فلا تَقَعْ عَيْناهُ مِنْكِ على قَبيحٍ، ولا يَشَمَّنَّ مِنْكِ إلا أَطْيَبَ ريحٍ. والخامسةُ والسادسةُ: فالْتَفِتِي إلى وَقْتِ طعامِهِ ومَنامِهِ فإنَّ الجوعَ مَلْهَبَةٌ وتَنَغُّصَ النَّوْمِ مَغْضَبَةٌ. (أي راعي زَوْجَكِ في أَمْرِ نَوْمِهِ وطَعامِهِ). وأما السّابِعَةُ والثّامِنَةُ: فالاحْتِراسُ على مالِهِ والاهْتِمامُ بِحَشَمِهِ وعِيالِهِ، فإن مِلاكَ الأمْرِ في المالِ حُسْنُ التَّقديرِ، وفي العِيالِ حُسْنُ التَّدبيرِ.(أي حافظي لَهُ على مالِهِ وأوْلادِهِ). وأما التّاسعَةُ والعاشِرَةُ: فإيّاكِ والفَرحَ بينَ يديْهِ إذا كانَ مُغْتَمًّا وإِيَّاكِ والاغْتِمامَ إذا كانَ فَرِحًا، واعْلَمِي أخيرًا أنَّكِ لنْ تَنالي مِنْهُ ما تُريدينَ حتّى تؤثِرِي هَواهُ على هَواكِ ورِضاهُ على رِضَاكِ. فالزَّوجَة الصَّالِحَة تُعينُ زوجَها على أَمْرِ الآخِرَةِ، والمرأَةُ الصَّالِحَةُ المُصْلِحَةُ للمَنْزِلِ عَوْنٌ على الدّينِ بهذا الطّريقِ، فالمرأةُ الصّالحةُ هي التي تَسُرُّهُ إذا نَظَرَ، وتُطيعُهُ إذا أَمَرَ، ولا تُخالِفُهُ في نَفْسِها، فلا تَكُنْ أنَّانَةً ولا مَنَّانَةً ولا حَنَّانَةً ولا حَدَّاقَةً ولا بَرَّاقَةً ولا شَدّاقَةً. أمّا الأَنّانَةُ: فَهِيَ التي تُكْثِرُ الأَنِينَ والتَّشَكّي. والمنَّانَةُ: التي تَمُنُّ على زَوْجِها تقولُ لهُ «فَعَلْتُ لأَجْلِكَ كَذا وكَذا». والحنّانَةُ : التي تَحِنُّ إلى زَوْجٍ ءَاخَرَ. والحدَّاقَةُ: التي تَرْمِي إلى كلّ شَىءٍ بِبَصَرِهَا فتَشْتَهِيهِ وتكلّف الزَّوْجَ شِراءَهُ. والبَرّاقَةُ: التي تَكونُ طولَ نَهارِهَا في تَصْقيلِ وَجْهِهَا وتَزْيينِهِ لِيَكونَ لِوَجْهِهَا بريقٌ بِالتَّصَنُّعِ. وأما الشَّدَّاقَةُ: فالمُتَشَدّقَةُ الكَثيرةُ الكلامِ الذي لا خَيْرَ فيهِ.
أيها المسلمون
فالمفترض في الزوجة أن تكون صالحة مستقيمة على أمر الله تعالى ،لأنها سوف تحمل مسؤوليات وأمانات ومهاماً تعجز عن حملها غير المستقيمة ، إدارة شؤون الأسرة حسياً ومعنوياً حملٌ كبير ،حراسة للفضيلة ومراقبة ونصحاً وإرشاداً وخاصة في هذا الزمان وكثرة الفتن وقد غضّت الأسرة المسلمة مضاجع الأعداء وامتلأت البيوت بالخدم والحشم وكثرة الوالجين والخارجين فكانت العافية مطلباً غالياً وملحاً ،والعافية في الزوجة : أن تكون مستقيمة على أمر الله متأدبة بأدب الشريعة وأخلاقها ،إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها ،فالدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، لأنها سوف تريحه وتعينه ،وتحمل معه حمله ،وتحفظ له عرضه ،وبيته وماله وتربي أبناءه وتوجه بناته ، والعافية في الزوجة : أن تكون مطيعة لزوجها في المعروف ملبية لطلباته بما أمر الله تعالى حريصة على مرضاته بعد رضى الله تعالى كما سبق في الحديث ، وأن تكون سكناً له ومأوى يلجأ إليه بعد ربه عز وجل تخفف عنه عناء الحياة وعبء العمل وما يلاقيه من معارضة وتعب ونصب ، يقول الله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (21) الروم، هذا من آياته سبحانه الدالة على عظمته وكمال قدرته ، أن خلق لكم أزواجاً من جنسكم من تراب من بني آدم من البشر حتى لا تنفروا منها (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) تألفونهم وتجدون الأمن والاستقرار عندهن والطمأنينة كما كان حال خديجة رضي الله عنها مع رسول الله عندما جاءه جبريل أول مرة ، فعاد رسول الله خائفاً يقول : زملوني ..دثروني ،فاستقبلته رضي الله عنها بكل حنان ومودة وشرعت تطمئنه وتخفف عنه تقول : كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ،ثم انطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل فأخبرته بما جرى لرسول الله فطمأنه وأخبره إنه يبعث رسولاً لهذه الأمة
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والعافية في الزوجة : أن تكون محضن الأمن والسكينة للزوج ،وأن تكون ودودة معه ،تنبعث منها المودة والمحبة الصادقة التي تخفف عن الزوج العناء والتعب ،وفي مسند أحمد : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرُ بِالْبَاءَةِ وَيَنْهَى عَنِ التَّبَتُّلِ نَهْياً شَدِيدًا وَيَقُولُ « تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »، والمرأة الودود كنز ثمين لنفسها وزوجها وأهله وأهلها ،فإنها ودودة صالحة تحب الخير والصلاح ،وسوف تسعد زوجها بمودتها وتربي أبناءها على الصلاة ولأنها ودودة قد عرفت الودّ وتذوقته فإنها سترقق قلب زوجها على أرحامه وأهله والفقراء والمساكين والناس أجمعين ، فيكسب الحسنات ويعتلي رفيع الدرجات ،وأما الولود فإنها سوف تنال محبة زوجها وأهله لأن الرجل يحب الأبناء وخاصة الولد الذكر عند العرب ،فهم زينة هذه الحياة ،ويدعون له ويحملون اسمه وهم عقبه ،فالمرأة الولود يحبها الرجال ويبحثون عنها ولا يميلون للمرأة العقيم ،ففي سنن أبي داود وصححه الألباني 🙁عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ وَإِنَّهَا لاَ تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا قَالَ « لاَ ». ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ « تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ ». ،والعافية في الزوجة :أن يسلم الرجل من الزوجة السوء سليطة اللسان التي إذا أمرها زوجها أبت وعصت أمره ،وإذا غاب عنها ضيعت بيته وماله وولده وفراشه ،والعافية في الزوجة :ألا تدخل أحداً من الرجال بيت زوجها ولا تسمح لأحد أن يدخل عليها ولو كانوا أرحاماً له ولها من غير المحارم ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁فَاتَّقُوا اللَّهَ فِى النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ ) رواه مسلم ،وهذه بلية ابتليت بها بعض مجتمعات المسلمين فلا يرون بأساً في دخول البيوت وهم أغراب أو أرحام يدخل الرجل على زوجة أخيه أو ابن عمه أو صديقه ،ولقد شبّه رسول الله هذا الدخول بالمصيبة الكبرى وهي الموت ، ففي الصحيحين : (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ ». فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ « الْحَمْوُ الْمَوْتُ ».، فالمرأة الصالحة لا ترضى بدخول الرجال عليها ولو كانوا أتقياء فإن الله تعالى منع الصحابة الكرام وهم المبشرون بالجنة ،منعهم من لقاء أمهاتهم زوجات رسول الله بلا حجاب أو حاجز وهنّ أمهاتهم ،فقال الله تعالى 🙁وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) الاحزاب 53،
الدعاء