خطبة عن أهمية الدعاء (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي)
فبراير 29, 2020خطبة عن قوله تعالى (كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)
مارس 7, 2020الخطبة الأولى (فضائل لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الإمام البخاري في صحيحه : (عَنْ أَبِي مُوسَى – رضي الله عنه – قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِي سَفَرٍ .. ثُمَّ أَتَى عَلَىَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي (لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ) . فَقَالَ :« يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ فَإِنَّهَا . كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ »
إخوة الإسلام
لقاؤنا اليوم -إن شاء الله- مع فضائل قول :(لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ) ،فهذه الجملة العظيمة فيها التسليم لله تعالى والاعتماد عليه ، وأن (الحول)أي الحركة ، و(التحول) من حال إلى حال – والقوة على الطاعة، لا تكون إلا بالله ،فلا تحول عن معصية الله ،إلاّ بتوفيقه وعصمته ،ولا قوة على طاعته إلاّ بمعونته ، ولا حركة ،ولا استطاعة إلا بمشيئة الله ،ولا حول في دفع شر ،ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله ،وقال الطحاوي 🙁 دلت هذه الكلمة العظيمة على أنه ليس للعالم العلوي والسفلي ، حركة وتحول ، من حال إلى حال ، ولا قدرة على ذلك ؛ إلا بالله)، ويقول ابن القيم رحمه الله : ” وَأَمَّا تَأْثِيرُ ” لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ” فِي دَفْعِ هَذَا الدَّاءِ [ يعني : داء الهم والغم ] : فَلِمَا فِيهَا مِنْ كَمَالِ التَّفْوِيضِ، وَالتَّبَرِّي مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ، إِلَّا بِهِ ،وَتَسْلِيمِ الْأَمْرِ كُلِّهِ لَهُ، وَعَدَمِ مُنَازَعَتِهِ فِي شَيْءٍ مِنْهُ ، .. ، وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ إِنَّهُ مَا يَنْزِلُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَيْهَا إِلَّا بِلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، وَلَهَا تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي طَرْدِ الشَّيْطَانِ .”“زاد المعاد”
أيها المسلمون
(لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) هي من الكلمات العظيمة ، والتي وردت النصوص بفضلها وعظم شأنها ، فقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي ذر – رضي الله عنه – قال: “أَمَرَنِي خَلِيلِي بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوَقِي، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ” ،وقال ابن القيم رحمه الله: “ولمَّا كان الكنز هو المال النفيس المجتمع الذي يخفى على أكثر الناس، وكان هذا شأن هذه الكلمة، كانت كنزًا من كنوز الجنة فأوتيها النبي صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش، وكان قائلها أسلم واستسلم لمن أزمة الأمور بيديه، وفوض أمره إليه” ،
ومن فضائل (لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ): أنها كفارة للذنوب، فقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَا عَلَى الأَرْضِ رَجُلٌ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّهِ، إِلاَّ كُفِّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ، وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ” ، ومن فضائلها: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها مع ما معها من الأذكار الأخرى بدلًا عن القرآن في حق من لا يحسنه، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن أبي أوفى قال: أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يُجْزِئُنِي مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: “قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّهِ”،، ومن فضائلها: أنها كفاية للعبد وحرزًا له من الشيطان، فقد روى أبو داود في سننه من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ: فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّهِ، فَيُقَالُ لَهُ: حَسْبُكَ، قَدْ كُفِيتَ وَهُدِيتَ وَوُقِيتَ، فَيَلْقَى الشَّيْطَانُ شَيْطَانًا آخَرَ فَيَقُولُ لَهُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ كُفِيَ وَهُدِيَ وَوُقِيَ” ، ومن فضائلها: أنها سبب لإجابة الدعاء، وقبول العبادة، روى البخاري في صحيحه من حديث عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه وَحْدَهُ لَا شَرِيك لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُم اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ”، ومن فضائلها: أنها باب من أبواب الجنة، روى الإمام أحمد من حديث قيس بن سعد بن عبادة أن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه، فأتى عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليت ركعتين، قال: فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: “أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟” قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: “لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ”، ومن فضائلها: أن من داوم عليها وجد قوة في بدنه، قال ابن القيم “أن الملائكة لما أُمروا بحمل العرش، قالوا: يا ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك؟ فقال: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلما قالوها حملوه” ، وهذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة، وتحمل المشاق، والدخول على الملوك، ومما يُخاف منه،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (فضائل لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ)
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومما جاء في فضائل «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» ما أخرجه الطبراني وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ؛ فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ… فَإِنَّهَا تَدْفَعُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ، أَدْنَاهَا الْهَمَّ وَالْفَقْرَ».، ومن ذلك ما أخرجه الطبراني وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ أَبْطَأَ عَنْهُ رِزْقُهُ فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ».، ومن ذلك ما رواه ابن أبي الدنيا بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَنْ قال: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ مائَةَ مَرَّةٍ في كلِّ يَومٍ، لمْ يُصِبْهُ فقْرٌ أَبدًا».، وعن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه وَحْدَهُ لَا شَرِيك لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُم اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ” رواه البخاري ،
الدعاء