خطبة عن (مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ)
مايو 8, 2023خطبة عن (العلم الضار)
مايو 10, 2023الخطبة الأولى ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (30) :(32) النحل
إخوة الإسلام
لقاؤنا اليوم -إن شاء الله- مع مائدة القرآن الكريم ،نتدبر المعاني ،ونتأمل الآيات ،ونرتشف من رحيقها المختوم ،وسوف يدور حديثنا اليوم عن قوله تعالى :(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (32) النحل ، وبداية فقد جاء في التفسير الميسر في تفسير هذه الآيات : جنات إقامة لهم، يستقرون فيها، لا يخرجون منها أبدًا، تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار، لهم فيها كل ما تشتهيه أنفسهم، بمثل هذا الجزاء الطيب يجزي الله أهل خشيته وتقواه الذين تقبض الملائكةُ أرواحَهم، وقلوبُهم طاهرة من الكفر، تقول الملائكة لهم: سلام عليكم، تحية خاصة لكم وسلامة من كل آفة، ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون من الإيمان بالله والانقياد لأمره. ، وقال السعدي : { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ } مستمرين على تقواهم { طَيِّبِينَ } أي: طاهرين مطهرين من كل نقص ودنس يتطرق إليهم ويخل في إيمانهم، فطابت قلوبهم بمعرفة الله ومحبته وألسنتهم بذكره والثناء عليه، وجوارحهم بطاعته والإقبال عليه، { يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ } أي: التحية الكاملة حاصلة لكم والسلامة من كل آفة، وقد سلمتم من كل ما تكرهون { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } من الإيمان بالله والانقياد لأمره، فإن العمل هو السبب والمادة والأصل في دخول الجنة والنجاة من النار، وذلك العمل حصل لهم برحمة الله ومنته عليهم لا بحولهم وقوتهم.
أيها المسلمون
والمتأمل والمتدبر لآيات القرآن الكريم ، يتبين له أنه قد وردت في القرآن الكريم آيات صريحة، تبين أن دخول الجنة مرتبط بعمل الإنسان، ومتوقف على سعيه وجهده في هذه الحياة ،ويفهم من تلك الآيات أن ثمة علاقة سببية بين فعل الإنسان ودخوله الجنة، وأن العمل سبب للدخول، وأن الدخول نتيجة للعمل ،ومن ذلك قوله تعالى: (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) الأعراف (43)، وقال الله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (32) النحل ،ويقول سبحانه: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (الزخرف:72) ، فهذه الآيات وما شاكلها، تدل على أن سعي الإنسان وكسبه ،والعمل بما أمر الله به ،كان سببًا لدخوله الجنة، ويفهم أيضا من هذه الآيات: أن من لم يعمل بطاعة الله في هذه الدنيا، ولم يلتزم بأحكام شرعه ،فليس له نصيب من الجنة، ولن يكون من داخليها ولا من أصحابها ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين واللفظ للبخاري : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « لَنْ يُنَجِّىَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ » . قَالُوا وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « وَلاَ أَنَا ، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِى اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ، سَدِّدُوا وَقَارِبُوا ، وَاغْدُوا وَرُوحُوا ، وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ .وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا » ،فالأصل في دخول الجنة إنما هو بفضل الله، ولكن اقتسام درجاتها ومنازلها ،مرده إلى عمل العباد، فيقع التفاوت في تلك الدرجات والمنازل بحسب الأعمال، كما قال بعض السلف: ينجون من النار بعفو الله ومغفرته، ويدخلون الجنة بفضله ونعمته ومغفرته، ويتقاسمون المنازل بأعمالهم ،فكون دخول الجنة بفضل الله ورحمته، لا يفهم منه التقليل من سعي العبد وكسبه لذلك جاء في الحديث نفسه: (سَدِّدُوا وَقَارِبُوا ،وَاغْدُوا وَرُوحُوا ، وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ .وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا) أي: اقصدوا بعملكم الصواب، أي: اتباع السنة من الإخلاص وغيره، ليقبل عملكم، فتنـزل عليكم الرحمة ،فأهل الإيمان والعمل الصالح لهم جنات إقامة ،يستقرون فيها، ولا يخرجون منها أبدًا، وتجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار، ولهم فيها كل ما تشتهيه أنفسهم، بمثل هذا الجزاء الطيب يجزي الله أهل خشيته وتقواه الذين تقبض الملائكةُ أرواحَهم، وقلوبُهم طاهرة من الكفر، تقول الملائكة لهم: ،ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون من الإيمان بالله والانقياد لأمره ،
وفي قوله تعالى : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ) ، قال ابن القيم : فالجنة لا يدخلها خبيث، ولا من فيه شيء من الخبث، فمن تطهر في الدنيا ولقي الله طاهرا من نجاساته، دخلها بغير معوق ،ومن لم يتطهر في الدنيا ،فإن كانت نجاسته عينية كالكافر لم يدخلها بحال، وإن كانت نجاسته كسبية عارضة، دخلها بعدما يتطهر من تلك النجاسة ، ثم يخرج منها ، حتى إن أهل الإيمان إذا جازوا الصراط حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيهذبون وينقون من بقايا بقيت عليهم ،قصرت بهم عن الجنة ،ولم توجب لهم النار، حتى إذا هذبوا، ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ،ففي صحيح البخاري :(أن أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ – رضى الله عنه – قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ ،فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ،فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ ،مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا ،حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا »،
والله سبحانه بحكمته جعل الدخول عليه موقوفا على الطهارة ،فلا يدخل المصلي عليه حتى يتطهر، وكذلك جعل الدخول إلى جنته موقوفا على الطيب والطهارة ، فلا يدخلها إلا طيب طاهر، فهما طهارتان : طهارة البدن ،وطهارة القلب ، ولهذا شرع للمتوضئ أن يقول عقيب وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين ، ففي سنن الترمذي : (عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ».، فطهارة القلب بالتوبة وطهارة البدن بالماء.
أيها المسلمون
والمتأمل أيضا والمتدبر لقوله تعالى :(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ) ،يتضح له أن من أعظم صفات الفائزين برضا رب العالمين ، ودخول جنات النعيم ، أنهم كانوا في حياتهم الدنيا (طيبين) ،ولم يذكر الله سبحانه معمول ذلك الوصف “طيبين”، وذلك ليعم، فمن قواعد التفسير أن : “حذف المعمول يدل على العموم” ،فأهل الجنان إنما استحقوا الفوز والإنعام بسبب ما كانوا عليه من الطيبة في عقائدهم ،ومعاملاتهم ،وأخلاقهم ،وأقوالهم ،ومآكلهم ، ومشاربهم ،وألبستهم ،وأنكحتهم، بل وفي خواطرهم وأفكارهم، فالطيبون عاشوا في دنياهم على الطيبات، وهذا كما يقول العلامة السعدي:” هذا اسم جامع لكل طيب نافع، من العقائد، والأخلاق، والأعمال، والمآكل، والمشارب والمكاسب.” ،
فأهل الجنة طيبون في عقائدهم : فلم يتلبّسوا بنجاسة الشرك، بل عاشوا على الكلمة الطيبة كلمة الإخلاص (لا إله إلا الله) وتعايشوا معها، فكانت لهم منهج حياة ، ولم يتزحزحوا عنها قيد أنملة، فهم قد علموا الغاية من خلقهم ، قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (56) :(58) الذاريات ، فشمّروا على ساعد الجد في تحقيق الوظيفة السامية التي أنيطت بهم، لعلمهم بعظم شأنها، وكيف لا وهي قد عرضت على أعظم المخلوقات فأشفقت منها، كما قال جل في علاه:” إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا” الأحزاب:72 ،فوحدوا الله تعالى في ربوبيته وفي ألوهيته وفي صفاته وأسمائه: فأيقنوا أن الله تعالى هو الرب الخالق المالك المدبر ، كما قال الله تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) (111) الاسراء ،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وأيضا يفهم من قوله تعالى :(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ) ،أنهم كما أخلصوا في عقائدهم ،فقد أخلصوا لله في عباداتهم فأفردوه بها، فكانوا كما قال تعالى: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (161) :(163) الانعام ، فبقدر توحيدهم لربوبيته سبحانه كان توحيدهم لإلاهيته، فلم يتلطخوا بنجاسة الشرك من قبورية ولا وثنية، ولم تكن قبلتهم الأضرحة والقبور للطواف وتقديم النذور، بل وجهتهم العزيز الغفور، فإياه يدعون ويرجون، وبه يستغيثون، وإليه يلجئون، وعليه يتوكلون، وذلك لعلمهم ويقينهم أن النفع والضر والمنع والعطاء والرفعة والوضع كلها بيده سبحانه لا بيد غيره، كما قال تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فاطر:2، فذكر سبحانه وتعالى انفراده بالمنع والعطاء، وهذا كما قال العلامة السعدي :”يوجب التعلق باللّه تعالى، والافتقار إليه من جميع الوجوه، وأن لا يدعى إلا هو، ولا يخاف ويرجى إلا هو” ، وكما قال عز شأنه: ” وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” الأنعام :17،
والطيبون أيضا وحدوا الله سبحانه وتعالى في صفاته وأسمائه، فأثبتوا كل ما أثبته لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله من الأسماء والصفات، ولم يلحدوا فيها إلحاد الملحدين ، ولم ينحرفوا فيها انحراف المنحرفين، فكان الإثبات مع التنزيه سبيلهم، وكان التحريف والتعطيل عدوهم، فأثبتوا لله استواء يليق به ولم يتأولوه بالاستلاء، وأثبتوا نزوله ولم يتأولوه بنزول أمره، كما أثبتوا كل صفاته الخبرية وصفاته الفعلية على الوجه المرضي معرضين عن سبيل أهل الأهواء والضلالات،
والطيبون طابت عقيدتهم في أصول الدين وخاصة ما يتعلق بأمور الآخرة، فآمنوا بالبرزخ والحشر والميزان والصراط والحساب والجنة والنار، وأيقنوا بثبوت رؤية العزيز الغفار، بل جعلوا هذه الرؤية علما، لوصوله يتنافسون وللفوز به يسارعون، موقنين بوعد الله ، كما قال الله تعالى :” لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” يونس :26.
الدعاء