خطبة عن (المسلم وفقه الاستضعاف)
أبريل 10, 2025خطبة عن (الْجَزَاء الْأَوْفَى)
أبريل 13, 2025الخطبة الأولى ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا) (106) الاسراء ،وفي مسند أحمد : (قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود:(وَلَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ أَقْوَامٌ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَلَكِنَّهُ إِذَا قَرَأَهُ فَرَسَخَ فِي الْقَلْبِ نَفَعَ)
إخوة الإسلام
للقرآن الكريم مكانة عظيمة ،ومنزلة رفيعة في قلوب المسلمين، فهو كلام الله ووحيه المنزل على رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – وهو الرسالة الخاتمة لخير أمة أخرجت للناس، وهو مصدر الدين والتشريع والتقنين ،فالقرآن الكريم هو أصل الأصول وأساسها ،وهو أصل حياة الأمة وسبيل رشدها وعزتها، ولهذا وصفه الله تعالى بأوصاف عدة تبين طبيعته ووظيفته ،وتثبت أهميته ومكانته العظيمة، منها: أنه روح ،وأنه شفاء ورحمة للمؤمنين به، العاملين بهداه ،وأنه هدى للمتقين ،وأنه نور وضياء ،به تستضيء العقول ،وتستنير القلوب، ولذلك أمر الله تعالى نبيه بترتيل القرآن عند قراءته، خاصة في جوف الليل ،قال الله تعالى:( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) المزمل : 4، والله تعالى عندما أمر نبيه محمداً – صلى الله عليه وسلم- بترتيل القرآن وذلك حتى يتمكن القارئ من التأمل في حقائق تلك الآيات ودقائقها ،فذكر الله يجعل المسلم يستشعر عظمته وجلاله ،ويحصل الرجاء والخوف عند الوصول إلى الوعد والوعيد ،وحينئذ يستنير القلب بنور معرفة الله ،لذا قال الله تعالى : (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا) (106) الاسراء، أي : لتقرأه على الناس في تؤدة وتمهُّل ، وقال مجاهد وابن عباس وابن جريج . فيعطي القارئ القراءة حقها من ترتيلها وتحسينها وتطييبها بالصوت الحسن ما أمكن من غير تلحين ولا تطريب مؤد إلى تغيير لفظ القرآن بزيادة أو نقصان ، فالإسراع في القراءة يؤدي إلى عدم الوقوف على المعاني القرآنية ،فالمقصود من الترتيل حضور القلب ،وكمال المعرفة،
كما أكدت السنة النبوية المشرفة التغني بالقرآن وتجويده ،فقد روى البخاري في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ »، والتغني المقصود في الحديث الشريف معناه في اللغـة نطق الكـلام على وجه تظهر به حلاوة الصـوت فالـترتيل والتغني هو ما أمر به الشرع في تلاوة القرآن ،فإقامة الحروف على نطقها العربي واجب ،وإلا تحرف القرآن عن كونه عربيا ،لكن ما عدا إقامة الحروف من تحقيق المخارج والصفات الأصلية والفرعية فهو مستحب لأنها متابعة للنبي – صلى الله عليه وسلم – في قراءته، ولكنها ليست واجبة ،وقراءة القرآن عبادة والعبادات توقيف والموقوف عليه من قراءة النبي – صلى الله عليه وسلم – هذه الصفة المجودة فمنذ نزول القرآن والنبي – صلى الله عليه وسلم – كان حريصا على أن يتعلم الصحابة القرآن ويتقنوه عنه كما كان يتلقاه من جبريل عليه السلام ،وفي صحيح مسلم : (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ ».،وفي صحيح البخاري : (قَالَ قَتَادَةُ سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ كَانَ يَمُدُّ مَدًّا ) ، وفي رواية : (عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سُئِلَ أَنَسٌ كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – . فَقَالَ كَانَتْ مَدًّا . ثُمَّ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، يَمُدُّ بِبِسْمِ اللَّهِ ، وَيَمُدُّ بِالرَّحْمَنِ ، وَيَمُدُّ بِالرَّحِيمِ) ،ومن المؤكَّد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد علَّم أصحابه القرآن، كما تلقَّاه عن أمين الوحي جبريل – عليه السلام – ولقَّنهم إياه بنفس الصفة، وحثَّهم على تعلمها والقراءة بها؛ ففي مسند أحمد : (عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَسْجِدَ وَهُوَ بَيْنَ أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ وَإِذَا ابْنُ مَسْعُودٍ يُصَلِّي وَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ النِّسَاءَ فَانْتَهَى إِلَى رَأْسِ الْمِائَةِ فَجَعَلَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَدْعُو وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « اسْأَلْ تُعْطَهْ اسْأَلْ تُعْطَهْ ». ثُمَّ قَالَ « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ بِقِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ » فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ لِيُبَشِّرَهُ وَقَالَ لَهُ مَا سَأَلْتَ اللَّهَ الْبَارِحَةَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَاناً لاَ يَرْتَدُّ وَنَعِيماً لاَ يَنْفَدُ وَمُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ فِي أَعَلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ. ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَكَ. قَالَ يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ مَا سَابَقْتُهُ إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلاَّ سَبَقَنِي إِلَيْهِ).، وقوله صلى الله عليه وسلم :« مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ بِقِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ » فلعل المقصد – والله أعلم – أن يقرأه على الصفة التي قرأ بها عبدالله بن مسعود من حُسْن الصوت، وجودة الترتيل، وحسن الأداء. ،وأمر صلى الله عليه وسلم الناس بتعلم قراءة القرآن، وبتحرِّي الإتقان فيها، بتلقِّيها عن المتقنين الماهرين، ففي الصحيحين واللفظ للبخاري : (عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ ذَاكَ رَجُلٌ لاَ أَزَالُ أُحِبُّهُ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ – فَبَدَأَ بِهِ – وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِى حُذَيْفَةَ ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَأُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ »،
فلا يجوز الإسراع بالتلاوة إذا كان السامع له لا يستطيع تمييز الكلام، وإنما يجوز من التسريع ما لا يضيع بسببه شيء من أحكام التجويد، كما في القراءة بالحدر، والحدر: هو القراءة بسرعة لا يضيع معها المد والغنة ولا شيء من الحركات، كما قال الجزري في النشر في القراءات العشر: ومن آداب قراءة القرآن: أن يرتل القرآن ترتيلا, لقوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) {المزمل: 4} فيقرأه بتمهل بدون سرعة، لأن ذلك أعون على تدبر معانيه وتقويم حروفه وألفاظه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تنثروه نثر الرمل، ولا تهذُّوه هَذَّ الشعر, قفوا عند عجائبه، وحرِّكوا به القلوب, ولا يكن هَمُّ أحدكم آخر السورة، ولا بأس بالسرعة التي ليس فيها إخلال باللفظ: (بإسقاط بعض الحروف أو إدغام ما لا يصح إدغامه), فإن كان فيها إخلال باللفظ فهي حرام، لأنها تغيير للقرآن ،
وهناك أمور يجب على المسلم أن يدركها ويعلمها عند قراءة القرآن ، ومنها: قراءة القرآن بتدبر وتمعن، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، ص: 29، ومنها : مراجعة الحفظ، كما أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ففي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا » ،ومنها : أن يخشع عند تلاوة القرآن الكريم ،ففي صحيح البخاري : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :قَالَ لِي النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « اقْرَأْ عَلَىَّ » . قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ قَالَ « نَعَمْ » . فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا ) النساء (41)، قَالَ « حَسْبُكَ الآنَ » . فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ) ، وقال الله تعالى : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) الحديد (16)، فلابد من العناية بكلام الله عز وجل حفظا وتلاوة وعملا حتى يكون المسلم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
أيها المسلمون
ومن آداب تلاوة كتاب الله العزيز كذلك: أن يتلوه على طهارة، ولا شك أن تلاوته على طهارة أفضل، وإن حصل الخلاف بين أهل العلم في حكم الطهارة لتلاوة القرآن لمس المصحف. ويستحب كذلك من آداب التلاوة: التسوك، وقد جاء عدد من الأحاديث في هذا الموضوع، فمن ذلك: أن النبي ﷺ قال: إن العبد إذا تسوك، ثم قام يصلي، قام الملك خلفه فيستمع لقراءته، فيدنو منه أو كلمة نحوها، حتى يضع فاه على فيه، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك، فطهروا أفواهكم للقرآن ) رواه البزار، وقال الألباني: حسن صحيح، ومن آداب تلاوة القرآن: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن الله تعالى قال: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) [النحل: 98].، ومن آداب تلاوة القرآن : الإخلاص لله سبحانه وتعالى: فإن النبي ﷺ قد أخبرنا يوم القيامة عمن تسعر بهم النار، وهم ثلاثة، فمنهم: قارئ للقرآن والسبب -ولا شك- في تسعير النار به يوم القيامة هو أنه لم يكن من الذين أخلصوا لله سبحانه وتعالى في ذلك، ولذلك هؤلاء الثلاثة الذين تسعر بهم النار، ففي سنن الترمذي : ( قال أَبُو هُرَيْرَةَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِىَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي قَالَ بَلَى يَا رَبِّ. قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ. فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلاَنًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ. وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ. قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ. فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلاَنٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ. وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ فِي مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ. فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلاَنٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ». ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى رُكْبَتِي فَقَالَ « يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلاَثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
كما ينبغي للمسلم عند تلاوة القرآن الكريم أو الاستماع إليه استحضار عظمة كلام الله تعالى، لتخشع جوارحه وقلبه، وتغشاه الخشية والسكينة، حتى يشعر أن الله تعالى يخاطبه به، كما قال ابن القيم -رحمه الله-:”فمن قُرئ عليه القرآنُ فليقدر نفسه كأنما يسمعه من الله يخاطبه به”. ومن أهم آداب تلاوة القرآن الكريم : حضور القلب، وذلك من خلال الشعور بالوقوف بين يد الله ومناجاته بتلاوة كلامه، وطرد حديث النفس، والاستبشار والفرح بسماع القرآن الكريم. ومنها : تدبر الآيات: وذلك من خلال فهم معاني كلمات القرآن الكريم، واستيعاب ما فيه من الأوامر والاستعداد لنفيذها، لأن القارئ لكلام الله تعالى هو المخاطب والمقصود بالأوامر والنواهي ، وقد قال لله تعالى: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} محمد (24) ، ومن آداب تلاوة القرآن : أنه يُستحب استقبال القبلة والجلوس بخشوع ووقار، كهيئة الطالب بين يدي معلمه عند التلاوة.
الدعاء