خطبة حول قوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ)
مايو 30, 2020خطبة حول قوله تعالى (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)
يونيو 6, 2020الخطبة الأولى ( السَّاعَةُ : مَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – مَتَّى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « مَا أَعْدَدْتَ لَهَا » . قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلاَةٍ وَلاَ صَوْمٍ وَلاَ صَدَقَةٍ ، وَلَكِنِّى أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ . قَالَ « أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ »
إخوة الإسلام
إن وقت قيامِ السَّاعةِ مِنَ الغيبيَّاتِ الَّتي استأثرَ المولى سبحانه وتعالى بها، ولم يُطلِعْ عليه أَحدًا؛ ولذلك فإنَّ المؤمنَ لا يَنشغلُ بِموعدِ قيامِها، وإنَّما يجبُ أنْ تنصرفَ همَّتُه إلى زادِه إليها، وما أعدَّ لها مِنَ العملِ، وهذا هو ما أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم ذكره ،وما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه لهذا الأعرابي وللصحابة الحاضرين معه ، ولأمته من بعده ،فالساعة وهي يوم القيامة، هي جزء من عالم الغيب، الذي يعد الإيمان به ركن أصيل من أركان الإيمان، ولذلك فإن المهم هو الاستعداد والعمل بموجب هذا الإيمان، أما السؤال والانشغال بجزئيات لا تقدم ولا تأخر فلا فائدة منه، ولذلك عكس النبي صلى الله عليه وسلم على الأعرابي السؤال « مَا أَعْدَدْتَ لَهَا » ،لأن هذا هو المهم والنافع والمفيد، أن تعد وتعمل وتجتهد للنجاح يوم القيامة، وإلا فما الفائدة من الإيمان بالساعة والقيامة ومعرفة موعدها، ثم لا يكون هناك استعداد ولا عمل ولا مبادرة للنجاح والتفوق فيها؟، وهذا للأسف هو حالنا اليوم، فنحن نوقن أن الساعة قادمة، وأن الموت لن يترك أحداُ ،فهل زرعنا اليوم لنحصد في الغد؟، فالدنيا مزرعة الآخرة، ولكننا شغلنا في هذه الأيام بما يحدث من تغيرات متلاحقة ،وأحداث متعاقبة ،فالقتل والهرج ، والحرب والدمار ، والظلم والفساد والعدوان ، والأوبئة والامراض الفتاكة ،والانهيارات الاقتصادية ،والتغيرات الاجتماعية ،وتغير في الظواهر الكونية ،وغيرها وغيرها ،فقد شُغل الناس بذلك كله ،ونسوا الاستعداد ليوم القيامة ،وساعة الحساب ، والسؤال : « مَا أَعْدَدْتَ لَهَا » ؟؟؟
أيها المسلمون
أما عن كيفية الاستعداد ليوم القيامة ،فقد قال الله تعالى : (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ) (197) البقرة ،فالآيةٌ القرآنية الكريمة تبيّن أنَّ الاستعداد لأيِّ سفر يكون بالزاد، وأن زاد المؤمن إلى الدار الآخرة هو تقوى الله، ففي الحياة الدنيا إذا قدّمت زاداً كافياً ليوم طويل ،فقد كفيت نفسك مؤونة الجوع والعطش، وكذلك تقوى الله، فهي تكفيك شرّ ذلك اليوم، وتقوى الله رفعٌ لكلّ بلوى في الدنيا والآخرة، فقدّم في دُنياكَ خيراً ،تجد أمامك ما قدّمت، فإذا كانت علاقتك مع الله مبنيّة على الإيمان به وبرسوله النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام فقد قدّمت لنفسك خيراً، وخير ما تقوم به أيضاً هو التزامك بالفرائض وعدم الترك لها خُصوصاً الصلاة ،وكذلك التقرّب إلى الله بالنوافل ،لأنّها سبب في محبّة الله لك، وتفقّه في علوم الدار الآخرة، ويكون هذا التفقّه من فهم كلام الله سُبحانهُ وتعالى ومن صحيح سُنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام، فأنت إذا علمت ما ينتظرك في يوم القيامة وهو الحقُّ من ربّك فستكون بإذن الله تعالى عالماً بأحوالك حين تقوم الساعة. ورُدَّ المظالم إلى أهلها ،وأعِد الحُقوق إلى أصحابها ،واستغفر الله عمّا مضى ،تكُن مُستعدّا للقاء الله يوم تقوم الساعة. ولا تجعل الدُنيا أكبر همّك، ولا تجعلها تشغل بالك فكُلّما ازددت بها تعلُّقاً كُلّما كُنت أكثر جزعاً على فراقها، بينما الذين لا يؤتون الدنيا جلّ همهم يكفيهم الله جزع الدنيا والآخرة.
أيها المؤمن الموحد
واعلم أن الله تعالى وهو الرحمن الرحيم ، قد أعد في هذا اليوم العظيم للمؤمنين العاملين من كل هم فرجًا ،ومن كل ضيق مخرجًا ،فالعامل المخلص لربه المتتبع لشرعه يتغمده الله برحمته الواسعة في ذلك اليوم العصيب ،فيحميه بفضله ،وينجيه من كل كرب ،ومن ذلك: أن جعل في ذلك اليوم للمؤمنين من العطش حوضًا يشرب منه الصالحون ،فلا يصيبهم الظمأ أبدًا ،وتقف ملائكة على الحوض تقصي أصحاب المحدثات ،فلا يشرب منه إلا من كان بالسنة مهتديًا ، وبالرسول صلى الله عليه وسلم مقتديًا ،وجعل في ذلك اليوم سترًا يستر به عباده ،فمن ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله تعالى يوم القيامة ،وجعل لمن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ،وأعد سبحانه في ذلك اليوم من الحر والعرق ظلاً لا يأوي إليه إلا من أرادهم الله برحمته ،فعدهم أصنافًا لا يملك غيرهم أن يشاركهم أو يستظل معهم إ،نما يبلغ الله ظله لأهل الظل ،وريه لأهل الري ،وستره لأهل الستر ،وهو على كل شيء قدير ،فانظر أيها العاقل الذكي ، يا من تستعد في الدنيا من عزوبتك لزواجك ،ومن ليلك لنهارك، وتستعد طوال سنتك إن كانت طالبًا ليوم امتحانك ،انظر فذلك اليوم أحق أن تستعد له ،قال الله تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون ) [الحشر : 18 – 21]، وقال الله تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) [ آل عمران : 102] ، فانظر أيها العبد بما تستحق الجنة وهي لا تنال بالأماني ، إنما بالتقوى ، قال الله تعالى : (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) [ مريم :72] ،واعلم أن السالكين الصابرين من قبلك كثير ،قد صبروا على ما أوذوا حتى أتاهم نصر الله فأدركهم في الدنيا فأنجاهم الله من ضوائقها ، كما نجى موسى من فرعون ،ونجى لوطًا من قومه : ( وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِين ) [ الأنبياء : 88] ، وإن لم يدركهم الله في الدنيا بالنجاة اختبارًا لهم وإعلاء لقدرهم ، فهم مع المؤمنين من مثل أصحاب الأخدود قال عنهم الله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ) [ البروج : 11] ،واذكر قوله سبحانه :(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ(195)لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ(196)مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ(197)لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ) [آل عمران : 195 – 198] ،واعلم أيضًا أن المفرطين من قبلك كثير كانوا أشد منك عتوًّا وجبروتًا فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر وجعلهم في قبورهم ، قال الله تعالى : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) [غافر : 46] ، ولا يكون ذلك نهاية مصيرهم ، إنما عذاب الآخرة أشد ، فأين أنت من فرعون ذي الأوتاد ، وعاد الذين استكبروا في الأرض بغير الحق ، وقالوا : من أشد منا قوة ، وثمود الذين كانوا ينحتون من الجبال بيوتًا ، وأصحاب الأيكة الذي بخسوا الكيل والميزان ، وطغوا بأموالهم ، وقالوا لنبيهم : فأسقط علينا كسفًا من السماء إن كنت من الصادقين ، وكل أولئك الجبابرة ،قال الله تعالى: ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ) [ الأنفال : 59] ، فالعذاب الدنيوي لا يفوتهم ، فلا يجد عاص متكبر في معصيته إلا الذل والهوان ، وإن ظن ظان أنهم لم يكافئوا في الدنيا ، فإن في الآخرة عذاب النار لا ينجو منه كافر أبدًا قد زال عنه ملكه وسؤدده ، قال الله تعالى : ( خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ) [ المعارج : 44] .
أيها المسلمون
واعلم أن الناس يوم القيامة على قسمين ،قال الله تعالى: ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ(6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ( 9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ ) [القارعة : 6 – 11] ، فانظر أيها العبد بما تستحق الجنة وهي لا تنال بالأماني ،إنما بالتقوى،قال الله تعالى 🙁 ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) [ مريم : 72] ،فهل أديت صلاتك وخشعت فيها ؟ ،وهل اخرجت زكاة مالك وأخلصت النية فيها ؟ وهل صمت رمضان إيمانا واحتسابا ؟، وهل أديت الحج المبرور تقربا إلى الله تعالى ولم ترفث ولم تفسق؟ ،وهل أعددت توبة من الذنوب ، فاليوم عظيم خطره ،وشديد على الخلق كربه ،لا يستطيع عبد منه هربًا ولا يملك أن يخفي من سيئاته شيئًا ،فلا منجا ولا ملجأ من الله إلا إليه ،فما أحوجنا أن نراجع أنفسنا ونعلم أن الله سبحانه جعل للفوز بالنعيم والنجاة من العذاب الأليم أسبابًا ،فكم جمعت لدنياك وهي قصيرة زائلة؟؟ ،وكم قصرت في أعمال أخراك وهي دائمة طويلة ؟؟ ، وهذا الحديث يدل أيضا على أن الإنسان مع مَن أحبَّ، فمَن أحبَّ الله ورسوله والمؤمنين فهو معهم، ومَن أحبَّ الكفرة والظالمين فهو معهم. فينبغي للمؤمن أن يُحبَّ الله ورسوله، ويحب أهلَ الإيمان والتَّقوى والصلاح، ويجتهد في صُحبتهم واتِّخاذهم إخوانًا وأخدانًا، ويحذر من صحبة الأشرار.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( السَّاعَةُ : مَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن فقه هذا الحديث النبوي المتقدم ،وما يستنبط منه : أولا : الرجوع إلى العلماء وسؤالهم عن أمور الدين. ثانيا: رفق العالم بالسائل وتوجيه عنايته إلى ما يعود عليه بالفوائد العظيمة. ثالثا : كمال نصح الرسول هشيم وشفقته على أمته وإرشادهم إلى ما فيه فوزهم وسعادتهم. رابعا : أن من حسن إسلام المرء اشتغاله بما يعنيه وتركه ما لا يعنيه. خامسا : أن الاستعداد للدار الآخرة والعمل لما بعد الموت هو الشيء المهم الذي يجب أن تصرف إليه الهمم. ، سادسا : احتقار الإنسان لعمله وعدم اغتراره به وتيقنه أنه دائما محل التقصير. سابعا : عظم شأن محبة الله ورسوله، وفي الحديث الصحيح: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، الحديث. ثامنا : حسن تصرف السائل وتسديده في الإجابة لما أعيد عليه السؤال. تاسعا : توجيه عناية المسلم إلى محبة الحق وأهله ليحظى بالسعادة، لأن المرء مع من أحب. عاشرا : عظم قدر الصحابة رضوان الله عليهم وحرصهم على الخير وبعدهم عن الشر وذلك في شدة فرحهم رضوان الله عليهم بقوله صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت. – وأن خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للواحد خطاب للجميع ما لم يدل دليل على التخصيص. الحادي عشر : فضل أبى بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما، ومن أجل ذلك أورد البخاري هذا الحديث في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه. الثاني عشر : تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لأبى بكر وعمر رضي الله عنهما ومحبتهم لهما ومعرفتهم قدرهما رضي الله عن الجميع. الثالث عشر :وفي قول أنس رضي الله عنه: وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، دلالة على توسل الإنسان إلى الله بعمله الصالح، وقد دل على ذلك أيضاً حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار.
الدعاء