خطبة عن حديث (خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ)
أغسطس 24, 2019خطبة عن قوله تعالى (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ)
أغسطس 24, 2019الخطبة الأولى ( اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى مسلم في صحيحه : ( عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ،قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِىُّ : كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاَمًا لِي بِالسَّوْطِ فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي « اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ ». فَلَمْ أَفْهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الْغَضَبِ – قَالَ – فَلَمَّا دَنَا مِنِّى إِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : « اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ ». قَالَ فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِى فَقَالَ « اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ ». قَالَ فَقُلْتُ لاَ أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا ) . وفي رواية لمسلم : (… فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ. فَقَالَ « أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ » وفي رواية له : (عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَضْرِبُ غُلاَمَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ – قَالَ – فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ فَقَالَ أَعُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ. فَتَرَكَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « وَاللَّهِ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ ». قَالَ فَأَعْتَقَهُ ) .
إخوة الإسلام
لقد جعل الله تعالى نبيَّنا محمَّداً صلى الله عليه وسلم قدوة لنا وأسوةً ، نقتدي به ،ونهتدي بهديه ، صلى الله عليه وسلم ، وقد كان صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس خلُقاً مع خدمه ، فلم يكن يعنفهم ،ولا يضربهم ،ولو خالفوا قولَه ، يقول أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم : (خَدَمْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – عَشْرَ سِنِينَ ، فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ . وَلاَ لِمَ صَنَعْتَ وَلاَ أَلاَّ صَنَعْتَ) رواه البخاري ، وفي الحديث المتقدم برواياته المتعددة الكثيرُ والكثير من الفوائد الدعوية والتربوية والاجتماعية ، التي تُنبِئ عن عمْق حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامُل مع أخطاء أصحابه ( رضي الله عنهم )، كما تُنبِئ عن قوَّة الوَازِع الديني وعمْق الامتِثال والطاعة عند أصحابه – رضي الله عنهم. ومن الفوائد المقتبسة والمستنبطة من هذا الحديث النبوي الشريف : حفْظ الإسلام لحقِّ الضعيف، ودفْع الظلم عنه؛ كما في موقفه -صلى الله عليه وسلم- من أبي مسعود لَمَّا ضرب غلامه، وقوله صلى الله عليه وسلم له: (أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ ). ويؤيد هذا المعنى أيضا ما جاء في سنن ابن ماجة : ( قال رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « .. كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ ». وقوله صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ الله لا يُقَدِّس أمَّة لا يُعطُون الضعيف منهم حقَّه)؛ (رواه الطبراني وصحَّحه الألباني) ، فالإسلامُ جاء بحفْظ حقوق كلِّ فئات المجتمع، وشَدَّد في حَقِّ الضعيف؛ سواء أكان الضعيف امرأة أو يتيمًا، أو فقيرًا أو مريضًا، أو عبدًا مملوكًا، وهذا خيرُ دافعٍ لنا للعِنايَة بأمر هؤلاء جميعهم، والسؤال عنهم، والإحسان إليهم، ودفع الضرر عنهم ، ونصرتهم . فيجب الرفق بالمماليك، وحسن صحبتهم، وكف الأذى عنهم، وقد أجمع المسلمون على أن عتقه بهذا ليس واجباً، وإنما هو مندوب ،رجاء كفارة ذنبه، وفي قوله – صلى الله عليه وسلم -: (أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ ) ، تحذيرٌ لكلِّ مَن تَغُرُّه قُوَّتُه فيَتَجبَّر على عِباد الله بغير حقٍّ؛ فالله – عزَّ وجلَّ – أكبر، وقدرته على العبد أعظم، وجَعْلُ العبد قدرة الله -تعالى- عليه نصْبَ عينه يَعصِمه من مرض التجبُّر والظلم المُتَأصِّل في نفس كُلِّ إنسان، وإنْ كان لا يظهر هذا المرض إلا مع مُقتَضاه من سلطة، أو قوَّة، أو غير ذلك ، وجاء في أقوال الحكماء : ( إذا دعتك قوتك إلى ظلم الناس ، فتذكر قدرة الله عليك ) ، ومن الفوائد المقتبسة والمستنبطة من هذا الحديث النبوي الشريف : أهميَّة تَخوِيف المُخطِئ بالله وقدرته في الدعوة إلى الله، وهذا في قوله – صلى الله عليه وسلم – لأبي مسعود: (أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ) ، وقوله – صلى الله عليه وسلم -: « أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ » ، وقوله – صلى الله عليه وسلم -: « وَاللَّهِ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ » وهذا نوعٌ من الزجر منه – صلى الله عليه وسلم – لأبي مسعود – رضِي الله عنه – لكي يَتوقَّف عن ضرْب غلامِه، ولكي لا يعود لضربه ثانية.
ومن المعلوم أن الزجر والتعنيف خِلاف الأصْل في النُّصْح والإرشاد في الدعوة إلى الله -تعالى- فالأصْل هو الرِّفق واللِّين، ولكن أحيانًا تجد المرء لا يُرَدُّ عن الخطأ إلا بشيءٍ من الشدَّة في النُّصْح، فيجب حينئذٍ على الداعية بعض الشدَّة، كما أنَّ لتَفاوُت الأخطاء وحال المُخطِئين مقاييسَ ينبغي أن تُراعَى في مَقام الشدَّة في النُّصْح الدعويِّ. ومن الفوائد المقتبسة والمستنبطة من هذا الحديث النبوي الشريف : احتمال وُجود الخطأ ووقوعه من أصحاب المقامات العالية؛ فأبو مسعود ( رضي الله عنه ) معدود من عُلَماء الصحابة، وكان يُفتِي الناس في عصر عمر – رضِي الله عنهما – ويُقال: إنه شَهِد بدرًا، ومع ذلك ، فقد وقع منه ما كَرِهَه النبي – صلى الله عليه وسلم – وعنَّفه عليه. وتصوُّر وقوع الخطأ ممَّن يحسن فيهم الظن، أقربُ لمعالجة الخطأ والقُصُور، كما أنَّه دافِعٌ للمُعالَجَة المُتوازِنة والمبنيَّة على تقدير الأمور تقديرًا صحيحًا. ومن الفوائد المقتبسة والمستنبطة من هذا الحديث النبوي الشريف : حُسْنُ الامتِثال لأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – وتعظيم جَنابِه؛ فأبو مسعود – رضِي الله عنه – لَمَّا رأى النبيَّ –صلى الله عليه وسلم – سقط السَّوْطُ من يده هيبةً له، ثم إنَّه بادَرَ بإرضائه فأعتق العبد، وحلَف له ألاَّ يضرب مملوكًا له بعد ذلك أبدًا. ونحن اليومَ من الواجب علينا أن نُعَظِّم جَنابَه – صلى الله عليه وسلم – بالامتِثال لِمَّا صَحَّ من أمره، وتقديمه على أمر غيره ،مهما كانت منزلته ومكانته، كما نُعظِّم جَنابَه – صلى الله عليه وسلم – بالاقتِداء به، واستِعمال الآداب الواجبة في حقِّ حديثه وسنَّته، ومن الفوائد المقتبسة والمستنبطة من هذا الحديث النبوي الشريف : الإيمان بقُرْب تَفرِيج الله تعالى على عباده، فربَّما كان هذا العبد الذي كان يضربه أبو مسعود – في وقت لم يكد يرى فيه بصيص نور – ولا يرجو سوى سكون غضب سيده ،وكفِّ أذاه عنه، فإذا بالله -تعالى- يَمُنُّ عليه بالعتق والحريَّة! وفي هذا بُشرَى لكلِّ إنسان لاحَقَتْه الكروب، ورَكِبَتْه الهموم والأحزان، وضاقَتْ به الدنيا بما رَحُبتْ، بشرى له ألا يجزع، وأن يعلم أن فرج الله -تعالى- قريب ، وأنه يأتي من حيث لا يعلم، ومن حيث لا ينتظر. قال الله تعالى : ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5- 6]، فمن الواجب على المرء تَحَرِّي طاعة الله -تعالى- وتجنُّبُ مَواطِن سخطه وحسْب، فإن بَدَا منه تقصيرٌ أو مخالفة فليَتُبْ وليرجع إلى الله -تعالى- وكذلك يفعل المُستَطاع من الأسباب غير المُحَرَّمة، ثم إن كان ثَمَّ مَتاعِب وكُرُوب بعد ذلك ،فليلجأ بقلبه لِمَن بيده مفاتيح الفرج، وردُّ المكروهات، فإن وقع شيء ممَّا يكره، فهو بلاء تُكَفَّر به سيئاته، وتُرفَع به درجاته. ومن الفوائد المقتبسة والمستنبطة من هذا الحديث النبوي الشريف : المُسارَعة في تَكفِير السيِّئة ،ومحْوها بالقيام بالحسنة بعدها؛ كما قام أبو مسعود – رضِي الله عنه – هنا بعتْق عبده الذي ضرَبَه، فدلَّ ذلك على ضرورة عمل الصالحات بعد الوقوع في السيئات، كما قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114]. وفي سنن الترمذي (عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ ،قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- : « اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ » وفيه 🙁 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن الفوائد المقتبسة والمستنبطة من هذا الحديث النبوي الشريف: التعلُّم من الخطأ، وأخْذ النفْس بعدم تَكراره؛ فالصحابي أبو مسعود – رضِي الله عنه – استَشعَر خطأه فقال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ( لاَ أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا ) . (يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ) ثم قال: “فما ضربت مملوكًا لي بعد ذلك اليوم”. فالمرء إذا اعتَاد مُحاسَبة نفسه على الخطأ والقُصُور الذي يقع منه، ووضع عقوبات للمخالفة ، فإنه حَتْمًا ستَستَقِيم له نفسُه على مَرضَاة الله – عزَّ وجلَّ – وكان ابنُ وهب – رحمه الله – يقول: “نذرت أنِّي كلَّما اغتبتُ إنسانًا أن أصوم يومًا ،فأجهدني، فكنت أغتابُ وأصوم، فنويت أنِّي كلما اغتبت إنسانًا أن أتصدَّق بدرهم، فمِن حُبِّ الدراهم تركتُ الغِيبة”؛ ومن الفوائد المقتبسة والمستنبطة من هذا الحديث النبوي الشريف : العفو عن الخدم والموالي ، وقبول أعذارهم ، والتغافل عن هناتهم وزلاتهم ، والتجاوز عن أخطائهم ، وفي سنن الترمذي بسند حسنه : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ أَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ أَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ فَقَالَ « كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً ». ومن الفوائد المقتبسة والمستنبطة من هذا الحديث النبوي الشريف : أن يكون المسلم وقافا عند كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد توقف الصحابي الجليل عن فعله لما علم أن ذلك مخالف لشرع الله ،وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى يقول في محكم آياته : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) الأنفال 24، وقال الله تعالى : (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ) (47) الشورى وقد روى البخاري في صحيحه : (أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – قَالَ قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ ، وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولاً كَانُوا أَوْ شُبَّانًا . فَقَالَ عُيَيْنَةُ لاِبْنِ أَخِيهِ يَا ابْنَ أَخِي ، لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ . قَالَ سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ : هِيْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ ، وَلاَ تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ . فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ – صلى الله عليه وسلم – : ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) وَإِنَّ هَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ . وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاَهَا عَلَيْهِ ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ )
الدعاء