خطبة عن (السجود لله تعالى) 3
سبتمبر 18, 2021خطبة عن حُبُّ الْمَالِ وَطُولُ الْعُمُرِ ( يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ حُبُّ الْمَالِ وَطُولُ الْعُمُرِ)
سبتمبر 25, 2021الخطبة الأولى ( يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ .. يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينَ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رُوي في الصحيحين ،واللفظ للبخاري : (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ – رضى الله عنه – أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ : « يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ ، وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينَ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ..)
إخوة الإسلام
لقاؤنا اليوم -إن شاء الله- مع هذا الحديث النبوي الكريم ، والذي يحذرنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الصنف من الناس ، أولئك الذين يدعون الإسلام ، ويقرءون القرآن ، ويصلون بالليل والناس نيام ، ويصومون العدد الكثير من الأيام ، ومع ذلك .. فهم يغالون في الدين ، ويمرقون من سننه وأحكامه ،ويجانبون أصوله وأركانه ،ويكفرون أهل التوحيد ،ويقاتلونهم ،والنبي صلى الله عليه وسلم قد أطلعه الله تعالى على بعض الأشياء الغيبية، وهذه من آياته، حيث أخبر صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء (سيخرجون) ، وأن من صفاتهم : أنهم يصلون ويقرءون القرآن، فإذا جن عليهم الليل ، فما ترى منهم إلا قائماً، وإذا جاء النهار ، لا ترى فيهم إلا صائماً ، وأن الواحد من الصحابة يحقر صلاته وقراءته عند قراءتهم وصلاتهم، وبين صلى الله عليه وسلم إنهم يقرءون القرآن ، ويجيدونه ، ولكن لا يتجاوز حناجرهم ، فهو لا يصل إلى قلوبهم ، ولهذا قال عنهم صلى الله عليه وسلم : (يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينَ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ) ،فتجد أحدهم يقول لك: أنا مسلم، أنا مؤمن، أنا على مذهب أهل السنة والجماعة؛ ولكن لم يدخل الإيمان في قلبه، ولا يرقب لمؤمن حرمة، ولا يرعى فيه ذمة؛ لأنه لو كان في القلب إيمان، لكان أخوف ما يخاف من حدود الله عز وجل، وأبعد ما يكون من محارم الله؛ لأنه لا يعصم الإنسان -بعد توفيق الله عز وجل- شيء مثل الإيمان ، هكذا وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام، وأولهم كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنيمة فقال له رجل: اعدل يا محمد، أو قال: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله -نعوذ بالله- وهذا خروج بالقول؛ لأن الخروج نوعان: خروج بالقول، وخروج بالسيف والقتال، والأول مقدمة للثاني؛ لأن الذين يخرجون بالسيف لا يخرجون هكذا فقط يحملون السلاح ويمشون، لا بد أن يقدموا مقدمات وهي أن يملئوا قلوب الناس بغضاً وعداءً للمسلمين ، وحينئذٍ يتهيأ الأمر للخروج. وهؤلاء الصنف من الناس موجودون في كل عصر ومصر ، ومستمرون إلى قيام الساعة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن استمرار وجودهم، وكذلك أخبر علي رضي الله عنه أنهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، فهم متجددون في كل عصر ومصر
أيها المسلمون
وهذا الحديث يبين لنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإفراط والغلو في أمر الدين أشدّ عليه من المعاصي والتفريط ، فلكم رأينا وشاهدنا من أناس يرتكبون المعاصي والمنكرات ، ويبارزون الله بها جهارًا نهارًا، ولكم رأينا من أصحاب الجرائم الكبيرة والموبقات ، من الزناة والسَّرَقَةِ وشاربي الخمور وغيرهم، وهذه المعاصي وغيرها وإن كانت كبيرة وخطيرة وتؤثّر على الأمّة بشكل عام من حيث نزول البلاء والعقوبة وتأخّر النصر، إلا أنّها أقلّ خطرًا بكثير من الغلو والإفراط في أمر الدين. فأهل الإفراط والغلو في الدين يجرّون من الويلات على الأمّة في سنة واحدة ، ما لا يجره أهل التفريط والتفلّت من الدين في مئات من السنين، وهذا ما شاهدناه في أمّتنا اليوم، وقد حذر الله عباده من الغلو في الدين ، فقال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الحَقَّ} [النساء: 171]. وقال الله تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]. ومن هنا نفهم معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن ابن ماجه : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ) ،وروى مسلم في صحيحه : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ ». قَالَهَا ثَلاَثًا. ومن الغلو في الدين أن تجد هؤلاء القوم يستحلون دماء المسلمين ، بظنهم أنهم كفار ، ويفارقون جماعة المسلمين ، ظنا منهم أنهم فرق مارقة عن الدين ، وقد روى مسلم من حديث أبي هريرة، قال صلى الله عليه وسلم: (.. وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْه) ،وروى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – : « لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي ، وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ الْجَمَاعَةَ » ،وعند مسلم : « لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِ وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ ». قال النووي في شرحه لمسلم: وأما قوله صلى الله عليه وسلم : (وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ) ، فهو عام في كل مرتد عن الإسلام ، بأي ردة كانت، فيجب قتله إن لم يرجع إلى الإسلام،
أيها المسلمون
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ، وروايات متعددة صفات هؤلاء المارقين من الدين ، وبين للمسلمين أحوالهم وأقوالهم ، وحذر من فتنتهم ، حتى يحذرهم الناس ، ويأخذوا منهم جنتهم ووقايتهم ، فذكر أن من صفاتهم : أنهم أحداث الأسنان ، وأنهم سفهاء الأحلام – أي العقول ، وأنهم يقولون من خير قول البرية ، وأنهم لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، وأنهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه ، وأن فيهم ضعفا في فقه دين الله، ولذا جاء أنهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، وأنهم يجتهدون في العبادات ، وأنهم شر الخلق و الخليقة ، وأنهم يقتلون أهل الإيمان ، ويدعون أهل الأوثان ، وأنهم يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه ، وأنهم يطعنون على أمرائهم، ويشهدون عليهم بالضلال ، وأنهم يخرجون على حين فرقة من الناس ، وأنهم يدعون إلى كتاب الله، وليسوا منه في شيء، فهم يستدلون بكتاب الله تعالى ويخطئون في وجه الاستدلال به ، وأنهم لا يرون لأهل العلم والفضل مكانة، ولذا زعموا أنهم أعلم من علي بن أبي طالب ،وابن عباس وسائر الصحابة- رضي الله عنهم وأرضاهم ، وأنهم يسفكون الدم الحرام -على أنفسهم بالانتحار وعلى غيرهم بالإعتداء عليهم بالقتل – وأنهم يتشددون في العبادة ،فيتعبدون ويتدينون حتى يعجبون من رآهم وتعجبهم أنفسهم ، والعجب بالنفس سبب من أسباب ضلال أهل البدع ، وهو مدخل من مداخل الشيطان على العباد والمجاهدين والزهاد مالم يعتصموا بالسنة
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ .. يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينَ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ولقد شدد النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمر هذه الفرقة المارقة ما لم يشدد في غيرها، وما ذاك إلا لعظم خطرها، ولقد قُتِلَ من المسلمين في الفتن التي ابتدأت منذ عصر الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- مئات ألوف المسلمين ولم يكن ذاك -على عظمته- نذير خطر كما كان من الخوارج، ولقد فاقت أعداد قتلى المسلمين في الفتن مئات المرات اﻷعدادَ التي سقطت في القتال مع الخوارج. وفي الصحيحين البخاري ومسلم : (قَالَ عَلِىٌّ – رضى الله عنه – إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » ، وروى مسلم (زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ أَنَّهُ كَانَ فِي الْجَيْشِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ عَلِىٍّ – رضى الله عنه – الَّذِينَ سَارُوا إِلَى الْخَوَارِجِ فَقَالَ عَلِىٌّ رضى الله عنه أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِى يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلاَ صَلاَتُكُمْ إِلَى صَلاَتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلاَ صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ لاَ تُجَاوِزُ صَلاَتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ». لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ مَا قُضِىَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ -صلى الله عليه وسلم- لاَتَّكَلُوا عَنِ الْعَمَلِ ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلاً لَهُ عَضُدٌ وَلَيْسَ لَهُ ذِرَاعٌ عَلَى رَأْسِ عَضُدِهِ مِثْلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ عَلَيْهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ فَتَذْهَبُونَ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَأَهْلِ الشَّامِ وَتَتْرُكُونَ هَؤُلاَءِ يَخْلُفُونَكُمْ فِي ذَرَارِيِّكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونُوا هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ فَإِنَّهُمْ قَدْ سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ وَأَغَارُوا فِي سَرْحِ النَّاسِ فَسِيرُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ. قَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ فَنَزَّلَنِي زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ مَنْزِلاً حَتَّى قَالَ مَرَرْنَا عَلَى قَنْطَرَةٍ فَلَمَّا الْتَقَيْنَا وَعَلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الرَّاسِبِيُّ فَقَالَ لَهُمْ أَلْقُوا الرِّمَاحَ وَسُلُّوا سُيُوفَكُمْ مِنْ جُفُونِهَا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُنَاشِدُوكُمْ كَمَا نَاشَدُوكُمْ يَوْمَ حَرُورَاءَ. فَرَجَعُوا فَوَحَّشُوا بِرِمَاحِهِمْ وَسَلُّوا السُّيُوفَ وَشَجَرَهُمُ النَّاسُ بِرِمَاحِهِمْ – قَالَ – وَقُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَمَا أُصِيبَ مِنَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ إِلاَّ رَجُلاَنِ فَقَالَ عَلِىٌّ رضى الله عنه الْتَمِسُوا فِيهِمُ الْمُخْدَجَ. فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ فَقَامَ عَلِىٌّ – رضى الله عنه – بِنَفْسِهِ حَتَّى أَتَى نَاسًا قَدْ قُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ قَالَ أَخِّرُوهُمْ. فَوَجَدُوهُ مِمَّا يَلِى الأَرْضَ فَكَبَّرَ ثُمَّ قَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَبَلَّغَ رَسُولُهُ – قَالَ – فَقَامَ إِلَيْهِ عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهَ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَسَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِي وَاللَّهِ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ .حَتَّى اسْتَحْلَفَهُ ثَلاَثًا وَهُوَ يَحْلِفُ لَهُ. وروى أحمد : ( عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ ثُمَّ رَجَعَ – أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « سَيَكُونُ فِي أُمَّتِى اخْتِلاَفٌ وَفُرْقَةٌ قَوْمٌ يُحْسِنُونَ الْقِيلَ وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ لاَ يَرْجِعُونَ حَتَّى يَرْتَدُّوا عَلَى فُوقِهِ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنْهُ فِي شَيْءٍ مَنْ قَاتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا سِيمَاهُمْ قَالَ « التَّحْلِيقُ »
الدعاء