خطبة عن ( قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )
أغسطس 30, 2021خطبة حول معنى الحديث ( فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ )
سبتمبر 1, 2021الخطبة الأولى (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ) (6): (8) الأنبياء
إخوة الإسلام
لقاؤنا اليوم -إن شاء الله- مع آية من كتاب الله ، نتدبرها ، ونسبح في بحار معانيها ، ونرتشف من رحيقها المختوم ، مع قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) الأنبياء (7) ، فقد جاء في تفسير الطبري : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وما أرسلنا من قبلك يا محمد إلى أمة من الأمم، للدعاء إلى توحيدنا ، والانتهاء إلى أمرنا ونهينا، إلا رجالا من بني آدم نوحي إليهم وحينا لا ملائكة، يقول: فلم نرسل إلى قومك إلا مثل الذي كنا نرسل إلى من قَبلهم من الأمم من جنسهم وعلى منهاجهم ،( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) يقول لمشركي قريش: وإن كنتم لا تعلمون أن الذين كنا نرسل إلى من قبلكم من الأمم رجال من بني آدم مثل محمد صلى الله عليه وسلم وقلتم: هم ملائكة : أي ظننتم أن الله كلمهم قبلا فاسألوا أهل الذكر ، وهم الذين قد قرءوا الكتب من قبلهم: التوراة والإنجيل، وغير ذلك من كتب الله التي أنـزلها على عباده. وعن ابن عباس، قال: لما بعث الله نبيه محمدا رسولا أنكرت العرب ذلك، أو من أنكر منهم، وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد ،قال: فأنـزل الله (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ) يونس 2، وقال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (43) ،(44) النحل ، فاسألوا أهل الذكر: يعني أهل الكتب الماضية، أبشرا كانت الرسل التي أتتكم أم ملائكة؟ فإن كانوا ملائكة أنكرتم ، وإن كانوا بشرا فلا تنكروا أن يكون محمد رسولا ،قال: ثم قال (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى) يوسف 109، أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم. وقال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيرها : أي: لست يا محمد ببدع من الرسل، فلم نرسل قبلك ملائكة ، بل رجالا كاملين ، لا نساء . (نُوحِي إِلَيْهِمْ) من الشرائع والأحكام ما هو من فضله وإحسانه على العبيد ، من غير أن يأتوا بشيء من قبل أنفسهم، (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) أي : الكتب السابقة (إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) نبأ الأولين ، وشككتم : هل بعث الله رجالا ؟ فاسألوا أهل العلم بذلك ، الذين نزلت عليهم الزبر والبينات ، فعلموها وفهموها، فإنهم كلهم قد تقرر عندهم أن الله ما بعث إلا رجالا يوحي إليهم من أهل القرى . وعموم هذه الآية فيها مدح أهل العلم، وأن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل، فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث ، وفي ضمنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم ، حيث أمر بسؤالهم، وأن بذلك يخرج الجاهل من التبعة، فدل على أن الله ائتمنهم على وحيه وتنزيله، وأنهم مأمورون بتزكية أنفسهم، والاتصاف بصفات الكمال. وأفضل أهل الذكر أهل هذا القرآن العظيم، فإنهم أهل الذكر على الحقيقة، وأولى من غيرهم بهذا الاسم، ولهذا قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (44) النحل ،فقوله تعالى : (وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ) أي: القرآن الذي فيه ذكر ما يحتاج إليه العباد من أمور دينهم ودنياهم الظاهرة والباطنة ، (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ) ، وهذا شامل لتبيين ألفاظه وتبيين معانيه، (وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) فيه ، فيستخرجون من كنوزه وعلومه بحسب استعدادهم وإقبالهم عليه”
أيها المسلمون
وفي قوله تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) يتبين للمتدبر والمتأمل أن الإسلام قد حفظ للعلماء مكانتهم، وقدم الذكر الحكيم توجيها يقضي باحترامهم والرجوع إليهم والتماس معرفتهم ، كما أشار القرآن الكريم صراحة إلي مشهد بالغ الدلالة علي احترام الإسلام للعلم والعلماء, عندما جلس الكليم موسي في مقام التلميذ للعبد الصالح, واستأذنه في أن يجود عليه بعلمه قال تعالى : (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) الكهف (66) ، وأدرك موسي من العبد الصالح أن دفع الضرر مقدم مع جلب المنفعة, وأن العمل الصالح والتقوي رصيد لصاحبه ولذريته. وبلغ من عناية الإسلام بالعلم أن امتدح علم الجوارح الذي ينتفع به البشر ،قال الله تعالى : (وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ) المائدة:4 ، وتوقف القرآن عند مقولة الهدهد لسليمان النبي الملك وهو يخبره أنه يمتلك من المعلومات ما لم يعلمه سليمان ، فقال الله تعالى على لسان الهدهد : (فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) (22) النمل ،وأخبر القرآن بعلو مكانة العلماء ، فقال الله تعالى : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) المجادلة :11 ،وقال الله تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فاطر:28 ، وفي سنن أبي داود وغيره : (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ». وليس المقصود بالعلماء فقط من يتخصصون في علوم الدين, بل إن كل من يحوز معرفة متخصصة في مجالات الحياة المختلفة من طب وهندسة وكيمياء وفيزياء وفلك وعلوم بحار, وعلوم اجتماعية علي اختلافها, هو من أهل الذكر ومن العلماء, طالما انتفعت البشرية بعلومهم تحت مظلة الإيمان بالله.
أيها المسلمون
ومن الأدوار والمهام التي أوضحها القرآن للعلماء ليقوموا بها في دنيا الناس: إيجاد حلول لأزمات المجتمع ومشكلاته: فهذا يوسف الصديق بما له من علم وخبرة ،قال لعزيز مصر (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) (55) يوسف، ووضع يوسف عليه السلام خطة مكنت البلاد من مواجهة أزمة طاحنة ، قال تعالى : (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) (47) :(49) يوسف، ومن أدوار ومهام العلماء : تحصين المجتمع من سيطرة النزعة المادية: ففي قصة قارون ما يوحي أن أتباع الجزاء العاجل, المنبهرين بزخرف الدنيا قد تاقت نفوسهم إلي ما يمتلك قارون من متع وملذات ، قال تعالى : (قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (79) القصص، لكن أصحاب المعرفة وأهل العلم قدموا رؤية مغايرة لا تأبه بالماديات ، قال الله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ) (80) القصص، ومن أدوار ومهام العلماء : التصدي لعوامل الشر والفساد: فالعلماء بما لهم من علم ووزن وثقل, وخبرة بأمراض المجتمع وعلله هم أقدر علي التصدي للفساد في المجتمع بما يتلاءم مع جوانب تخصصهم ، وقد نعي القرآن علي علماء بني إسرائيل عدم تصديهم لمقاومة المنكر ، فقال الله تعالى : (لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (63) المائدة، ومن أدوار ومهام العلماء : إقامة الحجة والدليل علي المعاندين في الآخرة : وما أحوج مجتمعاتنا إلي العلماء وأدوارهم في حياتنا لدعم التوجه ناحية الحياة الإيمانية الروحية, ومقاومة النظرة المادية, واستجلاء أسرار الكون للإشعار بقدرة الخالق وعظمته. وما أحوجنا إلي قيام علمائنا برصد الواقع وتحليله, واستخدام آليات العلم لمنع ظهور الأزمات, ووضع الخطط لحسن التعامل معها إن ظهرت. وفي نفس الوقت مطلوب من المجتمع بكل مؤسساته وأجهزته توفير المناخ الملائم للعلماء للنهوض برسالتهم وأداء أدوارهم.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ولا غرابة في أن يحظى العلماء بهذه الخصائص الجليلة، والمزايا الغر، فهم حماة الدين، وأعلام الإسلام، وحفظة آثاره الخالدة، وتراثه المدخور، يحملونه للناس عبر القرون يعلمونه. إنهم حفاظ السنة وحملة الشريعة، إنهم أعظم الناس خشية للعلام، وأكثرهم بركة على أهل الإسلام، قد عنوا بضبط الحلال والحرام، هم في الأرض كالنجوم في السماء، وكالدواء للداء، وكالضياء في الظلماء، نقلهم ظاهر، وسلطانهم قاهر، ودليلهم باهر، يدعون من ضل إلى الهدى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، كم من تائه قد هدوه، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، ينفون عنه آثار أهل الغلو، وانتحال المبطلين، الذين يزيفون على الناس ويدلسون، وتأويل الجاهلين، تفسيرات الجهلة للنصوص الشرعية، ينفون هذا كله، يبينون زيفه، هم سرج الأمة، إنهم أرحم بأمة محمد ﷺ من آبائهم وأمهاتهم؛ لأن الآباء والأمهات، إنما يحفظون أولادهم من نار الدنيا، والعلماء يحفظونهم من نار الآخرة. إنهم أنس المجالس، وبهجة المجالس، ما ظنك بقوم استشهد الله بهم على أعظم مشهود، فقال عز وجل: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ ) [آل عمران: 18]. وجدوا أنسهم وسعادتهم في تنقيح العلم، وتأمل المسائل، فهم منار سبيل الجنان، وأقرب الناس إلى الديان، وأعدى أعداء الشيطان؛ لأن الشيطان لا يستطيع أن يلبس عليهم. هم في الخير قادة، وفي الهدى سادة، يقتدى بأفعالهم وأقوالهم، وتقص آثارهم، وترغب الملائكة في حلقهم، وبأجنحتها تحفهم، وكل رطب ويابس يستغفر لهم، فكفى بذلك شرفاً وفخراً. وأهل العلم وجوههم مشرقة، نضرة، لدعاء النبي ﷺ لهم ، ففي سنن الترمذي : (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ».
الدعاء