خطبة عن حديث (لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ)
مارس 12, 2022خطبة حول حديث (إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ)
مارس 19, 2022الخطبة الأولى (الدين أم الوطن- الدين أصل والوطن خادم)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في مسند الإمام أحمد 🙁عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْبِلاَدُ بِلاَدُ اللَّهِ وَالْعِبَادُ عِبَادُ اللَّهِ فَحَيْثُمَا أَصَبْتَ خَيْراً فَأَقِمْ»، وفي سنن الترمذي: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَمْرَاءَ الزُّهْرِيِّ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَاقِفًا عَلَى الْحَزْوَرَةِ فَقَالَ «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ». وفي مسند أحمد: (عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنِ انْتَسَبَ إِلَى تِسْعَةِ آبَاءٍ كُفَّارٍ يُرِيدُ بِهِمْ عِزًّا وَكَرَماً فَهُوَ عَاشِرُهُمْ فِي النَّارِ»، وفيه: (عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ انْتَسَب رَجُلاَنِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ أَحَدُهُمَا أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ فَمَنْ أَنْتَ لاَ أُمَّ لَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «انْتَسَبَ رَجُلاَنِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ أَحَدُهُمَا أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً فَمَنْ أَنْتَ لاَ أُمَّ لَكَ قَالَ أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ ابْنُ الإِسْلاَمِ. قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ أَمَّا أَنْتُ أَيُّهَا الْمُنْتَمِي أَوِ الْمُنْتَسِبُ إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ وَأَمَّا أَنْتَ يَا هَذَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ فَأَنْتَ ثَالِثُهُمَا فِي الْجَنَّةِ »
إخوة الاسلام
من المقدم في حياتك وعقيدتك: الدين أم الوطن؟، والجواب: (الدين أصل والوطن خادم)، فكثيراً ما نسمع قائلا يقول: “الوطن أولاً، وقبل كل شيء”، وهم يريدون بهذا: أن أرض الوطن مقدمة على الدين، ومقدمة على العقيدة ،وفي هذا قلب للحقائق والموازين، فالدين أصل والوطن خادم للدين، ولم أجد أفضل من الإجابة على هذا السؤال إلا بالنظر في أخبار وسير وحياة الأنبياء والصالحين، وكيف قدموا مصلحة العقيدة على الأوطان: فالنموذج الأول: نبي الله (إبراهيم) عليه السلام، الذي هجر قومه، وانتقل من أرض العراق إلى الشام؛ ليعبد الله، ويدعو إليه في بيئة سليمة ،تتقبل ما جاء به من دين الله، بعدما رفضوا الإيمان بدعوته، إذ يقول جل شأنه: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات:99]،
أما النموذج الثاني: فهو نبي الله (لوط) عليه السلام، إذ يقول تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [العنكبوت:26]، فبعد أن آمن لوط عليه السلام بإبراهيم، اختار عليه السلام الهجرة من بين أظهر قومه؛ ابتغاء إظهار الدين والتمكِّن من ذلك، فهاجر أيضا من بلاد العراق إلى إحدى قرى الشام. أما النموذج الثالث: فهم الفتية أصحاب الكهف، فقد آثروا هجرة قومهم وأهليهم؛ فراراً بعقيدتهم ودينهم وطاعة ربهم، فآووا إلى الكهف، والذي رغم ضيق جدرانه وجدوا به من المتّسع والحرية ما يمكنهم من ممارسة حرية عقيدتهم ،في الوقت الذي ضاقت بهم أوطانهم ،وضنت عليهم بمثل هذه السعة والحرية.
أما النموذج الرابع: فهجرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وتفكّر أخي وتدبّر موقفه وحاله ذاك، وهو يقف مخاطباً أرضه ووطنه ومسقط رأسه مكة المكرمة، فيقول: «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» (رواه الترمذي). ولكن التضييق في حدود الوطن على المعتقد يستوجب الهجرة ،حتى تنمو العقيدة، وتؤتي أكلها في جو من الحرية والعزة والكرامة، فهاجر الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهاجر صحابته الكرام، فضمتهم بقعة جغرافية ما شهدت طفولتهم، ولا مسقط رأسهم، ولا ريعان شبابهم، وكانت الحاضن الذي يحتضن العقيدة الجديدة، ويقدم لها كل أسباب المنعة والنصرة، فأصبح الوطن الذي جمع الأضداد، وضم أخوّة جدد على اختلاف جنسياتهم، وأقوامهم، وأصولهم، فهذا الفارسي والحبشي، وذاك الرومي، وهذا القرشي ،فما كانت النتيجة إلا عزّاً وتمكيناً، وعودة للبلد الأمين، فاتحين لها، بعدما خرجوا منها خفية تحت جنح الظلام، وإنّ في هذا النموذج من الدروس والعبر – لو وقف على حدودها المفكرون والمربون، وتدبّر بها المستبصرون الباحثون عن الخلاص والنجاة من الواقع المرير الذي تعيشه مجتمعاتنا، بل كل الإنسانية- لاستطاعوا الخلوص من قيود افترضوها على أنفسهم تحت مسمى: “الوطنية” ،”وحب الأوطان”. وتدبّر قول الله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء:97]، وقوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت:56]، ففي هذه الآيات دلالة واضحة بأمر الله لعباده المؤمنين بالهجرة من البلد الذي لا يقدرون فيه على إقامة الدين بحرية وعزّة.
فأي وطن وأي بقعة جغرافية نقدمها على المعتقد والدين؟! أوليس عندما سلكنا هذا المسلك تفرقنا آحاداً وشيَعاً وأحزاباً، فأصبحنا شرذمة تفرّقنا النعرات، والقوميات، وشعارات ما أنزل الله بها من سلطان، والعقول المدمرة والأيدي الخبيثة علمت ما في سلامة العقيدة من تقدم وعزّة وتمكين، فصوّبوا لها سهامهم، وعزلوها، وفرقوها شيعا وأحزابا ودويلات متناحرة وبدلوا وحدة المسلمين بنعرات (القومية والوطنية والعرقية و…)
أيها المسلمون
عن قتادة وعلي بن زيد بن جدعان قالا: كان بين سعد بن أبي وقاص وسلمان الفارسي شيء، فقال سعد وهم في مجلس: انتسب يا فلان فانتسب، ثم قال للآخر: انتسب، ثم قال للآخر حتى بلغ سلمان، فقال: انتسب يا سلمان، فقال: ما أعرف لي أبا في الإسلام، ولكني سلمان ابن الإسلام، فنمي ذلك إلى عمر، فقال لسعد ولقيه: انتسب يا سعد فقال أنشدك بالله يا أمير المؤمنين ،قال: وكأنه عرف فأبى أن يدعه حتى أنتسب، ثم قال للآخر حتى بلغ سلمان فقال: انتسب يا سلمان، فقال: أنعم الله عليّ بالإسلام، فأنا سلمان ابن الإسلام، فقال عمر: لقد علمت قريش أن الخطّاب كان أعزهم في الجاهلية، وأنا عمر ابن الإسلام أخو سلمان ابن الإسلام، أما والله لو لا شيء لعاقبتك عقوبة يسمع بها أهل الأمصار، أما علمت أو ما سمعت أن رجلاً انتمى إلى تسعة آباء في الجاهلية، فكان عاشرهم في النار، وانتمى رجل إلى رجل في الإسلام وترك ما فوق ذلك فكان معه في الجنة. وعن عمرو بن قيس قال: قيل لسلمان الفارسي: ما حسبك؟ قال: كرمي ديني، وحسبي التراب، ومن التراب خلقت، و إلى التراب أصير، ثم أبعث وأصير إلى الموازين، فإن ثقلت موازيني فما أكرم حسبي وما أكرمني على ربي يدخلني الجنة، وإن خفت موازيني فما ألأم حسبي وما أهونني على ربي ويعذبني إلا أن يعود بالمغفرة والرحمة على ذنوبي.
وفي هذا الزمان نرى ونسمع من يُقدّمون حقّ الوطن على حق الدين وعلى حقّ الله، تعظيما وحبّا للوطن، فيجعلونه دينهم ويعصون الأمر الصّريح لله ،فيكون الولاء فيه للوطن وأبناءه لا لله ، ولا لدينه وللمُسلمين. فنسمع قائلهم يقول الولاء للوطن، ومصلحة الوطن فوق الجميع ، ويعادي في الوطن ويوالي فيه ،غير ملتفت إلى دين من يواليهم ومن يعاديهم. كما نسمع من علمانيّي هذا الزّمان: يقولون: لا تزجّوا بوطننا في صراعات لا علاقة لنا بها، ما لنا والمظلومين من المسلمين؟ ،المصلحة الوطنيّة فوق كلّ اعتبار. كما ترى الوطنيّين قد صاروا عبيدا للوطن ينسبون لكلّ ما يدور في فلكه الكمالات ويُسارعون في تقديم فروض الطاعة التي يفرضها الانتماء إليه ،وتحريم ما يعارضها. فاللّباس الوطنيّ مفخرة لا تمتدّ إليها يد المحاسبة الشرعيّة وإن قصُر وشفّ وأسفرت منه الرّأس، حلالا لأبناء الوطن! أمّا نقاب أمّهات المؤمنين فمحرّم أو مكروه لتعارضه للهوّيّة الوطنيّة.
أيها المسلمون
يقول الله تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (56) :(58) الذاريات، فالله تعالى لم يخلقنا إلا لعبادته ،وطاعة الله وعبادته مقدمة على كل شيء ،وفي سنن الترمذي: (عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا فَالنَّاسُ رَجُلاَنِ رَجُلٌ بَرٌّ تَقِىٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِىٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ». قَالَ اللَّهُ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ،وروى أحمد :(عَنْ أَبِي نَضْرَةَ : ” حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ، أَبَلَّغْتُ ؟ ) قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “. صححه الألباني في “الصحيحة”، وفي كلام الله وحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما هو صريح في هذه الأدلّة بيان شاف حول المعيار في تحديد الأكرم والأشرف بين النّاس. أيهم أفضل عراقيّ مُسلم أم ليبيّ مسلم أم صينيّ مسلم أم أفغانيّ مسلم أم تشاديّ مسلم؟ يتفاضلون بالبرّ والتّقوى لا بالانتماء الوطنيّ!
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الدين أم الوطن- الدين أصل والوطن خادم)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومنذ الصغر أفهمونا وعلمونا أنّ الوطن ما هو إلا هذه البقعة الجغرافية المترسة بالحواجز والحدود، ولكن ليتهم علّمونا حب الوطن كما ينبغي أن يكون، ويا ليتهم عندما درّسونا التاريخ درّسوه حقيقة لا زيفاً ولا تزويراً، وقالوا لنا إن هذه الأوطان المجزأة على الخريطة إنما هي وطن واحد، وأنّ الحدود الفاصلة فيما بينها ما هي إلا أمراض عابرة ومؤقتة، وأن حبّ الأوطان والدفاع عنها جزء من الإيمان، لا كل الإيمان، فمهما ارتقى الوطن في مفهومه فسيبقى جزءً من منظومة، واستحالة أن ينقلب الجزء إلى كل، والوطن الحقيقي هو الذي تحيا به حراً طليقاً بفكرك ومعتقدك، فلا إكراه ولا إجبار ولا خضوع، هو الذي يجمع ولا يفرّق، يلملم الشعث ولا يشتت، وما وجدت وطناً كهذا إلا الوطن الذي تقدّمه عقيدة السماء، والتي قدمت لك مفهوماً مغايراً عن كل المفاهيم التي رسّخوها ودسّوها في مناهجهم التعليمية، ولو أنهم قضوا نصف الفترة الزمنية التي قضوها في تدريس التاريخ الذي وضعوه لنا وفق خطة مدروسة ممنهجة، تخدم مصالحهم وأهدافهم في زرع العقيدة الصحيحة في أفهام وقلوب النشأ، لخرّجوا جيلاً صالحاً راسخاً معمِّراً حيثما حلّ ونزل، ولرأينا معاني الإنسانية تنهمر كما الغيث، فما وُجد بيننا مظلوم أو مشرد أو جائع أو محروم
الدعاء