خطبة عن ( انظروا من الذي هز الوعاء؟ )
فبراير 3, 2023خطبة حول قوله تعالى ( نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ )
فبراير 4, 2023الخطبة الأولى ( اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الإمام مسلم في صحيحه : (عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا ». قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « عَجِبْتُ لَهَا فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ». قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ ذَلِكَ.، وفي رواية صحيحة للإمام أحمد : « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنِّي لأَنْظُرُ إِلَيْهَا تَصْعَدُ حَتَّى فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ».
إخوة الإسلام
لقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى بمفاتيح قبول الأعمال التي تقربنا من الله تعالى، وهذه الأعمال تورث السعادة والرضا، وسكينة القلب في الدنيا، والفوز بالجنة في الآخرة ، فقدَ يُلهَمُ الله سبحانه وتعالى عبده المؤمن ذِكرًا عَظيمَ القَدْرِ، تتسابَقُ عليه الكَتَبةُ ، لشَرفِهِ وعَظيمِ مَنزلتِهِ، كما وردَ في هذا الحَديثِ الذي بين أيدينا اليوم -إن شاء الله- ، إذ قالَ رجلٌ مِنَ القومِ : (اللهُ أكبرُ كبيرًا) ، أي : الله أكبرُ من أنْ يُنسَبَ إليه ما لا يليقُ بِه سُبحانَه وتَعالى، والمرادُ تكبيرًا كَبيرًا، (والحمدُ للهِ كثيرًا) ، والمعنى : نَحمدُهُ حَمدًا كثيرًا؛ لاستحقاقِهِ ذلكَ، (وسبحانَ اللهِ) ، فهذا تنزيهٌ للهِ عنْ كلِّ عيبٍ ونقْصٍ ، ومما لا ينبغِي أنْ يُوصَفَ بِه سبحانه وتعالى ، (بُكرةً وأصيلًا)، أي: في أوَّلِ النَّهارِ وآخرِهِ، وهما أطيبُ الأوقاتِ ، وذلك لاجتِماعِ ملائكةِ اللَّيلِ والنَّهارِ فيهِمَا، فلمَّا سمِعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم هذه الكَلماتِ، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (مَنِ القائلُ كلمةَ كَذا وكَذا؟)، وهذا فيه إشارةٌ إلى فَضلِ هذه الكلماتِ ،وعظم ثَوابِها وقَدْرِها، وليتنبَّهَ السَّامِعونَ لها ، فيقولُوا مثلَها، فقالَ رجلٌ مِنَ القومِ: أنا يا رسولَ اللهِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (عجِبْتُ لها، فُتِحَتْ لها أبوابُ السَّماءِ) ، أي: إنَّ هذه الكلمات الطيبات المباركات : (اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) رُفِعتْ إلى السَّماءِ ،وقبِلَها اللهُ، وفُتِحَ لها أبوابُ السَّماءِ، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ بَعضَ الأعمالِ قدْ يكتبُها غيرُ الحفظةِ، وقيل : (فُتِحَتْ لها أبوابُ السَّماءِ) فالمرادُ سرعة القبول وكثرة الثواب . وهذه العاقبة هي التي يصبو لها كل مسلم في حياته، ويلتمس لها كل السبل حتى ينال القبول والأجر العظيم .
أيها المسلمون
وهكذا يتفضل الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين العاملين، فيفتح لهم أبواب رحمته وفضله وكرمه وجوده وإحسانه ، يفتح لهم أبواب السماء لعمل صالح يصعد، أو لدعوة مقبولة تجاب، كما تفتح أبواب السماء أو أبواب الجنة في أزمنة فاضلة؛ وذلك لتحفيز المؤمنين على استثمارها، ومضاعفة العمل الصالح فيها. وتفتح أبواب السماء لروح المؤمن بعد قبضها لتبشر بنعيم ينتظرها : أما فتح أبواب السماء لعمل صالح متقبل يرفع ففيه حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا قَالَ عَبْدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَطُّ مُخْلِصًا، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى العَرْشِ، مَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ» رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ غَرِيبٌ. وفي هذا دليل على فضل التهليل، وأن كلمة الإخلاص لا يردها عن الرفع إلى الله تعالى شيء. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: «وَأَمَّا التَّهْلِيلُ وَحْدَهُ فَإِنَّهُ يَصِلُ إِلَى اللَّهِ مِنْ غَيْرِ حِجَابٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ». والصلاة كذلك تفتح لها أبواب السماء؛ لعظمة الصلاة ومنزلتها عند الله تعالى. وقد فرضت من بين سائر الأعمال فوق السموات السبع ليلة المعراج. فقد روى أحمد (قال جَابِرٌ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ» ، وفي حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سَاعَتَانِ تُفْتَحُ فِيهِمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ: عِنْدَ حُضُورِ الصَّلَاةِ وَعِنْدَ الصَّفِّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» صححه ابن حبان. وهذا الفتح لأبواب السماء هو لقبول الدعاء واستجابته، ويدل عليه رواية أبي داود «ثِنْتَانِ لاَ تُرَدَّانِ، أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ وَعِنْدَ البَأسِ حِيْنَ يُلْحِمُ بَعْضُهُم بَعضَاً» ، وفي مسند أحمد عن عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رضي الله عنهما قال: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، فَجَاءَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَادَ يَحْسِرُ ثِيَابَهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: «أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: هَؤُلَاءِ عِبَادِي قَضَوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى» وهذا من فضائل الرباط على الصلاة، وهو انتظار الصلاة بعد الصلاة. وتفتح السماء لدعوات مخصوصة كدعوة المظلوم؛ لفداحة الظلم وسوء أثره؛ ولعظيم حق المظلوم عند الله تعالى؛ كما في حديث أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ» صححه ابن حبان.
أيها المسلمون
وأما فتح أبواب السماء في أزمنة مخصوصة، فهو فتح لتنزل رحمات الله تعالى على عباده، وأولى الخلق برحمة الله تعالى أقواهم إيمانا، وأكثرهم عبادة؛ وذلك أن هذا الفتح لأبواب السماء كان في أزمنة مخصوصة بطاعة، كما في ساعات من الليل والنهار تفتح فيها أبواب السماء. ومن هذا النوع ما جاء في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَقَالَ: إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ» رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ غَرِيبٌ. ومن هذا النوع أيضا فتح أبواب السماء في ثلث الليل الآخر حيث فضيلة الصلاة، ونزول الرب سبحانه إلى سماء الدنيا، كما في حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ؟ وَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَسْطَعَ الْفَجْرُ» رواه أحمد. وفي حديث عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ فَيُنَادِي مُنَادٍ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى؟ هَلْ مِنْ مَكْرُوبٍ فَيُفَرَّجَ عَنْهُ؟ فَلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ إِلَّا زَانِيَةٌ تَسْعَى بِفَرْجِهَا أَوْ عَشَّارٌ» رواه الطبراني. والعشَّارُ هو: آخذ العشور من أموال الناس على عادة أهل الجاهلية. وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: “والنزول في كل بلاد بحسبها؛ لأن نزول الله سبحانه لا يشبه نزول خلقه ، وهو سبحانه يوصف بالنزول في الثلث الأخير من الليل ، في جميع أنحاء العالم على الوجه الذي يليق بجلاله سبحانه ، ولا يعلم كيفية نزوله إلا هو ، كما لا يعلم كيفية ذاته إلا هو عز وجل : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى 11،،وقال تعالى:{فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } النحل 74، (مجموع فتاوى). وكذلك تفتح أبواب السماء في بعض الأيام لأجل المغفرة، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» رواه مسلم. والمؤمن إذا مات عُرج بروحه إلى السماء ففتحت لروحه أبوابها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلَا يَمُرُّونَ، يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى» رواه أحمد.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وتفتح أبواب السماء لقول (لا إله إلا الله) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما قالَ عبدٌ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ قطُّ مخلِصًا، إلَّا فُتِحَت لَهُ أبوابُ السَّماءِ، حتَّى تُفْضيَ إلى العرشِ، ما اجتَنبَ الكبائرَ» (رواه الترمذي وصححه الألباني). ولا ريب أن شهادة المسلم بالتوحيد بإخلاص أفضل ما يتقرب به المسلم إلى الله سبحانه وهي من أكثر الأعمال ثوابا وهي أفضل الحسنات فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: «الإيمانُ بِضْعٌ وسبعونَ أو بِضْعٌ وستُّونَ شُعبةً . فأفضلُها قول لا إلهَ إلَّا اللهُ . وأدناها إماطةُ الأذى عن الطَّريقِ . والحياءُ شُعبةٌ من الإيمانِ» (رواه مسلم). قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: ” أفضل الأذكار التي لم يخصها الشارع بحال أو زمن القرآن ، وبعده التهليل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أفضل الذكر لا إله إلا الله» (الفتاوى الحديثية). وقال المباركفوري رحمه الله تعالى: ” والتوحيد لا يماثله شيء ، وهي الفارقة بين الكفر والإيمان ، ولأنها أجمع للقلب مع الله ، وأنفى للغير ، وأشد تزكية للنفس ، وتصفية للباطن ، وتنقية للخاطر من خبث النفس ، وأطرد للشيطان ” ( تحفة الأحوذي).
وكذلك تفتح أبواب السماء لانتظار الصلاة : فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَغْرِبَ فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُسْرِعًا قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ و قَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ « أَبْشِرُوا هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِى بِكُمُ الْمَلاَئِكَةَ يَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى » (رواه ابن ماجه وصححه الألباني ، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألَا أُخبِرُكم بما يمحو اللهُ به الخطايا ويرفَعُ به الدَّرجاتِ ؟ إسباغُ الوضوءِ على المكارِهِ وكثرةُ الخُطا إلى المساجدِ وانتظارُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ فذلكم الرِّباطُ فذلكم الرِّباطُ فذلكم الرِّباطُ» (صحيح ابن حبان). وعلى المسلم الذي ينتظر الصلاة الحرص على الوضوء طوال انتظاره للصلاة حتى يحصل على تمام الأجر:( فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّى عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ . لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ ، لاَ يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ الصَّلاَةُ » (متفق عليه). وكذلك تفتح أبواب السماء لدعوة الإمام العادل والصائم حين يفطر ودعوة المظلوم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاثٌ لا تُرَدُّ دعوتُهُم ، الإمامُ العادلُ ، والصَّائمُ حينَ يُفطرُ ، ودعوةُ المظلومِ يرفعُها فوقَ الغمامِ ، وتُفتَّحُ لَها أبوابُ السَّماءِ ، ويقولُ الرَّبُّ تبارك وتعالى : وعزَّتي لأنصرنَّكِ ولو بعدَ حينٍ» (رواه الترمذي). وتفتح أبواب السماء للدعاء عند الصلاة والصف في سبيل الله عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ساعتانِ تُفْتَحُ أبوابُ السماءِ ؛ وقَلَّما تُرَدُّ على داعٍ دعوتُهُ : لِحُضورِ الصلاةِ ؛ والصفِّ في سبيلِ اللهِ» صححه الألباني في صحيح الجامع ، والدعاء مستحب بعد الأذان مباشرة : فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ – رضى الله عنهما – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِى وَعَدْتَهُ ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ » رواه البخاري ، ومنها دعوة الوالدين لولدهم أو عليه وورد في السنة النبوية أن دعاء الوالد لولده أو عليه مستجاب ، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاثُ دعَواتٍ يُستجابُ لَهنَّ لا شَكَّ فيهنَّ دعْوةُ المظلومِ ودعْوةُ المسافرِ ودعْوةُ الوالدِ لولدِه» (رواه ابن ماجه وحسنه الألباني).
الدعاء