خطبة عن (احذروا اللعب والتلاعب بالدين)
فبراير 15, 2024خطبة عن (نعمة الأبناء والأولاد)
فبراير 18, 2024الخطبة الأولى ( أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الإمام مسلم في صحيحه : (عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ :« أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ ». فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ قَالَ :« يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ ».
إخوة الإسلام
من أفضل الأعمال وأجلها ،وأعظمها أجرا (ذكر الله): فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ (رَضِي اللَّه عَنْه) قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ،وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ،وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ،وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ،قَالُوا : بَلَى ،قَالَ : ” ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ” ،وقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِي اللَّه عَنْه : ” مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ” ،
فالذّاكرون الله تعالى هم السباقون في ميدان السير إلى الله ،والدار الآخرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ” قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: “الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ”.، والذاكرون الله تعالى هم الذين أعدّ الله لهم النزل الكريمة والثواب العظيم، ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35] ،فذكر الله تعالى هو حياة القلوب، فلا حياة لها إلا به، ففي الصحيحين : (عَنْ أَبِى مُوسَى – رضي الله عنه – قَالَ :قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :« مَثَلُ الَّذِى يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ » ،وليس للقلوب قرار ولا طمأنينة ،ولا هناءة ولا لذة، ولا سعادة إلا بذكر الله تعالى، قال الله تعالى : ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، فذكر الله تعالى هو الفرج بعد الشدَّة، واليسر بعد العسر، والفرح بعد الغم والهم، وهو تفريج الكربات، وتيسر الأمور، وتحقق الراحة والسعادة في الدنيا والآخرة، وما عولج كرب ،ولا أزيلت شدَّة بمثل ذكر الله تبارك وتعالى، وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يذكر الله تعالى في الكرب، ففي الصحيحين : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ « لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ، وَرَبُّ الأَرْضِ ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ » ، وفي سنن الترمذي : (عَنْ سَعْدٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِ شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ »
أيها المسلمون
وفي هذا الحديث الذي بين أيدينا اليوم ،والذي يحثنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاكثار من ذكر الله تعالى ،يُبَيِّنُ لنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أهمِّيَّةَ التَّسبيحِ ،ويُرَغِّبُ فيه ،فَيَسأَلُ الرسول صلى الله عليه وسلم الصَّحابَةَ رضي اللهُ عنهم: ” أَيَعْجَزُ أحدُكم، أي: لا يَستَطيعُ أنْ يَكْسِبَ ويَحْصُلَ، كُلَّ يَومٍ، أَلْفَ حَسنةٍ؟ فَتَعَجَّبَ أحدُ الحاضرينَ، كَيفَ لِأحدِنا أنْ يَحْصُلَ أَلفَ حَسَنةٍ بِدونِ مَشقَّةٍ وبِسُهولةٍ بِلا عَجْزٍ؟! ،فَقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (يُسبِّحُ مِائةَ تَسبيحةٍ، فيُكْتَبُ له أَلْفُ حَسنةٍ)؛ لأنَّ الحسَنَةَ الواحدَةَ بِعَشْرِ أَمثالِها، وَهُوَ أَقَلُّ المضاعَفَةِ الموعودَةِ في القُرآنِ بقَولِهِ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [الأنعام: 16]، (أو يُحَطُّ عنه أَلْفُ خَطيئَةٍ)، وذلك بمَشِيئَةِ اللهِ تَعالى ،وعلى هذا؛ فمن زاد على التسبيح مائة مرة : فإنه يؤجر على ما زاده مضاعفا أيضًا ؛لأن الحسنة بعشر أمثالها ،فمن سبح الله ألف مرة فإنه يحصل على عشرة آلاف حسنة ،وهكذا ،وفضل الله واسع ،وقريب مما جاء في هذا الحديث: ما رواه البخاري ومسلم : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ) ،وروى مسلم : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أيضا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْه) ،فنص الحديث على أن من (زَادَ عَلَيْه) و(من عمل أكثر من ذلك): أتى بأفضل مما أتى به من اقتصر على مائة مرة ، فيقول ذلك الذكر في يومه : مائتي مرة ،ثلاث مائة مرة .. ، أو ما شاء الله له ، ومن أكثر ؛ فما عند الله أكثر ،والله ذو الفضل العظيم .
أيها المسلمون
ومما لا شك فيه أن ذكر الله تعالى بأي لفظ من الألفاظ ،وبأية صيغة من الصيغ ،لها أجرها وثوابها ،ولكن ذكره تعالى بالأذكار الواردة خير منه بالأذكار المؤلفة ،ومن المعلوم أيضا أن الأذكار الواردة يفضل بعضها بعضا ،للمعاني التي تتضمنها ،ويكاد يكون التهليل خيرها وأفضلها ،فقد وعد عليه من الأجر أكثر مما وعد على غيره ،ثم هو يشمل معنى التسبيح الذي وعد به الخير الكثير، وكذا الاستغفار هو من خير الذكر ،وكذا الدعاء ،وله مناسبات وألفاظ واردة ،يستجاب لها ،ولها أجر كبير ،ولا ننسى فضل الباقيات الصالحات ،ففي مسند أحمد : (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ ». قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ :« الْمِلَّةُ ». قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ :« الْمِلَّةُ ». قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ :« الْمِلَّةُ ». قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ :« التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ». ،
والحسناتِ أثمنُ ما يملك المسلمُ يوم القيامة؛ ولذا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثُّنا دومًا على معرفة موارد الحسنات للتزوُّد منها؛ ولكي نعدَّ العدةَ ليومٍ تكون الحسنةُ فيه سببًا لدخول الجنة، وتجنُّب جهنم ،أو تجنب الوقوف مع أهل الأعراف في الموقف العصيب،
وفي هذا الحديث المتقدم يقول صلى الله عليه وسلم : «أيعجزُ أحدُكُم أن يَكْسِبَ ألفَ حسنةٍ؟»، فسألَهُ سائلٌ مِن جُلَسائِهِ: كيفَ يَكْسِبُ أحدُنا ألفَ حسنةٍ؟ قالَ: «يسبِّحُ أحدُكُم مائةَ تسبيحةٍ، تُكْتبُ لَهُ ألفُ حسنةٍ، وتحطُّ عنهُ ألفُ سيِّئةٍ»؛ فيستطيع المسلم بفضل الله تعالى أن يجعل هذا الحديث نصبَ عينيه، والأَوْلَى لكلِّ منْ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدر هذه الوسيلةَ السهلةَ والميسَّرة لجَنْيِ الحسناتِ، وفي زمن يسير يتمكَّنُ المسلمُ بفضل الله الكريم من قول: “سبحان الله” مائة مرة، فيجني بسبب ذلك ألفَ حسنةٍ، والمثابرة على الاستزادة من قول: “سبحان الله” تسهم في رجحان حسناته يوم القيامة وتكفير سيئاته، والمسلم اللبيب يقتنصُ فرصَ الفراغ، فيقوم بتطويع لسانه لقول: “سبحان الله” آلاف المرات، ففي دقائق معدودة يستطيع المسلمُ بفضل الله ملك الملوك أن يقول: “سبحان الله” ألف مرة، فيترتب على ذلك كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحصولُ على عشرةِ آلاف حسنة، وكلَّما زادَ المسلمُ زادَتْ حسناتُه بفضل الله الكريم
أيها المسلمون
وقد وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة ومتعددة يبين لنا فيها صلى الله عليه وسلم عظم أجر وثواب من يذكر الله بكلمات قليلة في مبناها ،ولكنها عظيمة الأجر، كثيرة الثواب ،فقد روى مسلم في صحيحه : (عَنْ جُوَيْرِيَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِىَ جَالِسَةٌ فَقَالَ :« مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا ». قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- : « لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ».،وفي سنن الترمذي وحسنه الألباني 🙁عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكُ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِى وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ » ،(وعن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « إِذَا تَطَهَّرَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ يَرْعَى الصَّلاَةَ كَتَبَ لَهُ كَاتِبَاهُ أَوْ كَاتِبُهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الْمَسْجِدِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَالْقَاعِدُ يَرْعَى الصَّلاَةَ كَالْقَانِتِ وَيُكْتَبُ مِنَ الْمُصَلِّينَ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِ ». رواه أحمد وابن خزيمة في صحيحه ورواه ابن حبان في صحيحه وصححه الألباني ، (وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” خَلَّتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَهُمَا يَسِيرٌ ،وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ،يُسَبِّحُ أَحَدُكُمْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا ،وَيَحْمَدُ عَشْرًا ،وَيُكَبِّرُ عَشْرًا ،فَهِيَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ فِي اللِّسَانِ ،وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ ،وَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهُنَّ بِيَدِهِ ،وَإِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ أَوْ مَضْجَعِهِ سَبَّحَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ،وَحَمِدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ،وَكَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ ،فَهِيَ مِائَةٌ عَلَى اللِّسَانِ ،وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ ؟ ” قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَكَيْفَ لَا نُحْصِيهِمَا ، فَقَالَ : ” إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ فَيَقُولُ : اذْكُرْ كَذَا ، اذْكُرْ كَذَا ، وَيَأْتِيهِ عِنْدَ مَنَامِهِ فَيُنِيمُهُ ” أخرجه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع، وفي مسند أحمد وصححه الألباني : (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنَ الْكَلاَمِ أَرْبَعاً: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ،فَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِشْرِينَ حَسَنَةً أَوْ حَطَّ عَنْهُ عِشْرِينَ سَيِّئَةً ،وَمَنْ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ وَمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ وَمَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ كُتِبَتْ لَهُ ثَلاَثُونَ حَسَنَةً وَحُطَّ عَنْهُ ثَلاَثُونَ سَيِّئَةً ».،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في سنن البيهقي : (عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَصْحَابِهِ وَهُمْ جُلُوسٌ :« مَا لَكُمْ لاَ تَتَكَلَّمُونَ مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمَنْ قَالَهَا عَشْرًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَسَنَةٍ وَمَنْ قَالَهَا مِائَةَ مَرَّةٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَنْ زَادَ زَادَهُ اللَّهُ وَمَنِ اسْتَغْفَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ)، وفي الصحيحين : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ،كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ،وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ،وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ،وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِىَ ،وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ ،إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ »، وفي الصحيحين : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِى بِهِ)
الدعاء